عقب الانتهاء من حفر قناة السويس الجديدة فى مدة لم تتجاوز العام الواحد، لا تزال أنظار المصريين والعالم أجمع تتجه إلى منطقة قناة السويس، وتتضمن خطة المشروع إعداد مخطط عام لتنمية محور قناة السويس والفائز فى إعداد هذا المخطط تحالف دار الهندسة وشركائه، وبالفعل انتهى هذا التحالف من إعداد مخطط التنمية، وتم تسليمه إلى القناة، «التحرير» تواصلت مع يحيى زكى، ممثل التحالف الفائز بالمشروع. «من اليوم التالي لافتتاح قناة السويس الجديدة سيبدأ العمل فى مشروعات تنمية محور قناة السويس الجديدة، والانطلاقة ستكون من مشروع تطوير منطقة شرق بورسعيد» هكذا أكد المهندس يحيى زكى، ممثل التحالف الفائز بإعداد مشروع تنمية محور قناة السويس، مضيفا أن تطوير ميناء شرق بورسعيد يتمثل فى تطوير الأرصفة البحرية مع المنطقة الصناعية واللوجيستية المرتبطتين بالميناء، لافتا إلى أن تطوير المنطقة الصناعية ببورسعيد سيقوم على 4 صناعات رئيسية سيتم البدء بها «صناعة السيارات ومكوناتها، المعدات الهندسية، التعبئة، التغليف». ممثل التحالف الفائز بإعداد مخطط محور قناة السويس أوضح أيضا أن المخطط يضم 6 موانٍ، وله منطقة دراسة كاملة، والموانى الستة منها 3 على البحر الأبيض، و3 فى الجنوب، وكشف عن أن تطوير الموانى الستة ستتعدى 20 مليار دولار، والحكومة ستبدأ العمل فى البداية وفى الأعمال الرئيسية، أما الأرصفة البحرية فلها مشغلان، والمرافق ستكون ضمن مهام الحكومة. زكى أضاف، خلال تصريحات خاصة ل«التحرير»، أن مخطط تنمية مشروع قناة السويس جاهز للتنفيذ، وتم تسليمه إلى هيئة قناة السويس، وتم الترويج للمشروعات التى يتضمنها المخطط خلال المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، وأنه جار العمل على عرض المشروعات على المستثمرين فى الداخل والخارج، موضحا أن مخطط التنمية سيكون على ضفتى القناة، والهدف الرئيسى يتمثل فى استغلال الإمكانيات الضخمة للقناة، ليكون نقطة جذب للاستثمار العالمى، لافتا إلى أن المستهدف مليون فرصة عمل خلال المرحلة الأولى حتى سنة 2030، وأن الهدف تحويل المنطقة إلى مركز صناعى ولوجيستى يخدم العالم، وخلق كيانات اقتصادية مهمة للشرق والغرب، بالإضافة إلى استفادة المنطقة من حركة الملاحة المتزايدة بالقناة الجديدة، مشيرا إلى أن مشروع تنمية محور قناة السويس سيخلق مجتمعات جديدة تكون نواة لانطلاق الاقتصاد الوطنى، مشددا على أن مردود المشروع سيشعر به جميع المصريين. زكى أشار إلى أن خطة تنمية محور قناة السويس تتضمن من 6 محاور رئيسية، المحور الأول هو استراتيجية للتطور الاقتصادى بالمنطقة، وسنقوم فى هذا المحور بدراسة احتياجات الاستثمار الأجنبى، حيث سنقوم على سبيل المثال بتحديد التشريعات الجديدة اللازمة لتسهيل الأعمال وجذب الاستثمار فى هذه المنطقة، والمحوران الثانى والثالث يتمثلان فى إعداد مخطط عام للمنطقة هندسيا، وتحديد مختلف استعمالات الأراضى والأنشطة المختلفة التى من الممكن القيام بها حول الموانى الخمسة الموجودة فى المنطقة، بالإضافة إلى إعداد مخطط عام للبنية التحتية والمرافق، إذا كانت المنطقة تحتاج إلى إنشاء طريق ما مثلا، أو كوبرى، أو نفق. ويتركز المحور الرابع على فرص الاستثمار المتاحة وكيفية التسويق للمخطط، مضيفا: سندرس ما أفضل طريقة للترويج للمشروع، وتصميم علامة تجارية له على سبيل المثال، وإمكانية إعداد خريطة تفصيلية يتم عرضها على المستثمرين المستهدفين. أما المحور الخامس فقال زكى إنه يركز على الأثر الاقتصادى والبيئى والاجتماعى للمشروع، أى كيف سيغير المشروع من طبيعة المنطقة، وما أثره المباشر أو غير المباشر على المحافظات الموجودة بها، الآثار الإيجابية من خلق فرص عمل، والقيمة المضافة إلى المشروع وغيرها، وأى أثر سلبى إن وجد، وفى المحور الأخير نركز على صياغة خطة إعلامية واضحة لعرض المشروع على الجمهور المحلى والخارجى.