«67 يومًا هو عمر الأزمة التى تعيشها مصر من نقص السولار حتى الآن، مع توقعات باستمرارها لفترة أطول، وهو ما لم يحدث من قبل» حسبما قال الدكتور حسام عرفات، رئيس شعبة المواد البترولية باتحاد الغرف التجارية، مضيفا أن «أزمة نقص السولار بدأت هذا العام منذ 1 يناير ومستمرة حتى الآن»، وعلّق «عمرها ما استمرت كل هذه المدة»، مضيفا أنه فى «مثل هذا التوقيت من العام الماضى استمرت الأزمة لأسبوعين فقط، وتراوح العجز من 25 إلى 30%، وهذا دليل على أننا مستمرون فى الأزمة بنجاح ساحق، وفى طريقنا لتحقيق زيادة معدلات العجز». عرفات قال إن «التصريحات المتضاربة لمسؤولى الحكومة هى السبب فى زيادة الأزمة، من يومين مثلا كان هناك تصريح حكومى يقول إنه سيتم توفير السولار فى محطات (وطنية) على مدار ال24 ساعة، وهذه المحطات فى القاهرة الكبرى والطرق الصحراوية، وعددها 65 محطة فقط، حسنٌ.. كيف يحصل المواطنون فى المحافظات الأخرى على سولار؟ للأسف هذه التصريحات تزيد الطين بلة». عرفات قال إن العجز فى توفير السولار يتراوح من 35 إلى 40% على مستوى الجمهورية، إضافة إلى أن مصر مقبلة على موسم حصاد القمح، كما أن شهر مايو سيشهد حركة زائدة، لأنه موسم امتحانات الطلاب وأعياد المسيحيين، ولذلك من المفترض على الحكومة أن يكون لديها استعداد لتلك المواسم وتوفير كميات من السولار أعلى من المعدلات اليومية الطبيعية التى تشهد عجزا فى توفيرها بطبيعة الحال الآن. حالة من الغضب الشديد سادت بين المواطنين بمحافظة الجيزة بسبب نقص المواد البترولية واشتعال الأزمة وتفاقمها يوما بعد يوم، المواطنون أكدوا أن هناك معاناة حقيقية يواجهونها يوميا من جراء استمرار الأزمة التى تؤثر عليهم فى كل شىء، سواء فى الذهاب إلى أشغالهم ومدارس أولادهم، بالإضافة إلى زيادة تعريفة الركوب للمواصلات. «التحرير» رصدت معاناة السائقين وأصحاب السيارات ووقوفهم بالساعات أمام محطات الوقود للحصول على سولار أو بنزين، فقد امتدت الطوابير بمناطق محافظة الجيزة إلى مسافات طويلة أمام المحطات وداخلها، بالإضافة إلى كثرة المشاجرات والاشتباكات بينهم على أسبقية الحصول على السولار، ومن أكثر المناطق التى تعانى من تلك الأزمة الجيزة والهرم وفيصل. المحافظات شهدت، مساء أول من أمس، حالة من الارتباك المرورى، خصوصا فى الشوارع الرئيسية التى توجد بجوار محطات الوقود لكثرة الطوابير، والتى امتدت حتى الشوارع الجانبية. عدد من أصحاب محطات الوقود أكدوا نقص الكميات الموردة لهم فى الوقت الذى تؤكد فيه غرفة عمليات هيئة البترول ضخ كميات إضافية بمعدل 38 ألف طن عن المعتاد والذى كان 35 ألف طن سولار يوميا، فى الوقت الذى شهدت فيه المحافظة نقصا كبيرا فى المواد البترولية بسبب موسم الحصاد. محمد عبد العاطى، خبير البترول، أكد ل«التحرير» أن الأزمة كانت فى طريقها إلى الحل، ولكن رفع سعر المازوت بطريقة عشوائية وفى ظل وجود أزمة السولار دافع للإقبال على السولار من جانب أصحاب المصانع ومصانع الطوب، مشيرا إلى قيام المصانع الكبرى بتخزين السولار فى مستودعات عوضا عن المازوت، وظهرت عمليات خلط المازوت بالسولار لرفع كفاءته. عبد العاطى أوضح أنه لكى تنتهى الأزمة الحالية لا بد من رفع عمليات الضخ اليومى إلى 45 ألف طن، ولكن هناك مشكلة فى الموارد، والعملة الصعبة لا تستطيع الوفاء بهذه الالتزامات المطلوبة لزيادة الاستيراد، موضحا أن عملية استيراد البترول الخام من العراق لن تسد حاجة السوق ولن تستطيع المعامل المصرية تكرير الخام العراقى المستورد، لأن المعامل متهالكة ولن تعطى نتائج إيجابية من إنتاج السولار.