يرتفع إنفاق المصريون على الطعام والشراب في شهر رمضان، وبالتبعية ترتفع فاتورة الإعلانات التي تعد يبزنس رمضاني من الدرجة الأولى، في شهر يتميز بخريطة برامجية مكتظة تتضمن مسلسلات وبرامج تعرض للمرة الأولى، مما يضمن للمعلن والقناة التلفزيونية فرصًا جيدة للربح. ويحظى الإعلان الرمضاني بمعدلات مشاهدة مرتفعة، وتتمكن المحطة التلفزيونية من تعويض ما أنفقته على شراء المواد الدرامية المعروضة، حيث تقدر قيمة الإعلانات الرمضائية عبر الشاشة الفضية بأكثر من مليار جنيه. وتباينت اتجاهات الفضائيات خلال العام الحالي، حيث اتجه جزء منها لزيادة أسعار دقيقته الإعلانية، وآخر لخفض الأسعار عملًا بالنظرية التي تبناها التجار الشعبيين «بيع أرخص .. تبيع أكثر.. تكسب أكثر»، فيما احتفظ جزء بنفس أسعار العام الماضي دون زيادة. ويتراوح سعر الدقيقة الإعلانية الموسم الرمضاني الحالي بين 10آلاف، و60 ألف جنيه. وبحسب نسخة من أسعار الدقائق الإعلانية للقنوات الفضائية حصل «التحرير» عليها فقد استحوذت شبكة تلفزيونات «أم بي سي» السعودية على أعلى سعر للدقيقة، تتراوح بين 40 ألف إلى 60 ألف جنيه، تلتها قنوات «النهار» بسعر يتراوح بين 20 : 50 ألف جنيه للدقيقة، ثم «الحياة» و«سي بي سي» بسعر يتراوح بين 20 : 40 ألف جنيه للدقيقة، ثم قناة «ten» بسعر يتراوح بين 20 : 30 ألف جنيه للدقيقة، وجاء التلفزيون المصري الحكومي في ذيل القائمة بسعر يتراوح بين 5 : 10 آلاف جنيه للدقيقة، نظرًا لعدم قدرته على شراء المواد التي تجذب الإعلانات. وقال دكتور محمود علم الدين أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن ذلك النمو ل«بيزنس الإعلان» أثناء هذا التوقيت من العام، يرجع إلى كثافة المشاهدة للشاشة الصغيرة، وارتباط ذلك بتعظيم مستوى الإنتاج الدرامي والبرامجي. وتدفع كثافة المشاهدة، خلال هذا الوقت من العام المعلن إلى وضع إعلانه ضمن هذه الفترة، التي تطلق عليها الوكالات الإعلانية فترة ممتاز الممتاز، والتي ترتفع فيها تكلفة المادة الإعلانية بنسبة تصل إلى 150% وأحيانا 200 %. وتمثل الفواصل الإعلانية أداة تمويلية للقناة لتعويضها ما تنفقه على شراء الأعمال الدرامية الجديدة بأسعار باهظة. وترفع القناة التلفزيونية قيمة دقيقتها الإعلانية التي تتخلل الأعمال الحصرية المعروضة على شاشتها. وبحسب إحصائيات رسمية، فإن حجم الإنفاق على إعلانات الأطعمة والمشروبات، خاصة المسلى والزيوت والمياه الغازية والقهوة، يأتي في مقدمة هذه الإعلانات، يليها منتجات الألبان، وإعلانات الملابس والأثاث. وسجلت تكلفة إعلانات المشروبات الغازية في شهر رمضان الماضي 13.247 مليار جنيه، بحسب الإحصائيات التي قدرت قيمة الإعلان عن مستلزمات المطبخ من زيوت ومسلى وصلصة وملح طعام 14.321 مليار جنيه، وبلغت قيمة الإعلانات عن منتجات الجبن والألبان والزبادي 8,467 مليار جنيه، والمشروبات الساخنة كالقهوة والشاي 5.27 مليار جنيه مصري ، واللحوم والأسماك والدواجن 1.870 مليار جنيه. ويقول أشرف خيري، رئيس شعبة الدعاية والإعلان باتحاد الصناعات، إن غالبية منتجي هذه السلع الغذائية يضعون إعلاناتهم في فترات الذروة، وهي أوقات عرض البرامج الهامة، أو المسلسلات الدرامية، ما يرفع من سعر الإعلان بصورة كبيرة، نتيجة مضاعفة أسعار الإعلان في هذه الأوقات، حيث تتزايد نسبة مشاهدة برامج التلفزيون في هذه الفترة، خصوصًا عقب الإفطار في رمضان، ما يضمن ترويجًا أفضل للمنتج. وزاد أيضًا الإقبال على إعلانات «الأوت دور» بنسبة 20%، خلال الشهر ما وضع الشركات في أزمة بسبب محدودية المساحات المتاحة للإعلان. وأوضح هشام مزروع، مدير إعلانات وكالة الجمهورية للإعلان، أن العام الحالي شهد زيادة فى الإقبال على إعلانات «الأوت دور» مقارنة بالعام الماضي، وكذلك زيادة في أسعار الإعلانات، نافيًا أن تكون هذه الزيادة مرتبطة بزيادة الطلب بقدر ارتباطها بتحسين الدولة بعض الطرق الرئيسية. وأضاف أن أسعار الإعلانات فى الصحف والمجلات خاصة الصحف القومية مستقرة ولم ترتفع، متوقعًا ارتفاع أسعار الإعلان بالتليفزيون والقنوات الفضائية بصورة كبيرة خلال شهر رمضان.