كتب- محمد علاء ومحمود عاطف ومحمود سعيد وأحمد محمود: أطلق حزب المحافظين، مبادرة لتشكيل قائمة وطنية موحدة، استجابة لدعوة الرئيس السيسى، التى وجهها فى أثناء لقائه الأحزاب، وطالب خلالها تدشين قائمة انتخابية تضم كل الأحزاب، وتعبر عن نموذج أصيل للاصطفاف الوطنى، إلا أن الأحزاب اختلفت فى ما بينها حول هذه المبادرة، حيث أكد البعض أن المبادرة غير قابلة للتطبيق، بينما اعتبرها البعض الآخر أنها محاولة للمّ الشمل. الدكتور بشرى شلش، أمين عام تنظيم حزب المحافظين، أوضح أن الحزب يدعو جميع الأحزاب للمشاركة فى المبادرة الثانية للجمعية العمومية، والخاصة بتدشين «القائمة الوطنية الموحدة»، سواء الأحزاب التى شاركت أو التى لم تشارك فى المبادرة الأولى، من أجل أن يصطفوا جميعا اصطفافا وطنيا، يعلى المصلحة العليا للوطن. من جانبه، قال المستشار بهاء أبو شقة، سكرتير عام حزب الوفد ل«التحرير»، إن «الوفد» يرحب بهذه المبادرة الطيبة التى ستؤدى إلى تشكيل برلمان توافقى على قدر المسؤولية فى التشريع والرقابة، مؤكدًا سعى الأحزاب للتوحد فى تكتل انتخابى ناجم عن خطورة المرشحين المستقلين، لأنه ليس لهم برنامج أو توجه واضح على عكس الأحزاب. فى المقابل، علق مدحت الزاهد نائب رئيس حزب التحالف الشعبى، على مبادرة حزب المحافظين، قائلا: «اقتراح تدشين قائمة موحدة غير قابل للتطبيق، وسبق اقتراح الرئيس عدة تجارب فاشلة مثل قائمة عمرو موسى، وكمال الجنزورى»، وتابع: «حتى قائمة فى حب مصر لم تستطع أن تجمع كل الأطياف فى قوائمها». الزاهد أضاف ل«التحرير» أن فكرة القائمة الموحدة غير واقعية بالمرة، فلكل حزب رؤى مختلفة عن الآخر لمعالجة القضايا، موضحا أن اقتراح الرئيس حول القائمة الموحدة جاء من منطلق «القلق على الوضع الأمنى، ولتفادى الانقسامات المتوقعة فى البرلمان». بدوره، قال محمد بسيونى أمين عام حزب الكرامة، إن هناك صعوبة بالغة فى وجود قائمة موحدة تجمع الأحزاب معا، مضيفا أنه من الأفضل أن يكون هناك أكثر من قائمة تضم أحزابا متوافقة فى الرؤى ويكون لديها برنامج مشترك، مؤكدا أن كل هذا يعتمد على قانون الانتخابات، والحزب سينتظر معرفة هل سيتم الأخذ بالتعديلات التى تقدمت بها الأحزاب إلى الرئيس والعودة إلى القائمة النسبية، أم سيظل على القائمة المطلقة، مضيفا أن الصورة ليست واضحة حتى الآن، مشيرا إلى أن المكتب السياسى للحزب سيناقش الأمر مطلع الأسبوع للوقوف على قرار ما. ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل والقيادى بائتلاف الجبهة المصرية، قال: «سبق أن دعونا الأحزاب بعد لقاء الرئيس السيسى مباشرة لتشكيل قائمة انتخابية موحدة، وندعو حزب المحافظين للانضمام إلينا»، وتابع: «سنناقش آلية تشكيل هذه القائمة الانتخابية الموحدة فى اجتماع ائتلاف الجبهة الأحد المقبل». وأضاف الشهابى أن دعوة الرئيس للتوحد هدفها الاصطفاف الوطنى، ونبذ الفرقة والانفصال، وإعلاءً للمصلحة الوطنية، خصوصا فى المرحلة الفارقة التى تمر بها مصر، مستدركًا أن «هذا لا يعنى تدخلا فى العملية الانتخابية، وإنما الهدف منها التوحد فقط». وعن إمكانية التحالف مع حزب النور، رغم اختلاف الأيديولوجية التى ينتمى إليها، أوضح الشهابى أن القائمة الموحدة تعتبر تحالفا انتخابيا، نافيًا أن تكون تحالفا سياسيا، وذلك لضم كل الكفاءات القادرة لقيادة البرلمان المقبل، ليستطيع أداء مهامه الرقابية والتشريعية. فى المقابل، قال شعبان عبد العليم مساعد رئيس حزب النور، إن الحزب يرحب بدعوة الرئيس «بالاندماج فى قائمة انتخابية موحدة»، مستدركا أن الحزب قوائمه الانتخابية مكتملة، ولكن يريد الاستجابة لدعوة الرئيس للمّ الشمل ووحدة الصف. عبد العليم أضاف فى تصريحات ل«التحرير» أن تشكيل قائمة موحدة ليس صعبا على الأحزاب، على الرغم من الاختلاف فى الأيديولوجيات بينها، إذا كان لديهم رغبة فى التوحد، ويريدون مصلحة الوطن، وليس مصالحهم الشخصية، مستنكرا تصريحات بعض رؤساء الأحزاب حول رفضهم وجود «النور» داخل القائمة الانتخابية الموحدة، قائلا: «يريدون إقصاء الحزب من المشهد السياسى، ويتصرفون مثلما كانت تفعل جماعة الإخوان معهم فى أثناء حكمها للبلاد، وكانوا يشتكون من ذلك». وأكد عبد العليم، أن الرئيس السيسى يرى وجود الحزب «شرعيا» طبقا للدستور والقانون، وله شعبيته على الأرض، لذلك شدد على وجوده داخل القائمة الانتخابية ورددها ثلاث مرات خلال اجتماعه مع الأحزاب، مشيرا إلى أن الحزب يريد التعاون معهم، وتنفيذ وصية الرئيس، وللأحزاب حرية أن تقبل أو ترفض، مختتما بأن الأحزاب التى تهاجمنا ليست لها شعبية فى الشارع المصرى، ولا تمتلك إلا ترديد الشعارات فقط وأغلبها «دكاكين سياسة».