بعد أكثر من 15 عاما من التغييب، عادت الانتخابات لتدق أبواب نقابة المعلمين، إذ شهدت أمس انطلاق عجلة الانتخابات لاختيار مجلس النقابات الفرعية، فى 315 لجنة نقابية للمعلمين فى المراكز والأقسام الإدارية بالمحافظات تحت إشراف 1500 عضو هيئة قضائية. الانتخابات مشهدها كان ثوريا، فجماعة الإخوان المسلمين كانت حاضرة بقوة حشدها وتأثيرها، فى مقابل محاولات فلول الوطنى للعودة إلى النقابة التى سيطرت عليها طوال عهد النظام السابق، وقوى ثورية لم ترضَ تلك الانتخابات بوضعها الحالى وقررت الانسحاب احتجاجا، فضلا عن سقوط مدارس من قوائم الناخبين.
فى الإسكندرية جرت الانتخاب فى 16 لجنة فرعية، وتأخر فتح اللجان لمدة ساعة كاملة، وشهدت عملية التصويت إقبالا ضعيفا من المعلمين حتى 11 ظهرا، وفى الوقت نفسه قررت محكمة القضاء الإدارى حذف أسماء نحو 74 من أعضاء مجلس نقابة المعلمين السابقين، والمرشحين لانتخابات المعلمين الفرعية، التى أجريت أمس. وتقرر فى الوقت نفسه رفض إلغاء الانتخابات، وفقا للدعوى المقامة من مجلس النقابة. وفى قنا أعلنت جبهة «معلمون من أجل التغيير» مقاطعتها العملية الانتخابية بجميع لجان المحافظة، وقالوا إن هناك 1200 معلم فقط لديهم حق الانتخاب من أصل 8000 معلم، وأن تلك الانتخابات لن تعبّر عن معلمى قنا إلا بصورة جزئية، فى ظل وجود حكم قضائى غير مفعل بوقف العملية الانتخابية لوجود مخالفات فى عملية التقدم وقبول أوراق الانتخاب. وفى الإسماعيلية شهدت انتخابات نقابة المعلمين الفرعية منافسة بين قائمة الإخوان التى تخوض الانتخابات ب15 مرشحا فى كل دائرة انتخابية، وقوائم المستقلين وقدامى النقابيين.
ورغم صدور حكم قضائى من محكمة القضاء الإدارى فى القليوبية، أول من أمس، بوقف إجراء انتخابات نقابة المعلمين فى جميع مراكز المحافظة وأقسامها، فإن الانتخابات أُجريت رغم إخطار نقيب القليوبية ووكيل الوزارة واللجنة المشرفة على الانتخابات، وشهدت نقلا جماعيا للناخبين من مدارسهم إلى اللجان، وخصوصا من جانب الإخوان وفلول الحزب الوطنى. وفى بنى سويف شهدت عملية التصويت شكاوى من المعلمين مثل قلة عدد اللجان مما أدى إلى تكدس اللجان، وفوجئ عدد كبير من المعلمين باختفاء مدارس بأكملها من كشوف الناخبين مثل مدرستى بياض العرب، وسنور، كما اشتكى عدد من المعلمين من وجود أخطاء فى الأسماء مما حال بينهم وبين عملية التصويت. وفى الغربية ومطروح والسويس انحسرت المنافسة بين مرشحى الإخوان وفلول الحزب الوطنى واللجان النقابية القديمة، بجانب بعض المرشحين المستقلين. وفى الدقهلية فوجئ عدد من المعلمين بسقوط أسمائهم من كشوف الجمعية العمومية وخصوصا فى لجان مدارس صلاح سالم، ودميرة الابتدائية، وبساط الابتدائية، ورصدت «التحرير» وجود قائمة مزورة تم من خلالها حشر اسم عاطف مصباح مرشح الإخوان فى قائمه الإصلاح نقيبا لها، بغرض إنجاح تلك القائمة المزورة واستغلال حشد الإخوان. وفى تطور سريع للأحداث تم إلغاء انتخابات نقابه المعلمين فى إدارة السنبلاوين بسبب تدافع الناخبين، ووجود بطاقات غير مختومة. السلفيون فى المنيا كانوا خارج المشهد، وفى مركز العدوة فوجئ الناخبون بإدراج مرشحين من فلول الوطنى صادر ضدهم أحكام قضائية بعدم قبول أوراق ترشحهم فى الانتخابات بسبب قضائهم أكثر من دورتين فى عضوية النقابة.
وفى محافظه الفيوم تقرر إلغاء الانتخابات فى لجنتى مركز يوسف الصديق وأبشوى بمدرسه العبور الابتدائية المقرر بها 4 لجان يصوت فيها 6000 معلم، بعد بدء الانتخابات بنحو ساعة، إذ اكتشف رئيس اللجان المستشار محمد مصطفى أن الكشوف المدرجة غير معتمدة، وقد تم عمل محضر بالواقعة.