شهدت 110 مستشفى على مستوى محافظات مصر إضرابا مفتوحا لجميع الأطباء اليوم، مطالبين بتطهير وزارة الصحة من الفلول أتباع حاتم الجبلى وزير الصحة الأسبق، ممن ساهموا فى إفساد المنظومة الصحية، رفع ميزانية الصحة ورفع أجور الأطباء، خاصة بعد أن إصطدم الأطباء فى الدكتور عمرو حلمى وزير الصحة الحالي، والذى وعدهم بتنفيذ مطالبهم إلا أنه تراجع فى وعده، مفاجئهم بعدم وجود أى نية لرفع ميزانية الصحة والأجور بعد اعتماد الموازنة، علاوة على تمسكه بفلول النظام البائد. وبدأ الإضراب بوقفة إحتجاجية للأطباء أمام وزارة الصحة استمرت لمدة ساعتين، ثم توجه بعضهم إلى مقر النقابة، للاعتصام أمامها، بينما توجه المتبقين لمقر عملهم بالمستشفيات من أجل الإضراب بداخلها.
«التحرير» أجرت جولة على المستشفيات تبينت من خلالها أن هناك عدد كبير منها بالقاهرةوالجيزة شاركوا فى الإضراب، فيما لم يشارك أقلية منهم، ففى محافظة القاهرة تغيب جميع الأطباء العاملين بمستشفى «أم المصريين» عن العمل اليوم، رافعين شعار «خليك فى البيت مفيش شغل».
كما أضرب نواب المستشفيات التالية إضرب النيل، حميات إمبابة ومستشفى بولاق الدكرور العام وشهدت مستشفى صدر العباسية إضرابا كليا يليها وقفه إحتجاجية أمام المستشفى، كما أضربت مستشفيات الشرطة بالعجوزة، رمد الجيزة، 6أكتوبر، المنيرة العام وجراحات اليوم الواحد بالمرج، وذلك بينما لم يشارك أطباء مستشفى حميات إمبابة ومعهد ناصر.
وفى طنطا شهد الأطباء المضربين عن العمل إضطهادا من قبل مدير المجمع الطبى، حيث إقتحم الدكتور جمال السباعى نائب المدير إضرابهم المجمع، وأخذ أسماءهم وقام بتحويلهم إلى النيابة العامة، إلا أنهم استمروا في إضرابهم على الرغم من التهديدات.
أما بالنسبة لباقى المحافظات تبين مشاركة جميع الأطباء العاملين بجميع مستشفيات محافظة المنصورة والشرقية والمنيا والغردقة بنسبة 100% وبمحافظة بنى سويف قدم 50 طبيبا بمستشفى بنى سويف العام أجازات مرضية، بينما توقف العمل بمستشفى الإسماعيلية العام إثر تنظيم المرضي وقفة إحتجاجية بالمستشفى تضامنا مع مطالب الأطباء.
وامتد الإضراب لمحافظة المنوفية حيث توقف العمل بجميع أقسام مستشفى الشهداء المركزى، ويجرى حاليا التشاور حول تشغيل قسمى الطواريء والاستقبال فقط.
وعلمت «التحرير» من مصادر موثوق بها داخل وزارة الصحة أن الدكتور عبد الحميد أباظة قد إجتمع مع مدير مديريات جميع المحافظات أول أمس، وأعطى لهم تعليمات من حلمي وزير الصحة بالإتصال بالأطباء الذين خرجوا على المعاش ليعملوا بالمستشفيات مكان الأطباء المضربين، منعا لتعرض المرضى للآثار الجانبية الناتجة عن إضراب الأطباء.
من جانبه أكد الدكتور عبد الحميد أباظة مساعد وزير الصحة للشئون السياسية والفنية أن الوزارة لا تمنع أى طبيب من المشاركة فى الإضراب قائلا «اللى عاوز يضرب هو حر ولكن ينسوا إقالة أى مسئول بالوزارة خدم فى عهد الجبلى» مشيرا إلى أنه ليس معنى خدمة أى مسئول فى عهد الجبلى أنه فاسدا .
ويرى أنه غير قانونى وغير شرعى أن يتم إقالة مسئولا لمجرد خدمته فى عهد الجبلى، خاصة بعد أن أفادت النيابة الإدارية بعدم فساد أى مسئولا عمل مع وزير الصحة بعهد النظام البائد، مؤكدا أن الوزارة ستترك الأطباء يضربون وتحاول البحث فى آليات بعض مطالبهم المشروعة والمتعلقة برفع ميزانية الصحة وأجورهم وتأمين المستشفيات ولكن إقالة أى مسئول خدم فى عهد الجبلى غير وارد ولم يحدث.
يذكر أنه انتشر بين الأطباء المعتصمين خبر تقديم حكومة شرف إستقالاتها فى غضون ساعات فعم الفرح بين المعتصمين مرددين شعارات «عمر حلمى ماشى عمر حلمى ماشى».
وقد شارك فى إضراب الأطباء اليوم بمقر النقابة كلا من الدكتور طارق غزالى حرب المرشح المحتمل على منصب نقيب الأطباء والدكتور حسام موافى المرشح المنسحب من على مقعد نقيب الأطباء والدكتورة منى مينا المرشحة المحتملة بانتخابات نقابة الأطباء فوق السن والدكتور محمد حسن خليل المنسق لحركة الدفاع عن الصحة فيما تغيب الدكتور عمرو حلمى وزير الصحة ولأول مرة عن مشاركة الأطباء إضرابهم حيث أنه كان أول من أضرب فى الإضراب السابق يومى 10و17مايو الماضى .
يذكر أن إضراب الأطباء المفتوح يستمر جزئى للمدة ثلاثة أيام حتى يوم الإثنين بالعيادات الخارجية والعمليات الباردة مع الحفاظ على الطوارىء والعناية والحضانات وغسيل الكلى ثم يبدأ الإضراب الكلى المفتوح إبتداءا من اليوم الرابع للإضراب الثلاثاء، إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم، ولحين تنفيذ المطالب مهمها كانت التهديدات الأمنية، حيث سيتم تقديم أجازات مرضية جماعية تحت شعار «مفيش شغل»، كما حدث ببنى سويف منذ يومين حين قام أكثر من 40 طبيب بتقديم الإجازات المرضية ولم يخوفهم أى تعسف قانونى معهم والتهديدات الأمنية.