في حوار حصري لمجلة فورين بوليسي الأمريكية حول الأزمة السياسية في مصر، وصف د/محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، سبب كون جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة في موقف ضعف حرج، وانتقد البرادعي بشدة الولاياتالمتحدة لأنها تظل صامتة في ظل تصاعد النزعات الاستبدادية للجماعة الإسلامية. البرادعي قال للمجلة الأمريكية: «المسؤولون الإخوانيون يستخدمون نفس لغة مبارك؛ يتحدثون عن الاستقرار. ويصفون المتظاهرين بالبلطجية. بذات الطريقة التي كانت تستخدم سابقا. على الأقل من خلال ما تقرأه، تقوم بعض ميليشيات الإخوان بقتل بعض هؤلاء الأشخاص في اشتباكات الشوارع. يستخدمون الأساليب ذاتها، إلا إذا كان بينهم شخاص بلحية». وعن الاستفتاء، قال مؤسس حزب الدستور إن المسودة «تخلط بين القانون والأخلاق". رافضا النتائج غير الرسمية للتصويت، معلقا بقوله إنها "نتيجة لتزوير هائل وأعتقد أن لا كانت لتغلب إذا كانت عملية التصويت حرة ونزيهة». أضاف المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن بعض المسؤولية تقع على عاتق الإدارة الأمريكية، حيث ينبغي أن تدين هذه الانتهاكات لتجنب التواطئ مع النظام المصري المستبد. ومضى قائلا: «خصوصا في الولاياتالمتحدة، بصراحة، ما نراه هو رد فعل هادئ جدا"، مضيفا: "الناس هنا محبطون جدا، يريدون أن يقوم الأمريكيون وأي أشخاص آخرين، بالدعم المالي للشئ الذي يؤمنون به فقط، وهو ما لا يحدث». ووصف صاحب نوبل للسلام السياسة الأمريكية تجاه مصر ب«أنها تذكرني برؤية أشياء حدثت بالفعل، تحدث مرارا وتكرارا». وتابع أن الموقف الأمريكي يعتبر ارتداد إلى الوقت الذي كانت فيه الولاياتالمتحدة تمنح نظام مبارك جواز مرور فيما يتعلق بحقوق الإنسان، طالما أنه يحمي مصالح واشنطن الإقليمية. واستمر البرادعي بقوله: «نعم، تم انتخاب مرسي ديمقراطيا، لكن هل يمنحه هذا الحق في أن يتحول إلى ديكتاتور». وأشار البرادعي إلى أنه «حتى إذا لم تتمكن المعارضة من النجاح في هزيمة الدستور، إلا أنهم حققوا بعض الزخم السياسي بالحصول على ما يزيد عن 40% من التصويت بلا في المرحلة الأولى». ربط البرادعي هذه المكاسب بأخطاء مرسي، وأكثرها ملاحظة كان إصدار الإعلان الدستوري الذي منحه سلطات هائلة، حيث قال: «يصوت الشعب ضد جماعة يشعرون أنها تستولي على السلطة، لم تحقق شئ حيال أي قضية من القضايا التي يهتم بها 90% من المصريين. كالطعام، والرعاية الصحية، والتعليم، والإسكان، لم يروا كل هذا". مضيفا: "أين جوهر ما حققتوه؟» في رأي البرادعي كما اتضح من حواره مع المجلة، أن الخطورة الأساسية لهذا الدستور، هي أنه فشل في التوصل إلى أرضية مشتركة بين أطياف مصر الكثيرة المختلفة، وبالتالي ضمان عدم الاستقرار في المستقبل. كما يعتقد أنه كان ينبغي على الإخوان بدلا من الإسراع في دستور ذي أغلبية محدودة، محاولة التوصل إلى اتفاق جماعي حول مجموعة من المبادئ يشترك فيها كل المصريين. مضيفا: «أنه المجال المناسب الذي يمكن للديمقراطية الأمريكية أن تقدم فيه بعض الإرشاد: الناس بدءا من حزب الشاي (اليمني المتطرف) وصولا إلى الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (قمة الليبرالية) يؤمنون بوثيقة الحقوق». وبسؤال البرادعي عن ما إذا كان في إمكان المعارضة الاعتماد على تنظيمها في الوقت المناسب من أجل الانتخابات البرلمانية المقبلة، والقيام بما هو أكثر من الانتصار المعنوي، قال: «أنه تحدي كبير، جزء كبير منه يعتمد على الإدارة، وعلى التركيب، وكيفية الحصول على الشعبية، وكيفية الحصول على المال». أخيرا قال البرادعي إنه يعتقد أنه في إمكان المعارضة الحصول على أغلبية، مستخدما شعار الحملة الرئاسية للرئيس الأمريكي باراك أوباما لعام 2008 «نعم نستطيع».