باختيارات دقيقة، وخطوات متأنية، استطاعت النجمة غادة عادل أن تجد لنفسها مكانا وسط جيلها من الفنانات، ولأنها تدرك انتهاء ظاهرة النجم الأوحد، والبطل المطلق للعمل الفنى، باتت تفضل البطولات الجماعية، وعبر أعمال غير تقليدية، مما يفسر قبولها المشاركة فى مسلسل «العهد» الذى سيتم عرضه خلال شهر رمضان. ■ نريد التعرف منك على ظروف مشاركتكِ فى «العهد». فخورة بوجودى مع هذه الكوكبة المتميزة من الممثلين الموهوبين، وتحت قيادة مخرج متمكن من أدواته هو خالد مرعى الذى تابعت أعماله فى السينما، وحلمت بالتعاون معه، ونص مختلف يحلق بعيدا عن التقليدى والمعتاد، وإنتاج يوفر كل ما يحتاجه العمل، وهو ما جعلنى أتحمس لخوض التجربة، بل أعتبر نفسى محظوظة بوجودى فى «العهد»، لأنه مسلسل غير تقليدى، منحنى طاقة لأقدم أداء جيدا. ■ ما الشخصية التى تجسدينها؟ وما الذى جذبك إليها؟ أقوم بدور «سحر»، التى تحاول الصمود كثيرا بوجه الشر، وهى تمر بمراحل كثيرة فى حياتها أو بالأحرى شخصيتها لها جزء آخر سيكون بمثابة مفاجأة للجمهور، وعموما هى شخصية جديدة علىّ ومليئة بالمشاعر والأحاسيس المتنوعة التى لم يسبق لى تقديمها من قبل. ■ هل يعنى هذا أن سحر هى رمز الخير بالمسلسل؟ يصعب تصنيفها كذلك، لأنه لا يوجد خير أو شر مطلق، خصوصا أنها تتأثر بالظروف المحيطة بها، ونراها تعيش صراعات داخلية بين الخير والشر. المؤكد أن المشاهد عندما سيتابعها سيجدها إنسانا حقيقيا من لحم ودم. ■ علمنا أنك تجسدين شخصية رجل وامرأة فى هذا العمل، فهل وجدتِ صعوبة فى التنقل بين مشاعرهما؟ بالتأكيد التنقل بين مشاعر وأحاسيس وأداء رجل هو بالأساس امرأة مسألة ليس أمرا سهلا، وشكل ضغطا علىّ، وزاد منه التنقل بين ملابس كلتا الشخصيتين. ■ هل يعنى هذا أن الملابس المرتبطة بحقبة زمنية كانت سببا إضافيا فى تعميق الدراما؟ بالعكس سبق وارتديت ملابس تاريخية فى الجزء الأول من «سرايا عابدين»، واستمتعت كثيرا بالحالة التى أكون عليها بعد ارتدائى هذه الملابس، لأنها تساعدنى فى الدخول فى عالمها، ولكن فى «العهد» لا أرتدى فقط ملابس أنثى، وإنما رجل أيضا، حيث تنقسم مشاهدى بين أنثى هى «سحر»، ورجل آخر. ■ هل يمكن القول إن «سرايا عابدين» شجعكِ على قبول «العهد»؟ هذا صحيح، فرغم أننى قبل «سرايا عابدين» لم أكن أتوقع مشاركتى فى دراما تاريخية أو أننى سأحب أجواءها، إلا أنه وبعد قيامى ببطولته سعدت جدا بهذه التجربة، بل نشأت داخلى رغبة فى تقديم عمل تاريخى، لكننى فى «العهد» لست أميرة فى القصر، وإنما كبيرة كفر القلعة. ■ ألا تتخوفين من انصراف المشاهد عن متابعته بسبب أحداثه الأسطورية؟ الموضوع فقط هو الذى يحدد ما إذا كان المشاهد سينجذب إلى أى عمل أم لا، وكذلك كيفية كتابته، و«العهد» من وجهة نظرى أحداثه حقيقية، ونجدها متكررة فى الوقت الراهن، وشخصياته موجودة أيضا بيننا. ■ تردد أن «العهد» هو مزيج بين الواقع والخيال فكيف يمكن للواقعية أن تُقدَّم عبر مسلسل أسطورى؟ الواقع الذى نعيشه مؤخرا أفرز شخصيات «شريرة بزيادة»، بل إننا أصبحنا نشاهد «شرا غريبا» غير متوقع ومن أناس مقربين منا جدا، وهو ما نشاهده فى هذا المسلسل، مما يجعلنى أعتبر «العهد» مسلسلا واقعيا 100%، رغم كونه أسطوريا فى أحداثه، أو بمعنى آخر هو مسلسل خيالى على أرض الواقع، وذلك رغم ملابسه الملائمة للفترة الزمنية غير المحددة التى تدور بها أحداثه. ■ وماذا عن أول لقاء فنى جمع بينك وبين آسر ياسين؟ هو إنسان أكثر من رائع، وممثل موهوب ومتواضع، والأحداث تجمع بيننا بطريقة غريبة لنقدم مشاهد قوية تمثيليا، فشخصية الرجل الذى أجسده هو «مهيب» وهى شخصية آسر فى العمل، وذلك بسبب موقف معين أتعرض له، ولا أريد الكشف عنه حتى لا أحرق الأحداث، بينما يظل آسر يبحث طوال الحلقات عن الشخص الذى يتقمصه، ويجهل كونه أنه هذا الشخص، لأننى أقابله بهيئة أخرى. ■ وكيف كانت كواليس التصوير؟ ممتعة، فما إن ينتهى أى ممثل من تقديم مشاهده حتى يجلس ليتابع أداء باقى زملائه، وبسبب هذه الأجواء المرحة قلت لمنتج العمل طارق الجناينى: «لقد اخترت توليفة لايقة مع بعضها»، ولعل هذا ما سهّل علينا تقديم شخصياتنا الصعبة. ■ وكيف تجدين البطولة الجماعية خصوصا مع نجوم «العهد»؟ التجارب أثبتت أن البطولات الجماعية هى الأفضل حتى لنا كممثلين، خصوصا إذا كان الممثل الذى يقف أمامك موهوبا ويقدم دوره بشكل جيد، مما يمنحك طاقة وقوة تدفعانك إلى الاجتهاد فى أداء دورك، وعلى الجانب الآخر أعلن المشاهد انحيازه إلى البطولات الجماعية وتابعها أكثر من متابعته عملا يقوم ببطولته ممثل واحد، الذى أعتبره عن نفسى، وكمشاهدة، موضة وانتهت، ومن الأمور العظيمة فى هذا المسلسل أن أيا من المشاركين فيه لا يستطيع التحدث عن دوره وحده فقط، لأنه عمل جماعى مرتبط ببعضه والشخصيات أيضا كذلك، فمثلا عندما أتحدث عن شخصية «سحر» التى أقدمها قد يظنها البعض أنها عادية، لكن عندما يتابع تفاعلها مع الشخصيات فى المسلسل سيشعر أنها ليست كذلك، باختصار «العهد» عمل يُشاهد ولا يُحكى عنه.