خطاب الرئيس مرسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك في دورتها ال67، كان مثار اهتمام الصحافة العالمية؛ التي علقت عليه باعتباره أول كلمة لرئيس مصري بعد ثورة 25 يناير، وأول كلمة أيضا منذ خطاب مبارك بالجمعية عام 1989. صحيفة «واشنطن بوست» قالت إن الرئيس المصري محمد مرسي قدم في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، نظرة إسلامية غير اعتذارية لأحداث العالم، مشيرا إلى دور مصر فيها. مضيفة إلى أنه على الرغم من إدانته تحويل الغضب من إهانة الإسلام إلى عنف، إلا أنه لم يتحدث بطريقة مباشرة عن الهجوم منذ أسابيع على السفارة الأمريكية في القاهرة. كما قالت الصحيفة الأمريكية إن إصرار مرسي على أن فيديو الفيلم المسئ على يوتيوب كان جزءا من هجوم منظم، عرض محاولات الولاياتالمتحدة من أجل التنصل من هذا الفيلم للخطر، على الرغم من عدم توضيح مرسي الجهة التي يعتقد أنها وراء الحملة. أضافت «واشنطن بوست» أن موقف مرسي أوضح التحديات التي تواجهها إدارة أوباما حيث تحاول إعادة تقويم العلاقات الأمريكية ليس فقط مع مصر، بل ومع بلاد أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي اندلع فيها الربيع العربي. متابعة أن رد الفعل على الفيلم المسيء أثبت أنه قضية حرجة تثير المشاكل. وتابعت الصحيفة أن مرسي لم يذكر أبدا في خطابه الولاياتالمتحدة، أكبر متبرع أجنبي لمصر، وأن جزء كبير من رسالته بدا يهدف إلى وضع حدود لعلاقة بلده الجديدة مع الغرب. مضيفة أن الرئيس المصري وعد مسبقا بأنه ربما يجري تغييرات على اتفاقية السلام مع إسرائيل، لكنه كان حريصا في الخطاب على عدم الإشارة إلى إمكانية التخلي عنها. كما قالت «واشنطن بوست» إن مرسي يخطو بحرص لتجنب تنفير دائرته الإسلامية في الداخل، مع السعي وراء طمأنة الولاياتالمتحدة والمستثمرين الدوليين الآخرين. أما مجلة «فرونت بيج» الأمريكية فوصفت سياسة الشرق الأوسط للرئيس الأمريكي باراك أوباما ب«الكارثية التي تتسبب في المشكلات»، مضيفة أن الرئيس المصري الجديد يستفيد من ذلك ويطالب الآن بتغيير جذري في الطريقة التي ترتبط بها الولاياتالمتحدة مع مصر. وأضافت المجلة الأمريكية أنه ربما ينبغي على مرسي محاضرة الشيوخ والأئمة في بلاده وإخوانه المسلمين حول كراهيتهم الصارخة لليهود، تعليقا على تطرق الرئيس إلى الإسلاموفوبيا في خطابه أمام الجمعية العامة. متابعة أن إدارة أوباما سهلت صعود الإخوان إلى السلطة في مصر وتستمر في دعمها بالمعونة المالية والعسكرية، بالرغم من أن مرسي يطالب الولاياتالمتحدة بتقييد حرية تعبيرها. كما قالت «فرونت بيج»: كأي بلد آخر في العالم الإسلامي، يأخذ نظام مرسي أموالنا بيد، ويسعى لإخضاعنا باليد الأخرى. مجلة «نيوزويك» الأمريكية قالت إن عدم ذكر الرئيس المصري لاسم إسرائيل في الخطاب يثبت أن تاريخ الجماعة المعادي لإسرائيل لن يتغير كثيرا عقب وصولهم إلى الحكم؛ ما يجعل الشكوك تزداد لدى إسرائيل من أن الربيع العربي سيتسبب في إرساء السلام أكثر بينها وبين جيرانها. ولكن المجلة الأمريكية أشارت إلى أن خطاب مرسي بشأن إيران لم يختلف كثيرا عن خطاب المخلوع حسني مبارك، بتأكيده على رفضه لانتشار السلاح النووي في المنطقة بشكل عام. «رد آخر على خطاب أوباما بالجمعية العامة للأمم المتحدة»، هذا ما رأته صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية في خطاب مرسي أول من أمس، وأشارت إلى أنه استمر في رؤيته بأن حرية الرأي يجب ألا تستخدم للتحريض على الكراهية ضد أي شخص. إلا أن الصحيفة عادت إلى الحديث عن موقفه من إسرائيل مشيرة إلى أنه يتضح من طريقة صياغته للخطاب أن سياسة مرسي الخارجية ستتخذ طريقا أكثر حزما تجاه تل أبيب من نظيره السابق حسني مبارك. أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فأشارت إلى أنه طوال 40 دقيقة استغرق فيها الرئيس مرسي في الحديث عن قيمة حرية التعبير العالمية دون أن يقدم جديد عن خطابه في «مبادرة كلينتون». صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، قالت إن الرئيس المصري حاول من خطابه أن يستعيد دور بلاده الإقليمي، وأن يظهر بصورة القائد القادر على توجيه دفة الرأي العام العالمي. ولكنها عادت وقالت إنه استغل منصة الأممالمتحدة للتعبير عن غضب المسلمين؛ بسبب نشر الفيديو المسيء للرسول. وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم الاختلافات الفكرية والأيديولوجية بين مرسي والرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلا أنه حاول أيضا أن يحيي مشروعه «القومي» بطرحه مشكلات الوطن العربي وتأكيده على أن مصر هي قلب العروبة، بقوله «التزامان بالعمل مع أشقائنا العرب، يعيد موقفنا الصحيح أمام العالم».