أزمة كبيرة تشهدها تل أبيب هذه الأيام بين الجيش الإسرائيلي والمنظومة الدينية هناك وزعمائها من كبار الحاخامات. الأزمة بدأت بسبب إعلان رئيس هيئة أركان الجيش جادي ايزنكوت، نيته تقليل نشاطات وأعمال وصلاحيات الحاخامية العسكرية بالجيش، وهي الجهة المسؤولة عن تقديم خدمات دينية للجنود بما فيهم غير اليهود منهم، كما تقوم بالاعتناء والاهتمام بالعائلات التي فقدت ذويها في الحروب والمعارك، ويترأس هذه الجهة ما يطلق عليه الحاخام الرئيسي للجيش الإسرائيلي ويعرف اختصارًا ب"هربتسر". "قرار مؤسف من رئيس الأركان".. بهذه الكلمات بدأ الحاخام العسكري السابق، العميد احتياط أفيحاي رونتسيكي، تصريحاته الهجومية للقناة السابعة العبرية ضد نية التقليص، مضيفًا "إننا نرى مئات الإسرائيليين الذي لم يحظوا بمعرفة اليهودية ويبحثون عن الروحانيات في البوذية والهندوسية، ومن بين هؤلاء ضباط بالجيش الإسرائيلي". وأضاف "كل هذا يحدث بدلًا من أن يعززوا قوة العقيدة اليهودية في الجيش الإسرائيلي، يتخلون عن جنودنا، بدلًا من أن يهتموا بالهوية اليهودية، من نحن وماذا نفعل هنا، ولمن انتماؤنا"، مشيرًا إلى أنه "بدلًا من ذلك يأتي الشباب إلى إسرائيل ويعتنقون البوذية، هناك الكثير من الجنود الذين حاربوا في المعركة الأخيرة بقطاع غزة، عملية الجرف الصامد، هؤلاء يتعاطون المخدرات الآن، ويرون في هذا التعاطي دواءا لما شاهدوه في الماضي، هؤلاء لا يعرفون أن الهوية اليهودية تتطلب تقوية الروابط مع التوراة". وطالب الحاخام العسكري السابق وزير الدفاع الإسرائيلي بالتدخل فورا إزاء نية رئيس الأركان، مضيفا "ماذا يريدون، هي يريدون أن تكون الحاخامية العسكرية مجرد كيان يزود الأخرين بالخدمات الدينية ويتخلى عن مسؤولية تعليم وإرشاد الجنود ويترك هذه المسؤولية لأخرين لا نعرف أين تعلموا أو درسوا، كيف سيعلم هؤلاء أبناءنا كيف يقاتلون في المعارك". من جانبها قالت القناة السابعة الإسرائيلية إنه في إطار الأزمة بين الحاخاماية العسكرية وبين الجيش الإسرائيلي، شن مجموعة من أعضاء الكنيست من اليسار هجومًا على حاخامات الجيش واصفين إياهم بأنهم وسعوا من صلاحياتهم في الفترة الماضية، حتى في مجالات ليس لها علاقة بمهمتهم ودورهم.