ارتكبت ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين جريمة نكراء بحق مصر والمصريين، فقد تلقت الأوامر من قياداتها بالزحف إلى قصر الاتحادية حيث يقبع محمد مرسى، رجل الجماعة، مَن كان رئيسا لمصر، توجهت إلى المعتصمين من التيارات المدنية، أوسعتهم ضربا وتنكيلا، لم يفرقوا بين رجل وإمراة، شاب وفتاة، حتى الأطفال تعرضوا للضرب المبرّح على يد ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين. جاؤوا بالأسلحة من بيضاء وسوداء، خرطوش ونارية، وبدؤوا فى الاعتداء على مواطنين مصريين كانوا يتظاهرون ضد الإعلان الدستورى وضد سلق دستور البلاد والدفع به إلى الاستفتاء، كانت مطالبهم سياسية فتلقوا الرد رصاصًا وخرطوشًا وسلاحًا أبيض وسط محاولات يائسة من الشرطة للفصل بين الجانبين، لكن يبدو أن تعليمات مكتب الإرشاد لمن كان رئيسا كانت إفساح المجال للميليشيات الخاصة بعملِ ما لم تُرِد الشرطة عمله. الجريمة كانت مدبَّرة وجرى التخطيط لها على أعلى مستوى، الحرائق تنتشر فى شوارع القاهرة ولا وجود لرئيس الجمهورية، تنتشر كتائب الإخوان الإلكترونية على صفحات التواصل الاجتماعى وعلى مواقع الصحف لتنشر تهديد ووعيد الجماعة، ينتشر رجال الجماعة فى وسائل الإعلام لتلاوة ما جرى تلقينهم إياه وباتوا يحفظونه عن ظهر قلب، فى الموعد المحدد بساعة الصفر، يُعلَن عن مؤتمر صحفى لنائب الرئيس القاضى المستشار محمود مكى، أحد رجال تيار استقلال القضاء، استقطب الرجل كاميرات الفضائيات المصرية والعربية، فكانت التوقعات أن لدى الرجل مبادرة من مؤسسة الرئاسة لحقن الدماء والبحث عن مخرج من الأزمة، وبعد الحديث لمدة تزيد على الساعة، نفى الرجل أن هناك أى مبادرة، قال إن الاحتكام سيكون إلى الصندوق، مَن يُرِد تغيير موادَّ فى الدستور فعليه أن يتقدم بها إلى مجلس الشعب بعد انتخابه، هدد بشكل واضح بالدفاع عن الصندوق بالسلاح، تفاخر القاضى الجليل بالقدرة على حشد الأنصار، وقال «إذا حشدت عشرة فسوف أحشد مئة»، ونطق بكلمات تنتمى إلى مرحلة شريعة الغاب لا علاقة لها بالمجتمعات المتحضرة ولا صلة لها بالقانون، قال القاضى الجليل أحد رموز حركة تيار استقلال القضاء إن البقاء سيكون للأقوى، ما قاله نائب الرئيس يمثِّل القاعدة التى تحكم شريعة الغاب حيث تعيش الحيوانات لا البشر، والبقاء للأقوى كان شعار فلاسفة نظروا إلى النازية والفاشية. أرادوا استغلال ساعات احتجاب الفضائيات الخاصة التى كانت مقررة مساء الأربعاء، فردَّت الفضائيات بمواصلة العمل لتغطية الجرائم التى كانت تُرتكب فى حق مصر والمصريين. طوال ليلة الأربعاء وساعات فجر الخميس ارتكبت ميليشيات الإخوان كل أشكال الجرائم، قتل، تشويه، ضرب، خطف، تعذيب، فقد كانوا يعتدون على المحتجين السلميين بالرصاص والخرطوش، كانوا يخطفون بعضهم ويذهبون به إلى أماكن مجهولة، كانوا إذا تمكنوا من الإمساك بشخص من التيار المدنى يقومون بضربه بشكل هستيرى، كانوا يشنُّون الغارات على المستشفيات الميدانية التى كانت تعالج المصابين من أجل اختطافهم. وسط كل هذه الأجواء كنا نظن أن لدينا رئيسا، كنا نظن أن مرسى يعمل رئيسا لمصر، لكنه لم يكن كذلك أبدا، ولن يكون، فالرجل قال فى أول خطاب إنه ينتمى إلى أهله وعشيرته، ومن ثم فهو على مدار شهوره الخمسة فى السلطة عمل عضوا نشطا فى جماعة الإخوان، منفذا جيدا لتعلميات مكتب الإرشاد، جعل تعليمات المرشد فوق مصلحة مصر، عطَّل عمل الأجهزة الأمنية لمصلحة أجهزة الجماعة، جعل من الشرطة والحرس الجمهورى متفرجا على الأحداث، فهو لا يثق بهم ولا فى بولائهم، ومن ثم اعتمد على أهله وعشيرته، اعتمد على ميليشيات الجماعة فى قتل وضرب معارضيه، لم يكن لدينا رئيس لمصر ولكل المصريين، والآن بعد أن سالت دماء المصريين على الأرض واستُشهد شباب مصرى على أيدى ميليشيات الجماعة لم يعُد لدينا رئيس، فحسب القانون الذى حوكم بموجبه مبارك، مجرَّد العلم بوقوع عمليات قتل وعدم التدخل لوقفها رغم أنه يملك ذلك، كفيل بمحاكمة مرسى جنائيا.