كتب - محمود حسام بدأت الحكومة العراقية بارسال الميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران إلى مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، التي سقطت يوم الأحد بأيدي مسلحي تنظيم داعش، لتكون بمثابة أكبر جائزة يحصل عليها التنظيم، منذ بدأ التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة بشن حملة جوية ضد التقرير في سورياوالعراق قبل نحو 7 أشهر. وتقول منظمة الهجرة الدولية إن نحو 8 آلاف شخص قد نزحوا من الرمادي في اليومين الأخيرين. وقال علي السراي عضو الجناح الإعلامي لقوات الحشد الشعبي، المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي الشيعية لوكالة رويترز، إنهم تلقوا تعليمات بالتعبئة لكن لا يمكن الإفصاح عن توقيت الانتشار ولا ونطاقه لأسباب أمنية. وقال "الآن وبعد استلام الحشد الأمر بالتوجه والتقدم بات من المؤكد مشاركته." وجاء هذا بالتزامن مع وصول وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، اليوم الاثنين، إلى العاصمة العراقيةبغداد لعقد "اجتماع تشاوري"، وهي زيارة يقول المسؤولون العراقيونوالإيرانيون إنها كانت معدة مسبقا، وإنها تصادفت مع استعدادات الحشد الشعبي لتحرير الرمادي. و لعبت مليشيات الحشد الشعبي دورا مهما في تحرير مدينة تكريت من أيدي تنظيم داعش قبل شهرين، ولكن تم سحبها من المدينة بعد ورود تقارير إعلامية ومن منظمات حقوقية دولية عن قيامها بأعمال سلب ونهب واسعة النطاق. وقبل أن يجتاح داعش الرمادي، كانت الحكومة العراقية تخشى من أن يؤدي دخول الميليشيات الشيعية الى المدينة السنية الى مضاعفات طائفية خطيرة. ولكن هروب قوات الجيش والشرطة العراقية من الرمادي بشكل فوضوي بعد ثلاثة أيام من القتال الضاري، أصاب المسؤولين العراقيين بالهلع، بحسب ما يقول مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في العراق. وتقول تقارير إن القوات العراقية فرت عقب تعرضها لسلسلة من الهجمات الانتحارية يوم الأحد الماضي، فقد ضربت 4 هجمات انتحارية متزامنة قوات الشرطة التي كانت تدافع عن منطقة الملعب جنوبي الرمادي. وفي وقت لاحق، قاد 3 انتحاريين آليات مفخخة الى بوابة مقر قيادة عمليات الأنبار العسكرية. وتشير التقديرات لمقتل 500 شخص عندما تخلى الجيش العراقي عن مواقعه في المدينة، وقال مسؤول محلي إن سكان الرمادي يفرون منها "بأعداد كبيرة." وجاء في بيان نسب الى تنظيم "الدولة الاسلامية" أن مسلحيه "طهروا المدينة تماما"، مضيفا أن التنظيم نجح في السيطرة على معسكر الفرقة الثامنة بما فيه من دبابات وقاذفات صواريخ تخلي عنها الجنود الفارون. وقال مصدر مطلع في مكتب محافظ الأنبار إن الرمادي الآن تحت سيطرة التنظيم بشكل تام، وأن كل القوات الحكومية قد انسحبت منها. كما قال ضابط بالجيش العراقي ل"بي بي سي" إن معظم القوات المنسحبة قد تجمعت في معسكر في الخالدية الى الشرق من الرمادي رغم الأمر الذي أصدره رئيس الوزراء حيدر العبادي بالصمود في مواقعها، وإن إن القوات الحكومية كان يعوزها العتاد اللازم لمواجهة هجوم مسلحي داعش. وتقارير هروب الجيش العراقي من الرمادي، أكدها بشكل غير مباشر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، عندما قال في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الكورية الجنوبية سيؤل إن الرمادي كانت هدفا سهلا للمسلحين، وإن كان عبر عن ثقته بهزيمة داعش في الرمادي. ومع هذا، تصر الولاياتالمتحدة على وصف الموقف في الرمادي بأنه "مبهم ومتنازع عليه"، إذ قالت مورين شومان الناطقة باسم وزارة الدفاع الأمريكية "إنه من المبكر جدا إطلاق احكام قطعية حول الموقف هناك (في الرمادي) الآن."