أشعل رفض لاعب الوسط المحترف في إنجلترا عادل تاعرابت المشاركة مع منتخب بلاده المغرب، في بطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة، موجة من الغضب العارم بين جماهير "أسود الأطلسي" التي كانت تعوّل كثيراً على هذا اللاعب بالذات في البطولة التي ستقام خلال الشهر المقبل بجنوب إفريقيا. وأقر تاعرابت لاعب نادي كوينز بارك رينجرز، بأنه رفض الاستجابة لدعوة مدرب منتخب بلاده رشيد الطاوسي، محملاً إياه مسؤولية ذلك، بفعل سياسته الفاشلة في التواصل مع اللاعبين المحترفين، على حد زعمه. وقال تاعرابت لإحدى الإذاعات المغربية، أنه يفضّل البقاء مع فريقه الإنجليزي على اللعب مع منتخب بلاده، نظراً لما يتعرض له من حرب داخل الجامعة المغربية لكرة القدم، ومن المدرب الطاوسي الذي تجاهله خلال تواجده مؤخراً في لندن، في نفس الوقت الذي التقى فيه بقية المحترفين. وجاء رفض تاعرابت المشاركة في البطولة الإفريقية ليشكّل صدمة قوية للجماهير المغربية، التي صبّت جام غضبها على اللاعب واتهمته بالخيانة وبعدم الوطنية، بل وطالب قطاع منها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بشطبه تماماً من المنتخب المغربي، وعدم توجيه الدعوة له مرة أخرى للمشاركة معه، خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي "يطعن" فيها منتخب بلاده. ولم يكن تاعرابت اللاعب الوحيد الذي رفض المشاركة مع منتخب المغرب في البطولة الإفريقية، إذ ذكرت تقارير مغربية أن ثلاثة لاعبين آخرين ساروا على نهجه، وفي مقدمتهم المهاجم مروان الشماخ، بالإضافة للمدافع كريتيان بصير وحارس المرمى محمد أمسيف، وهؤلاء الثلاثة محترفون في إنجلترا وتركيا وألمانيا. ووفقاً لصحيفة "الأحداث" فإن مروان الشماخ لاعب أرسنال الإنكليزي رفض استقبال الطاوسي ومساعديه في لندن، بينما أقفل اللاعب بصير هاتفه، في حين تحدث الحارس امسيف صراحة عن رغبته بالبقاء مع فريقه أوكسبورغ الألماني، الذي ينافس في الدرجة الثانية، بعدما بدأ يعتمد عليه في الفترة الأخيرة. وقالت الصحيفة إن الاتحاد المغربي لكرة القدم كلف عضوين بهبفتح تحقيق في سلوك اللاعبين الأربعة الذين رفضوا المشاركة مع المنتخب، وسط حديث عن اتفاق جماعي بين اللاعبين برفض الجلوس مع المدرب الطاوسي، رداً على استبعادهم من المشاركة في الآونة الأخيرة، وكذلك تضامناً مع القائد السابق ل"أسود الأطلسي" حسين خرجة، الذي استُبعد كذلك من طرف الطاوسي. وذكرت أن الاتحاد يخشى أن يكون هذا القرار الجماعي جزء من حرب أبطالها وكلاء لاعبين على المنتخب المغربي قبل انطلاق البطولة الإفريقية، وتوقعت لجوء الاتحاد المغربي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لوضع حد لهذه السلوكيات التي أضرت بسمعة الكرة المغربية. ويلعب المنتخب المغربي في البطولة الإفريقية ضمن المجموعة الأولى إلى جانب صاحبة الضيافة جنوب إفريقيا وجزر الرأس الأخضر وأنغولا، ويطمح بقيادة الطاوسي للتتويج باللقب الغائب عن خزائنه منذ عام 1976.