طارق مجاهد فلسطينى دائمًا تطارده قوات الاحتلال، تم اعتقاله اثنى عشر عاما، وكان على حافة الموت، لكنه عاش ليعطى أملا فى أن المقاومة الفلسطينية ستظل، وأن الأمل فى تحرير فلسطين أبدا لن ينتهى، هكذا عاش الأردنى منذر رياحنة طوال مدة فيلم «مملكة النمل» باعتباره أحد أبطاله الرئيسيين، الفيلم عرض مؤخرا ضمن الدورة الخامسة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائى فى الوقت الحالى على أن يطرح بدور العرض خلال أيام. رحلة رياحنة مع الفيلم كانت على مدار خمس سنوات بدأت فى عام 2007 لتنتهى بعرض الفيلم فى العام الحالى. منذر رياحنة بدأ حديثه، وأشار إلى أن ترشيحه جاء عبر شوقى الماجرى المخرج التونسى فى عام 2007 وتحديدا بعد أن قدم منذر مسلسل «الاجتياح»، أى أن الفيلم بدأ تصويره والعمل عليه قبل أن يقدم منذر مسلسل «خطوط حمراء» فى رمضان الماضى، مشيرا إلى أن موافقته على الفيلم جاءت لثلاثة أسباب أولها هو أن الفيلم يتناول القضية الفلسطينية، إضافة إلى الدور الذى يجسده وهو دور المجاهد الفلسطينى طارق الذى يتزوج من جليلة التى قامت بدورها صبا مبارك، لكنه يتم اعتقاله اثنى عشر عاما، وعلى الرغم من أنه يواجه الموت كثيرا، فإنه يظل حيا حتى النهاية فى دائرة مع المقاومة الفلسطينية المستمرة، أما ثالث العوامل فكان وجود شوقى الماجرى أحد أهم مخرجى الوطن العربى على رأس طاقم العمل. هل خدم «خطوط حمراء» فيلم «مملكة النمل»؟ وهل كان يفضل أن يعرض الفيلم قبل المسلسل؟ منذر اعتبر أن المسلسل سيخدم الفيلم من الناحية الجماهيرية، لكنه أشار إلى أن حسابات العرض لا تدخل فى اهتماماته فهى أمور تتعلق بالمنتجين والموزعين، مؤكدا أن دوره هو تقديم العمل والشخصية التى تكتب على الورق. وفى ما يتعلق بدور طارق فقد قال رياحنة إنه تمكن من الإمساك بكل تفاصيل الشخصية نظرا لكونه تربى على تطورات القضية الفلسطينية مثله مثل كل أفراد الشعوب العربية، وأضاف: «أنا وأنت والوطن العربى تربينا على حكاية المناضل الفلسطينى ودرسناها، تربينا على معاناته ومقاومته، وهو ما منحنى فرصة تكوين تفاصيل الشخصية»، ثم تابع «القضية الفلسطينية هى قضية كل العرب، بكل لحظة نحن نعيش القضية»، وحول أحد المشاهد الذى ظهر فيه فى الفيلم حينما كان طارق على وشك الموت بعد أن أصيب بطلق نارى وحاول الهرب من جنود الاحتلال، فقفز داخل أحد الكهوف، وظهر وجهه فى التراب وكأنه يمضغه، وهو ما فسره منذر بأن طارق ظن فى هذه اللحظة أنه سيموت لذلك كان يرغب فى أن يحتضن تراب الوطن وأن يأخذه معه قبل أن يتوفى، وهى الرمزية التى ظهرت من خلال المشهد، كما أوضح أن وفاة ابنه الذى كان يقاوم الاحتلال فى الفيلم لم يقتل الأمل، خصوصا أن الأسطورة فى نهاية الفيلم أحيت الأمل من جديد عن طريق تقديم مشهد الزواج بين الزوج والزوجة ومعهما التفاحة، وهو ما يعنى أنهما سينجبان طفلًا جديدًا يقاوم الاحتلال ليبعث الأمل، كما تحدث عن التعامل مع المخرج شوقى الماجرى، واصفًا العمل معه بأنه متعب، لكنه ممتع، وأن الماجرى صاحب رؤية إخراجية مهمة ظهرت فى الفيلم. الأردنى ريحانة وصف الفيلم بالثورى، مشيرًا إلى أنه شخص يحب الثورة ويحب تغيير الظلم، وأن هذا هو دور الفنان أن ينصر المظلوم دائما، متحدثا فى النهاية عن تقديمه هذا الفيلم، وأنه لا بد أن تكون هناك أفلام يقدمها خارج حسابات الإطار الفنى، لكنها تخدم قضايا تهم الوطن العربى، متمنيا أن يكون الفيلم قد أضاف إلى القضية الفلسطينية.