تحت غطاء تجهيز المدارس.. يبدو ان جماعة الاخوان المسلمين بدأت فى تنفيذ خطتها الممنهجة فى اخونة التعليم بحجة مشروعها القومى التعليم اساس النهضة، حصلت «التحرير» على منشور موزع على مديرى الادارات التعليمية مزيل بتوقيع مديرية التربية والتعليم بمحافظة القاهرة يطالب فيه مديرى الادارات بفتح المدارس امام اعضاء حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الاخوان المسلمين، حيث جاء نص المنشور كالتالى «برجاء تسهيل مأمورية اعضاء لجنة التعليم بحزب الحرية والعدالة، وذلك للتعرف على احتياجات المدارس من تجهيزات وأدوات تعليمية وتحديد المساهمات التى يمكن للحزب القيام بها ، وذلك لصالح العملية التعليمية». فيما حصلت «التحرير» ايضا علي خطاب أخر موجه من حزب الحرية والعدالة إلي المحافظين لبدء حملة قومية تحت شعار التعليم أساس النهضة، مطالبا بالتواصل مع مديرية التربية والتعليم لتمكين الحزب من المشاركة في أعمال الصيانة الخفيفة اللازمة للمدارس والذي يقع في اختصاصات هيئة الأبنية التعليمية، وعمل حملة مسح طبي شامل للطلبة والعاملين والعاملات ودورات تثقيف صحي كذلك تنظيم مسابقة لإختيار أفضل مدرسة في نطاق كل إدارة تعليمية وأفضل مدرسة علي مستوي المحافظة علي أن يقدم الحزب الهدايا. الخطاب اوضح ان الحزب سيتكفل بعمل حملات نظافة للمدارس وتوعية للطلاب والمساعدة في تنمية مهارات الكتابة والقراءة والتعثر في التعليم وتنظيم مسابقات دوري أوائل طلبة والموهوبين والمبدعين. الدكتور كمال مغيث «الخبير التربوى وعضو مجلس ادارة المعاهد القومية» قال ل«التحرير» ان هذا يعد بمثابة بداية ممنهجة للسيطرة على التعليم وشكل من اشكال العمل على أخونة الدولة بدء من التعليم الذى يهتم به جماعة الاخوان اهتماما كبيرا، خاصة واننى اعلم التعامل مع وزارة التعليم فى شأن اقامة تدريب او صيانة .. الخ، حيث ان الجمعيات الاهلية تعانى الأمّرين فى الوصول الى المدارس او عمل تدريب او اقامة الانشطة للطلاب، ولكن تسهيل الوزارة لاعضاء حزب الحرية والعدالة بهذا الشكل داخل المدارس دليل واضح على ان هناك تواطؤ مع الاخوان لفتح ابواب المدارس لهم بحجة الصيانة والمشاركة المجتمعية لتطوير المدارس وتجهيزها، لاننى اظن ان الاخوان عندما يدخلون المدارس لم يكتفوا فقط بأعمال الصيانة او التجهيز كما يدعون ،ولكن ستبدأ تنفيذ العملية المنظمة لأخونة التعليم . «مغيث» قال: «أظن ان فتح المدارس امام فصيل سياسى معين يتعارض مع توجه مبدئى محترم وطنى يصون مدارسنا عن التحزب السياسى والابدجة السياسية ، لأنه بالتأكيد الفرصة المتاحة للحرية والعدالة فى الوصول للمدارس لا تتاح للاحزاب السياسية الاخرى كالدستور، الحزب الناصرى .. الخ»، وبالتالى هذا الامر يدخل فى باب هيمنة جماعة الاخوان على مفاصل الدولة. الخبير التربوى أشار إلى ان فتح المدارس امام الاخوان سيؤثر تأثير سلبى على الطلاب بصفة خاصة، والتعليم بصفة عامة، حيث ننتظر تحول المدارس الى اخوانية، فضلا عن تخريج طلاب متطرفين دينيا، تقسيم البلد لنصفين والغاء فكرة المواطنة والتى تعد أهم هدف من اهداف التعليم، مطالبا بالتحقيق فى هذا الأمر ومنع حزب الاخوان فى الوصول للمدارس وتشكيل لجنة وطنية تحدد العلاقة بين مؤسسات التعليم والتى من المفترض ان تكون وطنية وبين الاحزاب السياسية لبعد المدارس عن التحزب. «المنشور الاخوانى يفتح النار على وزير التعليم».. هكذا عقب الدكتور محمد زهران «نقيب معلمو المطرية» على المنشور الموزع على المدارس، مشيرا الى ان اصدار الأمر الإداري الخاص بفتح المدارس امام اعضاء التعليم بحزب الاخوانى بمثابة باب خلفى للسيطرة على عقول الطلاب، مؤكدا ان هذا الامر الادارى سيحول المدارس الى بوقا للدعايا الاخوانية وايضا للاحزاب السياسية فى المدارس، لتبدأ عملية تسيس المدارس، لان جميع الأحزاب ستطالب بالمثل بدخول المدارس. «زهران» اشار الى ان هناك بيان إحصائي في المديريات التعليمية عن إحتياجات المدارس أي لو كان حزب الحرية والعدالة سيدخل المدارس من باب التعرف على الإحتياجات فهذا البيان موجود بالمديرية ، متسائلا ، فما الداعي لدخول المدارس إذن ؟ ، لافتا الى رفضه التام لأن يتدخل حزب في النظام التعليمي ليوجه رغباته الخاصة ،متخوفا من وجود تأثير مباشر علي المنظومة الفكرية للطلاب ومطالبا بفتح الباب أمام جميع الأحزاب ليكون لها دور في المدارس اسوة بحزب الحرية والعدالة. محمد السروجى «المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم» قال ل«التحرير» ان الوزارة ليست طرفا فى هذا التنسيق، وانما فتح المدارس امام حزب او اى مؤسسة مجتمع مدنى فهو أمر يقع فى صلاحيات مديرى المديريات التعليمية طبقا لسياسة اللامركزية، مشيرا الى ان الوزارة تتعامل مع مئات الجمعيات الاهلية فى عملية تطوير التعليم فيما يتعلق بالخدمات المرتبطة بالمبانى، اما فيما يتصل بفكر الطلاب او ثقافتهم وقيمهم فهذة مسئولية الدولة بالتعاون مع المراكز البحثية، قائلا: «ولا نسمح بتدخل جماعة او حزب او هيئة على المستوى المحلى والاقليمى والدولى بالسيطرة على عقول طلاب المدارس او نشر فكرهم الحزبى او توجهم السياسى او لتجنيد الحزبى داخل المدارس». «السروجى» اكد ان الوزارة لا تمانع فى التعامل مع الاحزاب السياسية فى الشق الاجتماعى، من حيث مشاركة اى حزب سياسى فى تجهيز مبنى او انشاء مدرسة او اطلاق حملة توعية ضد الادمان او العنف فى المدارس باعتبار ان هذا عمل مجتمعى ، قائلا «نأمل ان الاحزاب فى مصر تبعد عن السياسة وتنهض فى اصلاح التعليم ومساعدته».