صوّت برلمان مدغشقر بغالبية ساحقة لعزل الرئيس هيري راجاو مابيانينا لاتهامه بانتهاكات دستورية وعدم الكفاءة العامة، وذلك بعد أقل من 18 شهرا على انتخابه. وأيّد القرار 121 نائبا برلمانيا من أصل 151، مقابل أربعة عارضوه، بينما لم يُصوّت 26 منهم. أول أمس الثلاثاء، علما بأن الغالبية المطلوبة لإقالة الرئيس محددة بالثلثين. وقال رئيس المجلس الوطني (البرلمان) جان ماكس راكوتومامونجي بعد فرز الأصوات "نعلن رسميا أن إحالة طلب الإقالة إلى المحكمة العليا الدستورية قبلت من الجميع". كما لقي إعلان نتائج التصويت تصفيقا حادا داخل المجلس وسط هتاف "نقول لك وداعا". ومن جانب آخر، قالت النائبة ليديا راهاريمالالا التي رفضت التصويت إن "الأمر ليس عاديا وحدث تزوير" مشيرة إلى أنه لم يكن هناك سوى سبعين مقترعا، وأضافت "سنكشف كل ذلك للمحكمة الدستورية العليا" حيث يُتوقع أن تبت المحكمة الدستورية لاحقا في دستورية القرار. وكان 115 نائبا من أصل 151 قد وقعوا على عريضة تطالب بتنحية الرئيس، وتم إدراجها على أعمال المجلس مع نهاية الأسبوع الماضي. وكان مابيانينا قد انتخب عام 2014 رئيسا لإخراج البلاد من أزمة سياسية واقتصادية غرقت فيها منذ الإطاحة ب مارك رافالومانانا على يد أندريه راجولينا عام 2009، حيث دعم الأخير مابيانينا بالانتخابات وساعده على النجاح ضد جان لوي، لكن راجولينا وجان لوي وحّدا جهودهما لاحقا بالبرلمان للتصويت على إقالته. ومن جانبه ندد الرئيس، هري راجاوناريممبيانينا، أمس الأربعاء، بالإجراءات التي اعتمدها برلمان بلاده ضده. وقال راجاوناريمامبيانينا، في خطاب توجه به إلى الشعب من القصر الرئاسي في أنتاناناريفو العاصمة، بحضور وسائل الإعلام: "ما حدث في البرلمان يطرح عدة تساؤلات.. هل تم احترام الشفافية؟ وهل تم احترام الإجراءات؟". وأضاف: "لقد وردتني تقارير بشأن وجود فساد أؤكد لكم أيها الشعب وجود أمور غير واضحة"، وفي رد فعل على الاتهامات التي وجهت إليه من قبل النواب، قال: "لطالما أجبرت نفسي على احترام القانون". وأردف: "من حق النواب اتهام الرئيس في إطار احترام القانون، ولكن لا حق لهم في عزله، يمكن للرئيس أن يحل المجلس الوطني في أي حين، ولكن مدغشقر اليوم في حاجة إلى التهدئة". وفي وقت سابق، قال راجاوناريممبيانينا، في تغريدة على الحساب الرسمي للرئاسة على موقع "تويتر"، إنّ النواب الذين صوتوا، لعزله من مهامه، إنّما يسعون لخدمة "مصالحهم الشخصية"، على حساب مصلحة البلاد.