زوجة المجنى عليه: سامح تلقى اتصالا يطالبه بالصلح مع الضباط فأحضر سيارة محملة بالهدايا ليلة الحادثة وذهب ليلقى موته الروايات التى تضاربت حول مصرع قتيل قسم الوراق، فتحت باب الأسئلة حول مقتله.. هل جاء نتيجة التعذيب، كما يدعى أهله، أم أنه أصيب فعلا بارتفاع شديد فى ضغط الدم كما يزعم ضباط القسم؟ «التحرير» من جانبها لم تنتظر إجابة السؤال، وراحت تحاول البحث عن تفاصيل الحقيقة التائهة بين محضر الشرطة الرسمى الذى أشار إلى قيام المجنى عليه بتحطيم القسم، ومكتب رئيس المباحث، وبين ما جاء فى أقوال أهل القتيل الذين اتهموا الشرطة بتعذيبه حتى الموت. فى المنزل الذى عاش المشهد قبل الأخير فى حياة التاجر المغدور، عاشت «التحرير» تفاصيل حياته كاملة، واستمعت إلى زوجة القتيل (40 سنة)، التى قالت، زوجى كان ذاهبا إلى القسم لإخراج صديقه، لكنهم قتلوه بغير ذنب، منهم لله، وأضافت الزوجة أنها كانت فى القسم مع ابنتها وزوجها ليلة الحادثة، وحدثت بينه وبين الضباط مشادات كلامية، ورد عليه أحد الضباط، مهددا له «أنا هوريك»، وبعد خروجنا فوجئنا بأحد المخبرين يتصل بنا، ويقول لزوجى، سنفعل ما تريد، لكن بشرط أن تحضر هدايا إلى الضباط لمصالحتهم، وبعد أن انتهت المكالمة، أخبرنى زوجى أنه سيحضر الهدايا المطلوبة، وذهب من ليلته وأعدها فى شنطة كبيرة الحجم، ثم قام باستئجار سيارة ليذهب بها إلى هناك، وقتها شعرت بأن مكروها سيصيبه، بعد أن أوصانى على البنات، وطلب منى أن لا أؤخر ميعاد فرح ابنتنا الكبرى. الزوجة قالت إنها فوجئت بعد ساعات باثنين من أمناء الشرطة يخبرانها أن زوجها مات فى حادثة سيارة، فذهبت إلى القسم هناك وفوجئت أن رئيس المباحث يخبرنى برواية تختلف تماما عن رواية الأمناء، حيث قال لى إن زوجى مات نتيجة ارتفاع فى ضغط الدم، وعندما سألته أين هو؟، قال لى فى مستشفى الموظفين، فتوجهنا إلى هناك ووجدناه مصابا ببعض الخدوش، وبه آثار تكبيل بيده وقدمه، ويرتدى ملابسه الداخلية والبنطلون فقط، وأخبرنا العاملون بالمستشفى أنه جاء إلى المستشفى مع أمناء من قسم الوراق فى صندوق سيارة بوكس تابعة للقسم، ملفوف فى بطانية بشكل غير آدمى، وعندما سألنا: كيف دخل إلى المستشفى بدون مساءلة من أحضره، شقيق المجنى عليه قال، شقيقى كان معى ليلة الحادثة، وأخبرنى وقتها أنه يخشى ضباط قسم الوراق بسبب احتجازهم صديقه حسن، وبث لى خوفه من أن ينال حسن مكروه على يد الضباط بسببه، وأنه بسبب ذلك توصل إلى اتفاق مع بعض الأمناء والضباط داخل القسم، بأن يحضر بعض الهدايا لهم ليوافقوا على إطلاق سراح صديقه، وواضح أن الهدايا لم تعجب الضباط، وفى اليوم التالى ذهب شقيقى إلى القسم، لكنه عاد جثة هامدة، أما زوجة المجنى عليه الثانية فتحدثت عن تفاصيل ما حدث معها بالقسم بعد موت زوجها، وقالت إنها بمجرد دخولها القسم استقبلها رئيس وضباط المباحث وحكمدار ومفتش مباحث مديرية أمن الجيزة بترحاب شديد جدا، وأدخلوها مكتب المرور، وقال لى الحكمدار «هدى نفسك.. قلوبنا معاكِ»، وقتها نظرت إلى أعلى مكتب المأمور فوجدت كاميرا تصور سيارة زوجى الموجودة أمام القسم، فسألته عما إذا كانت الكاميرا تسجل ما يحدث أم لا، فأجابها المأمور نحن هنا لا نُسال، نحن نسأل فقط، فطلبت منه أن يأتينى بملابس زوجى وكيس الهدايا الذى ذهب إلى القسم به، فارتبك رئيس المباحث وقال لى زوجك لم يأت سوى بكيس أسود به قميص وحذاء وحزام، وأعطى لى الكيس، ففتحته ووجدت القميص عليه آثار تراب، فصرخت، فحاولوا أن يهدئوا من روعى، وقالوا إن زوجى كان يحاول التعدى عليهم بالحزام.