نشر صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية مقالا كتبه هشام هيلر، وهو محلل وزميل غير مقيم بمعهد بروكنجز كما تولى عدة مناصب هامة بمؤسسة جالوب، وهذا المقال يتناول فيه هيلر أبعاد الأزمة في مصر، وتحليلات النقاد وآراء المحللين في القوى السياسية الإسلامية، والإخوان المسلمين على وجه الخصوص. يقول هيلر إن الرئيس المصري محمد مرسي تلقى انتقادا على الصعيدين المحلي والدولي منذ توليه الرئاسة في يونيو الماضي، فبالنسبة لبعض النقاد، حقيقة أن مرسي كان مرشح الإخوان المسلمين، بصرف النظر عن السياسات التي استخدمها أو لم يستخدمها، تجعل من غير الممكن الدفاع عن رئاسته. يتساءل هيلر، في هذا الصدد، قائلا هل هذا النوع من التحامل يخبر بالآراء الناقدة التي تلقاها مرسي على الصعيدين المحلي والدولي؟ وهل هذا هو مجرد صراع «إسلامي» ضد طرف آخر «ليبرالي وعلماني»؟ يشير هيلر إلى أن هناك محللين غربيين كانوا مرتابين لسنوات مما يتعلق بالمجتمعات المسلمة والعربية، وقد انقسم أولئك المحللون خلال العامين الماضيين إلى فريقين فيما يتعلق بمصر: فريق منهم يزعم أنه كان لابد أن يدعم الغرب حسني مبارك أيام الثورة؛ لأنه دعم المصالح الغربية الجغرافية السياسية، بينما يفترض الفريق الآخر أن مجموعة قياديين من المصريين الموالين للغرب سيتغلبون في نهاية المطاف على الإسلاميين. يتابع هيلر موضحا أنه من ناحية أخرى، كان هناك محللون غربيون لطالما حثوا على تضمن الإسلاميين كجزء في العملية الديموقراطية في العالم العربي، حتة أن كثيرا منهم في ذروة «الحرب على الإرهاب» كانوا ضد «التوريق» للمجتمعات العربية والمسلمة في الغرب. (والتوريق أو التسنيد: هو تحويل القروض إلى أوراق مالية قابلة للتداول أي تحويل الديون من المقرض الأساسي إلى مقرضين آخرين). بينما اتجه آخرون بشكل أكبر إلى إزالة غموض الظاهرة الحديثة للإسلام السياسي، والتمييز بين الأطياف المختلفة منهم، فليسوا جميعا كالقاعدة أو إرهابيين بالفطرة. كثير من هؤلاء المحللين في الوقت الحالي ناقدون بشدة لخطوات مرسي الأخيرة ولقيادة الإخوان المسلمين في الأزمة الأخيرة، حسب ما يقوله هيلر. يؤكد هيلر أن شعبية الإخوان المسلمين تتراجع في مصر بسبب أسلوب الخطاب المتشدد الطائفي الذي يقسم المصريين والذي اعتمد عليه الإخوان المسلمون بشكل أكبر خاصة في الأزمة الأخيرة. وفيما يبدو أنه كلما اتجه الإخوان إلى هذا النوع من الخطاب أكثر، كلما ستزداد عدائية الرأي العام المصري، وليس المعارضة المنظمة فحسب، على حد قوله. يعلق هيلر بأن المخاوف والانتقادات التي يوجهها أولئك المحللون والمعلقون والمجموعات والأفراد إلى الإخوان المسلمين أو إلى مرسي، لابد وأن تؤخذ على محمل الجد. ويستطرد قائلا إنهم ليسوا جزءا من مؤامرة ما ضد مرسي تهدف إلى إسقاطه وإسقاط الثورة بأكملها، فمؤيدو الرئيس مقتنعون بوجود مؤامرة كهذه دون دليل تم تقديمه أو أطراف تم القبض عليها. ورغم ذلك، إذا وجدت مؤامرة كهذه، لكانت قوى المعارضة تحالفت مع الإخوان المسلمين للتغلب عليها، حسب رأيه. يختتم هيلر مقاله بحل الأزمة برمتها، والذي تم طرحه في مصر لشهور عديدة، وهو أن عناصر المعارضة، التي يمكن القول بأن لها أغلبية ساحقة في قوى المعارضة، كان عليها التحالف مع مرسي ببذل الجهود لتعزيز أهداف الثورة، فهم ليسوا فلول مبارك ولا هم أعداء لمصر، كما أنه على مرسي أن يعتبرهم حلفاءه إن اختار أن يحكم مصر بنهج قائم على التوافق والإجماع، نهج يليق بالثورة المصرية الشعبية.