المتحدث العسكرى الرسمى باسم القوات المسلحة، العقيد أحمد على، خرج ببيان هزيل عن واقعة اشتراك جنود من الجيش فى الاعتداء على المواطنين فى كفر الشيخ بدعوى حماية المحافظ فى أثناء احتفال بالعيد القومى للمحافظة، الإثنين الماضى. البيان حمل نقطة إيجابية واحدة هى إعلان تحويل الواقعة إلى التحقيق فى النيابة العسكرية مع أفراد نقطة حرس الحدود لتحديد المسؤولين ومعاقبتهم، مؤكدا أنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيقات فور الانتهاء، ولم يحدد خلاله توقيتا معينا، مما يتماشى مع الغموض الذى يسيطر على كل تصريحات وتحقيقات الجيش وعدم معرفة مصيرها. البيان قال إنه فى إطار ما تم تداوله عن اشتراك عناصر من القوات المسلحة فى فض الهجوم الذى تعرض له محافظ كفر الشيخ بميناء البرلس فى أثناء لقاء جماهيرى عُقد على هامش الاحتفال بالعيد القومى للمحافظة، فقد تم تحويل الواقعة بالكامل إلى النيابة العسكرية لإجراء التحقيقات اللازمة مع أفراد نقطة حرس الحدود لتحديد المسؤولين ومعاقبتهم، وسيتم الإعلان عن نتائج التحقيقات فور الانتهاء منها. وفى هذا الصدد نؤكد عدم اشتراك أى عناصر تابعة للشرطة العسكرية فى تلك الواقعة، وعدم وجود أى كلاب بوليسية ضمن تنظيم وحدات الشرطة العسكرية أو حرس الحدود، كما تعرب القوات المسلحة عن بالغ أسفها لما حدث بتلك الواقعة وتؤكد أنها ليست طرفا فى أى صراع بين أى تيارات سياسية أو غيرها طبقا للقواعد المعمول بها داخل المؤسسة العسكرية. المتحدث ركز على إبراز النقاط التى بها لبس، مثل أن من اعتدوا على المواطنين ليسوا من الشرطة العسكرية، لكنهم من حرس الحدود، لكن كلاهما ينتمى إلى القوات المسلحة، وأن الكلاب التى هاجمت الناس بصحبة الجنود ليست كلابا بوليسية وإنما «كلب ضال يطعمه الجنود داخل نقطة حرس الحدود فى الميناء»، كما قدم المتحدث العسكرى رواية عن أن أساس الواقعة يرجع إلى حدوث مشادات ومواجهات بين عدد من الجماهير المشاركة بالاحتفال والتابعة لتيارات سياسية مختلفة، حيث تطور الأمر إلى تطاول وهجوم على المحافظ، مما أدى إلى قيام مدير مكتبه ومدير ميناء البرلس بالتوجه إلى نقطة حرس الحدود الموجودة داخل الميناء (والمختصة بمنح التصاريح لسفن الصيد) للاستنجاد بأفرادها لحماية المحافظ، وعلى أثر ذلك اندفع أفراد النقطة بشكل تلقائى لنجدة المحافظ حيث اندفع وراءهم أحد الكلاب الضالة (الذى يتم إطعامه داخل النقطة) والذى تسبب فى حدوث حالة من الذعر بين المواطنين وتمت السيطرة عليه بواسطة أحد أفراد النقطة بموقع الحدث. المؤسف أن المتحدث العسكرى بعد روايته التى قدمها لم يتكلف عناء الاعتذار عن خطأ ربما وقع بشكل تلقائى، كما أوحى فى بيانه، وإنما عبّر عن الأسف باسم الجيش لما حدث بالواقعة لا لتورط الجنود فى الاعتداء على المواطنين. من ناحية أخرى، أعلنت حركة 6 أبريل بكفر الشيخ اعتذارها عن دعم مرسى فى الانتخابات الرئاسية الماضية. مضيفة فى بيان لها تعليقا على واقعة الكلب «أخطأنا فى حق أنفسنا وفى حق الوطن، ولقد جاءت الثورة بما هو أسوأ من الحزب الوطنى». حركة 6 أبريل استنكرت ما حدث فى أثناء المؤتمر، وقالت «لقد بات من الواضح تماما وبما لا يدع مجالا للشك أن النظام الجديد أكثر شراسة من نظام مبارك، الذى كان يستحى أن يفعل ما يفعله من ينادون بتطبيق شرع الله، ولم نكن نتوقع أن نصل إلى هذه الدرجة من الشراسة وقمع المعارضين، كأن الثورة أتت بما هو أسوأ من نظام مبارك، لقد أتت الثورة بنظام قمعى جديد، يطلق الكلاب على معارضيه». حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، قال إن مثل هذه الممارسات لا يجب أن تحدث فى مصر بعد ثورة 25 يناير، التى قامت من أجل القضاء على الحكم الاستبدادى وممارساته التى انتهكت حقوق الإنسان. مشيرا إلى تعرض رابح الشهاوى لعضة كلب بوليسى فى أثناء وجوده بميناء الصيد بالبرلس للاحتفال بالعيد القومى لمحافظة كفر الشيخ، وتقدم ببلاغ بالواقعة حمل رقم 20/259 جنح البرلس ضد المسؤولين بميناء الصيد بالبرلس، والمسؤولين عن الاحتفال بالعيد القومى للمحافظة، مطالبا بالتحقيق الفورى فى الواقعة وإقالة محافظ كفر الشيخ الذى لم يتخذ إجراءات رادعة ضد الحراسة التى قامت بمثل هذه الممارسات. مشددا على ضرورة أن يعدل حزب الحرية والعدالة عن مثل هذه الممارسات احتراما لحقوق المواطن المصرى.