قال الرئيس الألماني، يواكيم جاوك، اليوم الأربعاء، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى برلين تاريخية، وتأتي أيضًا في لحظة تاريخية، منوهًا إلى أن بلاده انتظرت هذه الزيارة لتستمع إلى الرؤية المصرية إزاء العديد من القضايا. وأكد جاوك، خلال اللقاء الذي جمه بالسيسي، أن مصر تلعب دورًا محوريًا في منطقة الشرق الأوسط، معربًا عن تطلع بلاده لأن تكون شريكًا لمصر في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، فضلًا عن مكافحة الإرهاب وعودة الدول التي تعاني من ويلاته. وأشار إلى أن بلاده تقدر جسامة المهمة التي يضطلع بها السيسي، سواء لتحقيق التقدم الاقتصادي وتلبية متطلبات المواطنين في كافة مجالات الحياة الأساسية، فضلًا عن قيادته لعملية التحول الديمقراطي في مصر. وفي حين، أبدى السيسي عن سعادته بزيارة برلين للمرة الأولى، لافتًا إلى أن التجربة الألمانية تعد نموذجًا جديرًا بالاحترام والدراسة؛ للاقتداء بما يتميز به الشعب الألماني من جدية والتزام وتفانٍ في العمل، ومبديًا إعجاب الشعب المصري بما حققته ألمانيا من نهضة صناعية وطفرة اقتصادية أضحت مثار إعجاب العالم بأسره. وحول قرارات الإعدام الصادرة مؤخرًا في مصر، لفت السيسي إلى ضرورة احترام أحكام القضاء المصري، وعدم التدخل فيها أو التعقيب عليها، لاسيما وأن الدولة تسعى إلى إرساء دعائم دولة القانون والمؤسسات، مبيّنًا أنه يتعين التفريق بين قرارات إحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة المفتي، والتي لا تعد أحكامًا، وإنما تستهدف استطلاع الرأي الشرعي من الناحية الدينية في العقوبة، فضلًا عن أن أحكام الجنايات بوجه عام، ومن بينها أحكام الإعدام، يتم الطعن عليها أمام محكمة النقض، علاوة على أن كافة هذه المحاكمات ليست استثنائية وتتم في المحاكم الطبيعية. وتابع: "أن أحكام الإعدام التي وصفها البعض بأنها جماعية، صدر أغلبها غيابيًا، وتسقط بمجرد مثول المتهمين أمام المحكمة، وتعاد محاكمتهم مرة أخرى، كما يتم الطعن عليها من قبل النيابة العامة، حتى لو لم يتم الطعن عليها من المتهمين ذاتهم". وشكر الرئيس الألماني السيسي على هذا الإيضاح، داعيًا إلى إقامة حوار بين القانونيين في البلدين لمزيد من الإيضاح وتبادل الرؤى حول الأنظمة القضائية في البلدين. وأفاد السيسي بأن من يتم إلقاء القبض عليهم من بعض الشباب، فإنما يعاقبون على قيامهم بإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وارتكاب جرائم العنف تحت ستار التظاهر، مشددًا على أن قانون تنظيم التظاهر لا يمنع التظاهر، وإنما ينظمه للالتزام بقواعد السلمية الضرورية لإقرار النظام والأمن، وتوفير المناخ الملائم للسياحة وجذب الاستثمار، وأنه لا يتعين التغاضي في هذه المرحلة عن حاجة الاقتصاد المصري إلى تعظيم الاستفادة من كافة الموارد المتاحة، ولاسيما من القطاعات الحيوية، ومن ثم فإن مصر بحاجة إلى دعم أصدقائها وشركائها في هذا الصدد. وتناول السيسي دور مصر في تصويب الخطاب الديني، في مواجهة الأفكار المغلوطة التي قد تجتذب البعض، وخاصة من الشباب، منوهًا بدور الأزهر الشريف في هذا الشأن؛ لنشر قيم الاعتدال والتسامح، وقبول الآخر، واعتبار التعدد وسيلة لإثراء الحياة الإنسانية، الأمر الذي أعرب الرئيس الألماني عن اهتمام بلاده به وتأييد مصر لتحقيقه. وأوضح جاوك أن هناك العديد من مجالات التعاون التي يمكن تعزيزها بين البلدين، وفي مقدمتها مجالات الطاقة والتدريب المهني، وقد رحب السيسي بالأمر، وأكد اهتمام مصر بدعم قدراتها في هذين القطاعين الحيويين، كما تطرق اللقاء إلى تطورات بعض الأوضاع الإقليمية، لاسيما فيما يتعلق بسبل دفع جهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والأزمة في ليبيا.