قالت الشرطة الباكستانية اليوم السبت إن حشدا من القرويين اقتحم مركز شرطة واشعل النار في رجل اتهم بتدنيس مصحف في احدث وقائع عنف تسلط الضوء على قوانين الإساءة للأديان في البلاد. وقال مولاي ميمون وهو إمام مسجد بقرية سيتا بإقليم السند إن الرجل كان مسافرا وامضى ليلة الخميس في المسجد وفي صباح اليوم التالي عثر على بقايا مصحف محترق. وأضاف ميمون «كان وحده في المسجد اثناء الليل. لم يكن هناك اي شخص اخر ليرتكب مثل هذ الفعل المقيت». وذكر عثمان غاني كبير مفتشي الشرطة بمنطقة دادو ان سكان القرية اوسعوا الرجل ضربا ثم سلموه للشرطة وبعد ساعات قلائل اقتحم نحو 200 شخص مركز الشرطة وسحبوا الرجل إلى الخارج واشعلوا فيه النار. وقال غاني انه ألقي القبض على نحو 30 شخصا بتهمة القتل وسبعة من رجال الشرطة بتهمة الإهمال. وذكر مركز الأبحاث والدراسات الامنية ان نحو 53 شخصا قتلوا في باكستان منذ 1990 بعد اتهامهم بالتجديف وان وتيرة الاتهامات تتزايد. من جهة أخرى، نقلت صحيفة «سند إكسبريس» عن قائد الشرطة المحلية غلام مصطفى تونيو قوله إن أكثر من 200 رجل تملكهم الغضب اقتحموا مخفر الشرطة، حيث فاقوا رجال الشرطة به عددا، وأشار إلى أنهم ألقوا القبض على عشرات منهم بتهمة القتل. يشار إلى أن مثل هذه الحوادث ليست بأمر جديد على باكستان، حيث سبق قتل رجل حرقا في يوليو وسط مدينة باهاوالبور بسبب تدنيسه القرآن. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن ما لا يقل عن 40 شخصا قتلوا بسبب الإساءة للأداية في باكستان منذ عام 1986، عندما اصدرت البلاد قوانين لهذا النوع من الجرائم. وكان من بين الذين قتلوا في مثل هذه الجرائم عضو مجلس الوزراء المسيحي، شهباز بهاتي، الذي اغتيل بالرصاص في العاصمة إسلام أباد عام 2011 بعد مطالبته بإدخال تعديلات على القوانين المثيرة للجدل، والتي يواجه المتهم بموجبها عقوبة الإعدام. وفي وقت سابق هذا العام، تصدرت فتاة مسيحية في سن المراهقة عناوين الأخبار في أنحاء العالم بعد اتهامها زورا بتدنيس القرآن، إلا أن المحكمة برئت ساحتها في وقت لاحق.