ما إن اكتُشِفت فضيحة ذبح الحمير فى الفيوم خلال الأسبوع الجارى وبيعها للمواطنين والمطاعم، حتى خرجت علينا الفتاوى والتصريحات الغريبة التى تستحمِر الشعب، وتُحلل أكل لحوم الحمير علميًّا ودينيًّا كمان. «اللى هياكل لحم الحمار مش هينهق.. وأكله مش حرام وغير ضار بالصحة إذا اتدبح صح».. هكذا كانت بعض تصريحات المسؤولين عن الحمير. ومع هذا يتم إلقاء القبض على من قاموا بتلك العملية، وذلك بإعلان الشرطة أنها ضبطت 1200 حمار قبل الذبح، بالإضافة إلى 100 حمار مذبوح بالفعل يتم توريد لحومها إلى مطاعم كبرى! يعنى ذبح الحمير جريمة. ولا يمكن أن تتم معالجة تلك القضية بالفتاوى وتصريحات المسؤولين من عينة خبراء وزارة الصحة والطب البيطرى «أن لحم الحمير لا يشكل أى خطر على صحة الإنسان». وهناك من استدعى فتاوى قديمة ينسبها إلى دار الإفتاء تحلل أكلها «أصدرت الإفتاء بيانًا بعد ذلك تنفى فيه أكل لحوم الحمير». والقصة تكشف انعدام الضمير لدى فئة فى المجتمع تستغل حاجة البشر، فضلا عن انعدام الضمير لدى المسؤولين الذين «يطنشون» فى أعمالهم.. ويجيدون التبرير!! فقد فضحت جزارة الحمير غياب كامل للمسؤولين، فهناك غياب من المحليات التى لا تفعل شيئًا الآن، اللهم الحصول على الرشاوى من مخالفى البناء أو من مقاهى إشغال الطريق.. ولا يعملون شيئا بعد ذلك.. فضلا عن أن رؤساءهم سواء فى المحافظات أو حتى مركزيا لا يهتمون بالأمر. فهناك مخالفات فى كل المجالات، ولا أحد يفعل شيئا «انظروا إلى مخالفات المبانى سواء فى الأدوار أو البناء على الأراضى الزراعية». أيضا أجهزة التموين أين كانت من عملية ذبح الحمير وتوزيعها.. أم إن الوزارة أصبحت فقط مهتمة باللوجيستيات!! وأين أجهزة الغش التجارى؟! ناهيك بالشرطة الغائبة، التى تركت أصحاب الضمير المنعدم يستمرون فى فعلتهم حتى أغراهم الأمر إلى توريد تلك الجزارة -المحرمة- إلى المطاعم الكبرى. ومع تلك الجريمة تجد التبريرات الواهية، ولا تجد أحدًا يعلن مسؤوليته عنها. وحتى وزارة الصحة غائبة تماما عن ذلك الأمر.. ويبدو أنها مشغولة فى تجارة السوفالدى مع الشركات الأجنبية. وأين وزارة الزراعة؟! فالكل غائب.. ولا يفعل شيئا، فلا توجد رقابة على أى شىء وليفعل كلٌ ما يريده!! إنهم فعلا يستحمرون الشعب، ولديهم من «جرأة الجهل» ما يكفى لفعل ذلك. فاللهم ارحمنا من الحمير!