وضعت مصارف أمريكية في موقف حرج للغاية في الولاياتالمتحدة، حيث تكثّف السلطات تحقيقاتها في عمليات توظيف «أبناء و بنات» شخصيات صينية، وفقاً لمصادر قريبة من الملف. ووجهت شرطة البورصة في الأشهر الأخيرة وفقاً لمصادر مصرفية، «طلبات معلومات إلى جولدمان ساكس ويو أس بي ومورجان ستانلي و «كريدي سويس ودويتشيه بنك وسيتي غروب، في شأن عشرات من عمليات التوظيف». وأشارت مصادر قريبة من الملف، إلى أن «بنك جي بي مورجان» تلقى استدعاء تطلب فيه شرطة البورصة تزويدها بالاتصالات المرتبطة ب 30 مسؤولاً صينياً كبيراً، بينهم وانج كيشان أحد رموز حملة مكافحة الفساد في الصين». وطلبت شرطة البورصة من المصرف تزويدها بلائحة أسماء المسؤولين في الوكالات الحكومية الصينية، الذين قد يكونون رشحوا لهم موظفين، ومن بين هذه الوكالات اللجنة المكلفة مراقبة الأملاك العامة وناظم المصارف الصينية. وتشتبه السلطات الأمريكية بقيام هذه البنوك مطلع عام 2000 بتوظيف «أولياء عهود» صينيين، على أمل الحصول على عقود أو تأمين العلاقات اللازمة لازدهار نشاطها في السوق الصينية. وأوضحت مصادر، أن «جي بي مورجان» كان يملك برنامج توظيف أطلق عليه «أبناء وبنات المسؤولين» بين عامي 2006 و2013، وأكد المصرف النيويوركي أنه «في صدد الرد والتعاون في التحقيقات». وما أثار استغراب هيئات تنظيم المصارف الأمريكية التي تملك المراسلات الإلكترونية المتبادلة بين موظفي «جي بي مورجان» في شأن توظيف جاو جيو نجل وزير التجارة الصيني عام 2007، على رغم وصفه ب «أسوأ مرشح»، وفق المصادر. وتملك وزارة التجارة وهي ليست من زبائن «جي بي مورجان»، سلطة السماح أو عدم السماح بدمج الشركات. ووظف «كريدي سويس» بين عامي 1999 و2001 وان روشون تحت اسم «ليلي وان»، وهي ابنة رئيس الوزراء السابق وان جياباو، كما دفع لها باعتبارها موظفة في شركتها «فولمارك كونسيلتنتس ليميتد»، وفق المصادر. ووظف «جي بي مورجان» وان روشون كمستشارة. فيما استخدم «جولدمان ساكس» جيانج زيشينج حفيد الرئيس السابق جيانج زيمين. وعمل تانج جياونينج نجل رئيس الشركة المالية الصينية «آربايت» لدى «جي بي مورجان» و «سيتي جروب» و «جولدمان ساكس». وأعلن مصرف «يو أس بي» في توضيح إلى وكالة «فرانس برس»، التعاون مع شرطة البورصة، في حين فضلت «دويتشيه بنك» و «كريدي سويس» و «جولدمان ساكس» و «مورجان ستانلي» و «سيتي جروب» عدم التعليق. لكن أشارت في تقارير لنشاطاتها الأخيرة، إلى خضوعها «لتحقيق من هيئات تنظيم المصارف الأمريكية حول عمليات توظيف في الصين» وهي تتعاون معها. وأوضحت مصادر مصرفية أن تحرك هيئات تنظيم المصارف، دفع إلى تفحص رسائل إلكترونية حول عشرات عمليات التوظيف والتدريب في الصين، وفقاً للمصادر. وغادر بين ثلاثة وأربعة مسؤولين كبار «جي بي مورجان»، بينهم فانج فانج الذي كان نائب رئيس «بنك الاستثمار لآسيا» ويُعتبر الواسطة بين الحزب الشيوعي الصيني والكبار في «وول ستريت». وتحقق شرطة البورصة ووزارة العدل والبنك المركزي في إطار قانون مكافحة الفساد "قانون مكافحة ممارسات الفساد الأجنبية"، الذي يمنع الشركات الأمريكية والعاملة في الولاياتالمتحدة من الحصول على امتيازات في مقابل خدمات. وأوضح رئيس «مورجان ستانلي» جيمس جورمان في تصريح إلى قناة «سي أن بي سي»، أن «المسألة تكمن في معرفة ما إذا كان هؤلاء الأبناء يملكون الكفاءة لممارسة المسؤوليات المسندة إليهم»، ودرست غالبية هؤلاء «الأبناء والبنات» "لمسؤولين صينيين" في جامعات أمريكية كبيرة وتحديداً جامعة هارفرد الشهيرة. وقال المدعي السابق المكلف قضايا الفساد جاكوب فرنكل، «لن يكون معقولاً اعتبار توظيف «الأبناء والبنات» من قبيل الفساد، في حال كانوا يملكون الكفاءة».