أكد مصدر عسكري يمني، أن خلية التجسس الإيرانية التي تم كشف النقاب عن إلقاء القبض على أفرادها بدأت عملها في اليمن منذ الحرب الثانية بصعدة التي دارت بين حركة الحوثي المسلحة والحكومة اليمنية أبان النظام السابق، وتعمل منذ تلك الفترة في اليمن، لافتا النظر إلى أن السفير الإيراني بصنعاء محمود حسن زاده كان المسئول على عملية التشيع بمنطقة القرن الأفريقي، وإنشاء معسكرات التدريب للمليشيات المسلحة في الصومال وإريتريا، أثناء عمله في وزارة الخارجية الإيرانية. وعلى صعيد متصل بمخطط هذه الخلية التجسسية الإيرانية ، أكد المصدر العسكري الذي فضل عدم الكشف عن هويته فى تصريح له، أن الأجهزة الأمنية اليمنية بالتعاون مع بعض أجهزة استخباراتية لدول شقيقة وصديقة تمكنت من الكشف عن أيدي الجماعات المسلحة سواء تلك التي تدين بالولاء العقائدي الإيراني أو الجماعات المسلحة التي تتلقى الدعم المادي والعسكري الإيراني لتنفيذ مخططاتها، رغم عدم وجود أي ولاءات عقائدية. وكشف المصدر عن أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والأجهزة الأمنية تلقت تقارير استخباراتية من دول شقيقة وصديقة تضمنت مكالمات هاتفية جرت بين أطراف يمنية وأخرى إيرانية، بالإضافة إلى مكالمات التقطتها أجهزة استخباراتية دولية بين قيادات إيرانية في الحرس الثوري ومسئولين إيرانيين معنيين بالملف اليمني في النظام الإيراني. وأشار المصدر إلى أن الرئيس هادي والأجهزة الأمنية وحكومة الوفاق تلقوا تحذيرات أمريكية وأوروبية وخليجية من خطورة مستوى التدخل الإيراني ومخططاتها الرامية لإسقاط العاصمة صنعاء ومحافظة عدن بأيدي الجماعات المسلحة.. مؤكدا أن الأجهزة الأمنية أحرزت تقدما في تفكيك خلايا إرهابية في مدينة تعز ترتبط بصورة مباشرة بالحرس الثوري وأنه أصبح لدى الأجهزة الأمنية أدلة بتورط مباشر للسفير الإيراني الحالي وآخرين يعملون ضمن طاقم السفارة الإيرانية بصنعاء. وذكر المصدر أن الأجهزة الأمنية كشفت تورطا مباشرا لقيادات سياسية تمثل جناحا لجماعة الحوثي المسلحة وخلايا إرهابية في مخطط إسقاط صنعاء وعدن بأيدي الجماعات المسلحة. من جانبه، أوضح مصدر استخباراتي يمني قوله، إن صنعاء ستبادر خلال الأيام القليلة القادمة باستدعاء سفيرها في طهران للتشاور في حال لم تبد الحكومة الإيرانية تجاوبا يذكر مع طلب الرئيس هادي بوقف التدخل في الشئون الداخلية اليمنية، لافتا إلى أن التحقيقات مازالت جارية مع أفراد الشبكة التي ألقى القبض عليها خلال الأيام الماضية. وكانت السلطات اليمنية الرسمية قد أعلنت الأربعاء الماضي القبض على خلية تجسسية لصالح إيران تعمل في اليمن منذ سبع سنوات . وقال المصدر الاستخباراتي اليمني، إن خلية التجسس التي تعمل في اليمن والقرن الإفريقي يقودها قيادي سابق في الحرس الثوري الإيراني وتدير أعمالها من غرفة عمليات في العاصمة صنعاء، مؤكدا أن الرئيس اليمني وجه الحكومة بتصعيد الإجراءات الاحتجاجية لمواجهة ما وصفه ب «التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني »، مشيرا إلى أن صنعاء قررت وبشكل مبدئي رفض استقبال أي موفد من الحكومة الإيرانية وأنها ستمضي في إجراءات التصعيد في حال لم تمتثل الحكومة الإيرانية لطلب الرئيس هادي بوقف التدخل في شئون اليمن. وأشار المصدر إلى توجهات تدرسها الحكومة، تهدف إلى زيادة سقف الإجراءات الاحتجاجية لمواجهة ما وصفتها ب«التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني»، تنفيذا لتوجيهات أصدرها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي طالب طهران بالكف عن التدخل في الشئون اليمنية. وكشف المصدر عن اعتزام الحكومة توجيه إشعارات وشيكة لعدد من الدبلوماسيين في السفارة الإيرانية بصنعاء، تتضمن طلب مغادرتهم اليمن باعتبارهم غير مرغوب فيهم، وهى الصيغة الدبلوماسية المتداولة للتعبير عن اتهامات ضمنية بالقيام بأنشطة ذات طابع تجسسي . وقال المصدر، إن «رسالة الرئيس هادي لإيران واضحة ولاتقبل اللبس أو التأويل، فإذا لم تبادر الحكومة الإيرانية إلى اتخاذ إجراءات عملية ملموسة من شأنها وقف تدخلاتها السافرة في اليمن، فإن ثمة إجراءات مضادة سيتم اتخاذها بشكل عاجل من قبل الحكومة، من قبيل استدعاء السفير في طهران، وطرد عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين المشتبه في تحركاتهم، باعتبارهم غير مرغوب في بقائهم في اليمن، وصولا إلى إجراءات تصعيدية أكبر من قبيل طرد السفير الإيراني نفسه من البلاد».