الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد: التنظيم يكذب كما يتنفس.. ومعركة الإخوان مع الشعب وليس مع النظام شخصية تتميز بالحكمة والتوازن، تمتلك رؤية واضحة لكيفية التعامل مع الجماعات المتطرفة، إنها الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشار الرئيس السابق عدلى منصور، والتي أجابت على كافة الأسئلة الخاصة بملف المصالحة الذي يحمله عدد من السياسيين، خلال حوارها مع «التحرير»، فإلى نص الحوار: ◄ ما تعليقك على المبادرات الهادفة إلى المصالحة مع الإخوان التي يتزعمها بعض الشخصيات السياسية ؟ - أريد التأكيد على أنه لا يمكن المصالحة مع جماعة استباحت دم المصريين، ولا تؤمن بفكرة الوطن، وتستبيح الأمن القومى، ويعلم الجميع أن المصريين أبرموا معها أكبر مصالحة فى تاريخها، فى الوقت الذى كانت فيه جماعة محظورة ممنوعة بأمر القضاء، فوجدوا دعما ومساندة من المصريين، ورفعتهم الملايين إلى شرف حكم مصر، فكانت النتيجة ما حدث منهم؛ نحن نعلم أم مثل هؤلاء لن يكونوا صادقين في تعهداتهم. ◄ البعض يرى أن هناك معركة بين طرفين والخاسر هو الشعب المصري؟ - من قال إن القضية معركة بين الدولة والإخوان، من الواضح أن معركة الإخوان ليست مع الدولة إنما مع الشعب، دعنا نوضح أنه فى أكثر من مرة انطلقت مبادرات للتصالح مع من لا يحمل السلاح، لكن مثل تلك المبادرات أثارت غضب المصريين بشدة، لأن الجماعة استباحت دماء الشعب وأرضه، وأوجه كلامي لأصحاب المبادرات بأن عليهم التوجه بهذه الدعوات إلى الجماعة والتنظيم لمعرفة نظرتهم في طبيعة المصالحة، فمن يؤمن بالتصالح أليس من الأولى أن يعترف بالخطأ ويتوقف عن الجرائم والإرهاب؛ فلا يمكن الإنصات إلى جماعة وجهت دعوات في ذكرى 30 يونيو الماضية على مواقع التنظيم لإطلاق عاصفة الدم على المصريين، هم من يروعون المصريين ويقتلون الأبرياء ويدمرون الممتلكات العامة والخاصة. ◄ مرت فترة طويلة على حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي ولا تزال أوضاع البلاد غير مستقرة، ويعتقد البعض أن المصالحة قادمة لا محالة.. فلماذا لا يتم التعجيل بها حفاظا على أرواح المصريين؟ - لا يمكن أن تتم مصالحة مع كيان يضع التوقف عن الإرهاب مقابل المصالحة للحصول على غنائم، وهناك عدة تساؤلات لابد من الإجابة عنها أولا، لماذا لم تحترم جماعة الإخوان إرادة عشرات الملايين الذين خرجوا في 30 يونيو 2013 رافضين حكمهم، فلاشك أن هذه الجماعة وراء الإضطراب الحاصل في مصر، إذن نحن أمام خيارين أعلنا منذ البداية إما الفوضى والقتل والدماء أو أن يستسلم المصريين لما يطلق عليه التصالح؛ ألم يكن أولى لمن يبحثون عن المصالحة إيقاف كل ما يهدد الأمن المصري ويعمل على إثارة الإضطراب ليقدموا ما يدل على رغبات صادقة في التصالح، وإحساس بإنتماء وتقديم مصلحة مصر على مصالحهم ورغبتهم في استيلاء الجماعة على الحكم. ويظل السؤال، ما ضمانات ألا يغدروا بهذا الشعب مرة اخرى وألا نعيد استنساخ المأساه، فسبق وتغاضينا عن تاريخ الدم والأحكام الصادرة ضدهم بالحظر حتى تسللوا ووصلوا إلى حكم مصر ليفعلوا ما يريدونه، وما شاهده المصريون في عام، جعلهم يدركون استحالة أن تكون هذه الجماعة وطنية، وأن هذه الجماعة ترفع السلاح؛ إذن القضية تتمثل في أفكارهم الثابتة التي تجعلهم أوصياء على الإسلام والمسلمين والمصريين، هم يريدون أن تتحول مصر إلى جماعة، ولا يفكرون في الإنصهار داخل الدولة، يقولون اللهم ما أمتني على الاخوان ولا يقولون اللهم أمتنى على الإسلام، يمتلكون ميليشيات مسلحة لمحاربة الدولة، ويريدون أن يتحول التراب الوطني المصري إلى جزء من ممتلكات التنظيم، ولا يرون في بيع تراب الوطن جريمة. ◄ كيف يتم التعامل مع دعوات المصالحة؟ الذين يوجهون هذه الدعوات عليهم أن يتوجهوا إلى الجماعة والتنظيم من أجل تقديم إجابات على كل التساؤلات التي طرحناها، رغم أن الأيام أثبتت أن الإخوان يكذبون كما يتنفسون.