في أول عملية يتم السماح فيها للطائرات العسكرية المصرية بتوجيه ضربات داخل سيناء استخدم فيها العشرات من الدبابات والمروحيات والمدفعية منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد سنة 1979 أعلنت قوات الجيش المصري تمكنها من قتل 20 شخصا من العناصر الجهادية في غارات جوية شنتها الطائرات العسكرية على منطقة التومة جنوب مدينة الشيخ زويد بشيه جزيرة سيناء استمرت لنحو خمسة ساعات متواصلة توقفت صباح اليوم الاربعاء. وجاءت العملية التي اطلقت عليها القوات المسلحة «نسر سيناء» في أول رد فعل لقوات الجيش على البؤر الارهاربية المتمركزة في منطقة وسط سيناء عقب سقوط 16 من جنود حرس الحدود في الهجوم المسلح على النقطة الحدودية بين مصر واسرائيل والذي وقع مساء الاحد. «التحرير» تمكنت من الوصول إلى مسرح الأحداث الذي شهد قصفا مكثفا للمروحيات العسكرية استمر حتى شروق الشمس صباح اليوم الأربعاء فبالقرب من منطقة جبلية تم الدخول اليها من منطقة الشلالات بوسط سيناء ثم توجهنا لمنطقة التومة عبر مدق ترابي جبلي ضيق لا يزيد عرضه عن ثلاثة أمتار بين الجبال ومع دخول المنطقة التي حملت ملامح البيئة الصحراوية ظهر في البداية عدد من المنازل البدوية المتواضعة المتناثرة على ابعاد متقاربة وتنتشر الاعشاب الصحراوية على جنباتها. تقابلنا مع مسئول عسكري برتبة لواء كان يستقل سيارة جيب ومعه 3 من الجنود داخل مدرعة تابعة للقوات المسلحة وأبلغنا ان هذه المنطقة هي التي شهدت مسرح العمليات التي تمت طوال ليلة أمس وحتى فجر اليوم الأربعاء، بعدما هاجمت ثلاثة من السيارات كمين الريسة وحاولت بعدها الهروب إلى هذه المنطقة حيث اتبعتها طائرة هيلكوبتر وقالتها من الجهة الأخرى وقامت بالتعامل معها وتفجير السيارات الثلاثة. وقال الضابط «اننا لم نتنازل عن حق شهداءنا وان الضرب في الرأس هو الخيار لمن يحمل السلاح» وقال ان أجهزة الأمن في الفترات السابقة حذرت العماصر الارهابية الا انها لم تسجب، وان زمن التحذيرات قد انتهى. وأكد أن الضرب سيكون على الرأس مباشرة لكل من يحمل السلاح وقال «انه في طريقه لتأمين اعادة رجوع قوات الجيش التي كانت تشارك في العملية وعقب ذلك توجهنا بصحبة الجنود والضابط الى مدق جبلي اخر وطلب منا الضابط عدم مرافته لعدم وجود سيارة دفع رباعي في واثناء تواجدنا بالمنطقة سمعنا اصوات لاطلاق رصاص بين قوات الجيش وذيول العناصر المتشددة وتوقفت عمليات اطلاق النار في صباح اليوم الاربعاء». وقالت مصادر عسكرية بقيادة الجيش ان القوات المسلحة تمكنت من شن غارات جوية بمروحيات عسكرية ومداهمات بالدبابات والمدفعية الثقيلة على منطقة التومة وأسفرت العمليات العسكرية التي استمرت على نحو خمسة ساعات حتى صباح الاربعاء عن مقتل 20 جهاديا وتفجير ثلاثة سيارات كان يستخدمها القتلة في مهاجمة حواجز امنية على طريق العريش / رفح الدولي. وأضافت المصادر ان القتلى تمكنوا من مهاجمة كمين الريسة الواقع على طريق رفح / العريش الدولي واطلقوا النار بكثافة على القوى الأمنية بالكمين في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء وأثناء محاولتهم الفرار من المنطقة داخل 3 سيارات دفع رباعي تتبعتهم طائرة هيلكوبتر وقامت برصد تمركزهم وتمكنت طائرات عسكرية من مهاجمة المنطقة وتفجير السيارات الثلاثة. وقالت المصادر أن عمليات مداهمة وتمشيط منطقة «التومة» تمت بالتنسيق بين قوات برية وجوية وتم خلالها إطلاق قذائف على المنطقة التي تتمركز داخلها عناصر جهادية متشددة. وقالت المصادر ان تبادل اطلاق النار بين العناصر الجهادية المتشددة وقوات الجيش استمرت حتى صباح الاربعاء للقضاء على بؤر العناصر الارهابية في منطقة وسط سيناء وأكدت المصادر ان تحذيرات تم اطلاقها في الفترات السابقة للجماعات الجهادية إلا إنها لم تستجب وسمحت لعناصرها بحمل الأسلحة. وتعرضت ثلاثة حواجز أمنية بسيناء مساء الثلاثاء لهجوما من مجهولين مسلحين على قوات للجيش والشرطة المتمركزة على الطريق الدولي العريش / رفح حيث تبادلت قوات الجيش والشرطة إطلاق النار مع مسلحين جهاديبن استهدفوا الهجوم في توقيتات متقاربة على ثلاثة حواجز أمنية بمناطق شمال ووسط سيناء في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء بينهم حاجز الريسة الواقع على الطريق الدولي العريش/ رفح . وللمرة ال 29 يتعرض حاجز الريسة الأمني الواقع على الطريق الدولي بسيناء لهجوم مسلح من قبل مجهولين منذ ثورة 25 يناير والتي أسقطت نظام مبارك في 2011. وتشهد سيناء أجواءا أمنية متوترة عقب هجوم مسلحين على أحد النقاط الحدودية المصرية مع اسرائيل والذي أسفر مساء الأحد الماضي عن مقتل 16 واصابة 7 من جنود القوات المسلحة المصرية.