بعنوان »ثمن الصداقة« قالت صحيفة »ذا ماركر« الإخبارية العبرية في تقرير لها أمس إن المنافسة بين قطر والسعودية على حجم نفوذهما في مصر، تملأ بعض الثقوب السوداء في الاقتصاد المصري. ولفتت الصحيفة إلى أن الأمير القطري حمد بن خليفة أل ثان، كان قد تسائل غاضبا مؤخرا، هل هناك رعاية قطرية على مصرية، واصفا الأمر بمزحة غبية، قائلا في دهشة كيف دولة كبيرة وذات موارد عديدة يمكن أن تكون تحت وصاية دولة أخرى، وأشارت إلى أن ما أغضب القائد القطري هو التغريدات الكثيرة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن تحول قطر الصغيرة، إلى صاحبة السيادة والهيمنة في مصر. وقالت إن الأسبوع الماضي أعلنت الدوحة عن زيادة المساعدات لمصر من 2.5 مليار دولار، المبلغ الذي تعهدت به قبل عدة شهور، ل 5 مليار دولار، وهو مبلغ كبير إذا أخذنا بالاعتبار المفاوضات الشاقة التي تجريها القاهرة مع صندوق النقد الدولي على القرض الذي يقدر ب 4.8 مليار دولار، وفيما يتعلق بالمعونة الأمريكية التي تقدر بحوالي مليار دولار. وذكرت أن معارضي الإخوان المسلمين في مصر، يرون في المساعدة القطرية أكثر من مساعدة عربية لدولة تمر بمحنة، مؤكدين أن قناة الجزيرة التي تملكها عائلة الأمير القطري، دعمت الرئيس محمد مرسي طوال الأزمة السياسية التي هددت الدولة، كما تظهر معارضي القرارات الرئاسية الخاصة بمرسي، كمن يعملون ضد الدولة. وقالت: المشكلة أنه حتى تهدأ السياسة المصرية، والتي تستعد الآن لانتخابات البرلمان، وحتى يقرر المصريون العاملون بالخارج زيادة التحويلات المالية للقاهرة، إذا قرروا، سيمر وقت ثمين لا يتوفر لمصر، في الوقت الذي هبطت فيه احيتاطات النقد الأجنبي ل 15 مليار دولارت، والتي تكفي ل 3 شهور فقط من الواردات، كما انخفضت قيمة الجنية المصري مقابل الدولار، وارتفاع أسعار الغذاء تهدد بخروج المواطنين للشارع، هذه المرة لن يخرجوا من أجل الديمقراطية بل من أجل الخبز والسكر. ولفتت إلى أن مجال السياحة الذي يعتاش منه أكثر من 4 مليون عامل، هو أيضا على وشك الانهيار، وفي الأسبوع الماضي وللمرة الثالثة اتفقت البنوك المصرية على تأجيل مدفوعات ديون شركات سياحية، وفي عدد من الحالات الدخول كشركاء في تلك الشركات، مقابل إسقاط جزء من الديون، لكن تلك الخطوات التي ستساعد أصحاب الفنادق في البقاء، لن تملأ غرف تلك الفنادق بالسائحين، إذا لم تنجح القاهرة في تحقيق السيطرة والسلطة، اللتين سيبددا مخاوف السائحين للوصول إلى أرض الأهرامات. واختتمت تقريرها بالقول إنه في هذا الوضع، فإن مصر غير قادرة على أن تكون انتقائية؛ فيما يتعلق بمصادر الدخل، والمنافسة بين قطر والسعودية على حجم نفوذهما في مصر تملأ بعض الثقوب السوداء في الاقتصاد المصري، لافتة أن يوم تسديد الديون السياسي سيأتي على ما يبدو عندما تطالب القاهرة باتخاذ قرار حول موقفها فيما يتعلق بالأزمات في الشرق الأوسط، أو توفير موطئ قدم لإيران، الوصاية أو الهيمنة على مصر لا تحتاج لتصريحات أو نفي، عندما يكون واضحا من يحتاج إلى من، يمكن وقتها أن نكتفي بالتلميح.