الخلاف على مصادر التمويل يعرقل إنشاء العاصمة الجديدة هل ينقذ حسين صبور الحكومة ويعالج فشلها فى مشروع «العاصمة الإدارية الجديدة»؟ رجل الأعمال.. يمكنك أن تطلق عليه رجل المشروعات الحكومية فى كل الأنظمة، فترشيحه لقيادة تحالف من مجموعة مكاتب هندسية وعقارية لتنفيذ العاصمة الإدارية، المُعلن عنها كأحد المشروعات القومية فى مؤتمر القمة الاقتصادية لم يكن الأول من نوعه، وهو ما يدعونا إلى فتح ملف حجم أعماله مع الحكومات المصرية المتعاقبة بأنظمتها المختلفة. بدأت أعمال حسين صبور بعدد من المشروعات الصغيرة فى عهد السادات فى مصر وليبيا، وتضخمت أعماله الخاصة والحكومية فى عهد مبارك إذ يُنسب إليه تنفيذ عديد من المشروعات القومية الكبرى فى عهد وزيرَى الإسكان السابقَين حسب الله الكفراوى، ومحمد إبراهيم سليمان، حيث قام بتنفيذ مشروعات مثل: مترو الأنفاق، ومدينة السادات، ومدينة السادس من أكتوبر، ومصنع 200 الحربى لإنتاج الدبابات، وكذلك مدن الساحل الشمالى، كما ارتبط اسمه بأفخم المبانى الإدارية والفندقية فى القاهرة، وعلى رأسها البنك الأهلى، ودار «أخبار اليوم» الصحفية، و«شيراتون» الجزيرة، و«هيلتون» الأقصر، و«سميراميس»، وشركة «الأهلى للتنمية العقارية»، والعديد من الشركات العاملة فى المجال الهندسى، مثل شركة «أورينتال ريزورتس» للتعمير السياحى، و«الأهلى» للاستثمارات. كما أسهم فى تحسين وتوسيع شبكات الكهرباء فى القاهرة والإسكندرية، والصرف الصحى فى القاهرة الكبرى والسويس والإسماعيلية وبورسعيد، إضافة إلى الحديقة الدولية فى مدينة نصر، بجانب تخطيط كورنيش النيل فى القاهرة، وتُنسب إليه أيضًا المشاركة فى تقييم عديد من صفقات الخصخصة التى تمت فى التسعينيات، وكثير من هذه الصفقات واجه اتهامات سياسية وشعبية بالفساد فى تقييمها وبيعها بأسعار بخسة أدت إلى خسائر فادحة فى المال العام، فى الوقت الذى كانت فيه ثروة صبور تتعاظم يوما بعد الآخر بسبب صفقاته المتعددة مع حكومات مبارك لشراء أراضى هيئة المجتمعات العمرانية، خصوصا خلال عهد حسب الله الكفراوى. صفقات صبور المختلفة مع حكومات مبارك المتعاقبة دفعته إلى تنمية حجم أعماله ليصبح حاليًّا، رئيسًا لمجلس إدارة شركة «الأهلى للتنمية العقارية»، وعديد من الشركات العاملة فى المجال الهندسى، مثل شركة «أورينتال ريزورتس» للتعمير السياحى، و«الأهلى» للاستثمارات العمرانية، و«جنوبسيناء» للإدارة والتنمية والاستثمار، و«مصر أمريكا» للتنمية، و«ريلانتكس» للقرى السياحية، و«المصرية» للمشروعات الترفيهية والسياحية. ومن أهم صفقات صبور التى أثارت جدلاً قانونيا فى مؤشر الفساد المالى والإدارى من قبل الدولة كانت صفقة دار «أخبار اليوم» الصحفية، والتى نجح خلالها صبور فى اقتناص قطعة أرض مملوكة للدار على كورنيش النيل، وأقام عليها مولا تجاريا وسكنيا، أطلق عليه اسم «أركاديا مول»، وكان هذا المول محل تحقيق فى قضية كبرى لدى نيابة الأموال العامة، بسبب بيع الأرض بالأمر المباشر، وسدد فيها المحامى فريد الديب، خمسة ملايين جنيه بشيك فى النيابة، كان قد حصل عليها كأتعاب عن كتابة العقد بين «أخبار اليوم» وحسين صبور، بينما لم تكن مقابل أتعاب، ولكن حاجة إلى محلل لتمرير الصفقة. أما أشهر مواقف صبور فى عهد السيسى، فهو رفضه دعوة الرئيس للتبرع لصالح صندوق «تحيا مصر»، وكان صبور قد قال ل«التحرير»، فى تصريحات سابقة حول هذا الموقف «أنا ضد التبرع بالإرهاب أو الإجبار كما أن السيسسى لم يطلب من أحد أن يتبرع ب100 مليون جنيه، ولم يحدد مبالغ ولا أسماء بعينها للتبرع، لكن اللى على راسه بطحة يتبرع»، فى إشارة إلى رجال الأعمال الذين تبرعوا بمبالغ كبيرة لصالح الصندوق.