استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح الأربعاء، جيم يونج كيم، رئيس البنك الدولي. وصرَّح السفير علاء يوسف، الناطق باسم رئاسة الجمهورية، أنَّ رئيس البنك الدولي أشاد خلال اللقاء بالنجاح الذي حققه مؤتمر "دعم وتنمية الاقتصاد.. مصر المستقبل"، الذي انعقد في مدينة شرم الشيخ، مارس الماضي، منوِّهًا إلى أنَّ حجم المشاركة والنجاح اللذين حققهما المؤتمر يعكسان الاهتمام الدولي، الذي تحظى به مصر وأهمية تعافيها اقتصاديًا، معربًا عن تطلعه للاستماع إلى رؤية الرئيس لسبل تطوير التعاون بين مصر والبنك، وأولويات مصر في المرحلتين الراهنة والمقبلة، معبِّرًا عن اعتزام البنك مضاعفة حجم أعماله واستثماراته في مصر. من جانبه، رحب الرئيس السيسي، برئيس البنك الدولي، مؤكِّدًا الأهمية التي توليها مصر لعلاقتها مع البنك، باعتباره أحد أهم شركاء مصر في التنمية، مشيدًا بالتعاون القائم مع البنك لدعم عملية التنمية في مصر في مختلف المجالات، والتطلع لتعزيزه وتطويره في المرحلة المقبلة. وأضاف الرئيس أنَّ مصر تتطلع إلى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر؛ لتوفير فرص العمل وتشغيل الشباب، فضلاً عن اهتمامها بالبرامج والمشروعات القومية في مجالات التعليم، والتعليم الفني والتدريب المهني، والبنية التحتية، والطاقة الجديدة والمُتجددة، منوِّهًا بأنَّ مصر تسعى لتحقيق تلك الأهداف من خلال برنامج اقتصادي وطني طموح وجاد، ويتطلب تحقيقه تضافر الجهود الدولية، لا سيما من المؤسسات المالية مثل البنك الدولي، جنبًا إلى جنب مع الجهود الوطنية المبذولة في هذا الصدد. وذكر السفير علاء يوسف أنَّ الرئيس أكد أنَّ الأولوية الرئيسية للدولة تتمثل في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطن المصري، من خلال تحسين جودة الخدمات التي يتلقاها من مياه شرب نظيفة وصرف صحي والقضاء على العشوائيات وغيرها، كما أنَّ توفير فرص العمل يكتسب أهمية قصوى، وبخاصةً أنَّ المجتمع المصري تنتمي غالبيته إلى قطاع الشباب. وفي هذا الإطار، أكد الرئيس جدية مصر في مواجهة مختلف مشكلاتها والسعي الدؤوب نحو إيجاد حلول ناجحة وقابلة للتطبيق. من جانبه، أشار رئيس البنك الدولي إلى أنَّه يؤمن بأنَّ دور البنك لا يتعين أن يقف عند حدود التركيز على نمو الناتج المحلي الإجمالي وإنما يمتد ليشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي وما لهما من انعكاسات على شتى مناحي الحياة في مختلف الدول، مؤكدًا أنَّ البنك يرحِّب بالأفكار الجديدة والمتطورة ويساعد قادة الدول الراغبين في تحقيق آمال وطموحات شعوبهم، منوِّهًا إلى أنَّ الكثير من آمال تحقيق الاستقرار والتقدم في المنطقة تنعقد على مصر وقيادتها السياسية، مؤكدًا أنَّ مصر تعد ركيزة للاستقرار في المنطقة، والبنك حريص على دعم مسيرتها التنموية. وذكر أنَّ الرئيس استعرض خلال اللقاء الإجراءات والسياسات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية لرفع معدلات النمو الاقتصادي وخفض عجز الموازنة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي، فضلاً عن العديد من المشروعات الوطنية الجاري تنفيذها ومن بينها مشروع استصلاح المليون الفدان، وإنشاء شبكة الطرق القومية التي تستهدف إصلاح وتمهيد 3600 كيلو متر من الطرق وإنشاء ربع مليون وحدة سكنية لمحدودي الدخل، بالاضافة إلى مشروع قناة السويس الجديدة، حيث وجَّه الرئيس الدعوة لرئيس البنك الدولي لحضور حفل افتتاح القناة الجديدة. وأفاد المتحدث أنَّ رئيس البنك الدولي أكد أنَّه سينقل رسالة مصر وجديتها في تحقيق التنمية الشاملة إلى المجتمع الدولي، معتبرًا أنَّ نجاح مصر يعد إحدى الأولويات التي يركز عليها البنك الدولي. ونوَّه رئيس البنك الدولي إلى اهتمام البنك بتطوير ونهضة التعليم في منطقة الشرق الأوسط، باعتبار التعليم أحد أهم ركائز التطوير والتقدم، مؤكدًا إعجابه بما حققته مصر مؤخرًا، وما تتميز به القيادة السياسية المصرية من جدية والتزام، ومن ثم فإن البنك يتطلع للشراكة مع مصر للمساهمة في تحقيق عمية التنمية الشاملة، معتبرًا أنَّ نجاح مصر سيعد باعثًا للثقة والأمل في المنطقة وعاملاً أساسيًّا لنجاح جهود البنك فيها.