أعربت الجمعية الوطنية للتغيير عن صدمتها واستنكارها لاستضافة التليفزيون الرسمي في نشرة الاخبار أمس الثلاثاء لمحللا عسكريا اسرائيليا من تل أبيب يدعي إيال عليما، وذلك للتعليق على جريمة رفح، أثناء تشييع جثمان شهداء أحداث سيناء، في سابقة هي الاولى من نوعها. وأشارت الجمعية في بيان لها اليوم الاربعاء، ان هذا التطبيع الاعلامي مع العدو الصهيوني «جريمة» في حق الوطن لم يجرؤ التليفزيون الرسمي على ارتكابها حتى في عصر الرئيس المخلوع الذي كان معروفا بعلاقاته المشبوهة العميقة مع نظام تل ابيب العنصري. وأضافت في البيان: «والغريب أن هذا التطبيع السافر حدث بعد تولي وزير إعلام ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين التي تزعم معارضة التطبيع مع العدو الاسرائيلي، وفي ذات الوقت الذي تتهم فيه الجماعة جهاز المخابرات الاسرائيلي الموساد بإرتكاب المجزرة البشعة التي تعرض لها جنودنا في سيناء». واستطردت في البيان «وإزاء هذه الجريمة النكراء التي تخالف الثوابت الوطنية والإجماع الشعبي على رفض التطبيع فضلا عن أنها تمثل إهانة وخيانة لدماء شهداء مصر والعرب ، فإن الجمعية الوطنية للتغيير تطالب بإقالة وزير الإعلام، كما تدعو نقابة الصحفيين التي يحمل عضويتها الى توقيع العقوبة الملائمة عليه نظير هذا الانتهاك الفاضح والفادح لقرارات الجمعية العمومية للنقابة والتي تحظر التطبيع المهني مع الكيان الصهيوني بأي صورة من الصور». وترى الجمعية الوطنية للتغيير «أن هذه الجريمة المهنية الفادحة هى نتيجة طبيعية لسوء إختيار التشكيل الحكومي الاخير والذي فضل أهل الثقة من الجماعة وحلفائها على أهل الخبرة من الكوادر الفنية المؤهلة، وفي هذا الإطار تحذر الجمعية من خطر فشل وإفلاس وانهيار المؤسسات الصحفية القومية نتيجة اختيار كوادر من الإخوان أو المتأخونين لقيادتها والسيطرة عليها لإستكمال هيمنة مكتب الإرشاد على منظومة الصحافة والإعلام وهو ما يؤكد أن جماعة الإخوان وذراعها السياسي، حزب الحرية والعدالة، تنتهج نفس استراتيجية الإستفراد بالسلطة والتكويش عليها التي كان ينتهجها الحزب الوطني المنحل وهو الإجراء الذي أثار الجماعة الصحفية التي تعهدت بمقاومته بكل الطرق». وتابع في البيان «وأخيرا فإن الجمعية الوطنية للتغيير تحمل رئيس الجمهورية والحكومة وحزب الحرية والعدالة نتيجة هذه السياسة الإحتكارية التي فضلت المغالبة على المشاركة والتي أكدت تراجع رئيس الجمهورية عن تعهدات الشراكة الكاملة في الحكم التي قطعها على نفسه لقوى وطنية وثقت فيه ووقفت الى جانبه».