كثرت تصريحات المسؤولين تجاه قرية مرجانة السياحية في مدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، لكن الأهالي وجدوها سرابًا على أرض الواقع. وتعد مرجانة أهم القرى وأشهرها على مستوى المدينة، بسبب موقعها المتميز على النيل مباشرة، إلا أن بنيتها التحتية للشاليهات والمحلات شهدت إهمالا كبيرا حتى تحولت إلى خرابات تسكنها أوكار الأشباح، مما أفقدها موردا سياحيا مهما بعد عزوف الأهالي عن زيارة حدائقها والمبيت في الشاليهات. وللقرية مأساة على مدار 4 عهود لمحافظين جلسوا على كرسي المنصب، ففى عهد المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية عام 2010، قررت المحافظة فسخ التعاقد من رجل الأعمال "سامى حجارى" الذي أعاد إنشاء القرية قبل انتهاء المدة المحددة له بحوالى 7 سنوات، وكشفت وقتها عن السبب بأنه أخل بشروط التعاقد فيما يخص بند حق الانتفاع وهو من الشروط المتضمنة فى وثيقة تعاقد الحكومة مع المستثمرين، ومنذ هذا التاريخ سقطت المدينة من حسابات المسؤولين بشكل غير مسبوق وتركوها بلا أي تطوير أو تحديث حتى تحولت المنطقة إلى ما يشبه بالأحراش والغابات. وردد "محافظ الثورة" الدكتور عادل زايد، فى تصريحاته حينئذ، أن مجلس الوزراء أعطى المحافظة مهلة لتطوير قرية مرجانة، وإسناد هذا الأمر لشركة المقاولون العرب وعمل تصور كامل للقرية حتى تصبح من أهم قرى السياحة الداخلية في مصر، بالإضافة إلى تطوير المدينة تطويرا شاملا، لكن هذا الكلام لم يخرج عن إطار التصريحات. وجاء عهد المحافظ الإخواني الدكتور حسام أبو بكر، والذي لم يمض فى منصبه سوى بضعة أسابيع، أعلن فيها رئيس الوزراء حينها هشام قنديل، بأنه سيبدأ أولى خطوات تطوير مدينة القناطر السياحية وذلك بتطوير قرية مرجانة السياحية كنواة لتنمية المدينة بأكملها بالاضافة إلى تسيير خط ملاحى جديد لنقل المواطنين والمسافرين من المدينة إلى القاهرة عن طريق الأتوبيس النهرى لحل مشكلة الاختناق المرورى بين محافظاتالقاهرة الكبرى. بل وأعلن قنديل فى ذلك الوقت عن رصد ميزانية مفتوحة لتطوير مدينة القناطر بعد دراسة كافة المقترحات المقدمة لوضعها على خريطة السياحة العالمية، لكن ثورة 30 يونيو، كانت لهم بالمرصاد فأطاحت بكل ما سبق من تصريحات. وفى عهد المحافظ الحالي المهندس محمد عبد الظاهر، كثر الحديث منذ توليه المنصب عن طرح 3 مشروعات سياحية جديدة للاستثمار العالمى بالقناطر الخيرية بقيمة 250 مليون جنيه، أمام المستثمرين بالداخل والخارج بنظام حق الانتفاع لمدة 25 سنة، مؤكدا أن على رأس هذه المشروعات طرح شاليهات قرية مرجانة أمام المستثمرين الراغبين في إعادة تأهيلها وإنشائها من جديد استغلالا لموقعها الفريد على النيل، لكنه حتى الآن لم يتم تنفيذ التصريحات على أرض الواقع. يقول أحد العاملين بالقرية، إن مرجانة كانت مقصدا سياحيا لكثير من رجال الأعمال الأجانب، يأتون للإقامة بها فى خلال فترة تواجدهم فى مصر، قبل أن تصل إلى هذا الوضع المزري، مضيفا أنها الآن عبارة عن مكان اأبه بالمقبرة حتى المصريين لا يأتون إليها سوى فى الأعياد والمناسبات، والعاملون بها يجلسون دون عمل ينتظرون الفرج. ويضيف سائق "توك توك" بالقرية يدعى محمد، "أعمل داخل المدينة وقليلا ما أجد زبونا يريد الذهاب إلى مرجانة، إلا فى الأعياد وشم النسيم أو لما بيبقى المحافظ هنا فى الاستراحة أو بصبحة مسؤول"، مشيرا إلى أن أصبحت حاليا مهجورة وخرابة. من جانبه عبر الحاج عبد المنعم أحد أهالي القرية، عن توقف العمل بالقرية بعد هجر السياح لها: أصحاب الحناطير والدراجات والموتوسكلات والعوامات والبواخر هيشتغلوا إيه ؟ متابعا "دي مهنتهم توارثوها عن آبائهم ولا يستطيعون العمل بأي وظيفة أخرى"، ووجه رسالة استغاثة إلى الدولة قائلا: "إلحقونا". من جانبه قال السكرتير العام للمحافظة اللواء السعيد عبد المعطي فى تصريحات خاصة ل"التحرير"، إنه يجري خلال الفترة الحالية إعداد كراسة الشروط الخاصة بطرح ثلاث مشروعات سياحية جديدة بمدينة القناطر الخيرية، وفي مقدمتها طرح شاليهات قرية مرجانة السياحية أمام المستثمرين الراغبين في إعادة تأهيلها وإنشائها من جديد، استغلالا لموقعها الفريد على النيل وسط المباني الأثرية.