قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال خطاب له لافتتاح عدد من المشروعات الخدمية في مدينة "كرك قلعة"، بمنطقة وسط الأناضول، السبت، إنَّه لا يمكن لأحد أن يبعده عن الميادين، مهما تقدم أحد بشكاوى لرئاسة الهيئة العليا للانتخابات. ونقل الموقع الإليكتروني لصحيفة "حرييت" التركية، اليوم، عن أردوغان قوله، إنَّ "من صلاحيته التحذير وتصحيح الأخطاء، حيث انتهت العهود الماضية ودخلت تركيا مرحلة جديدة". ووجَّه أردوغان، في كلمته أمام حشد جماهيري كبير، انتقادات لاذعة لما أسماه "الكيان الموازي"، وأحزاب المعارضة، زاعمًا أنَّ "الأحزاب تعمل لصالح "الكيان الموازي"، في إشارة إلى حركة الخدمة بزعامة الداعية الإسلامي، فتح الله جولن، وليس من أجل البلاد وخدمة الشعب استعدادًا للانتخابات العامة القادمة المقرر لها 7 يونيو المقبل". وأضاف أردوغان أنَّ "بعض هذه الأحزاب تعهَّدت بإلغاء هيئة الشؤون الدينية، في إشارة لتصريحات الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطية الكردي، صلاح الدين دميرطاش، كما أعلن حزب معارض، في إشارة لحزب الشعب الجمهوري، إغلاق مدارس الأئمة والخطباء، لافتًا إلى أنَّ هؤلاء لا علاقة لهم بالدين ولا بالتدين"، بحسب تعبيره. وتقدَّم حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، وحزب الشعب الجمهوري الكمالي، بشكوى ضد أردوغان لرئاسة هيئة الانتخابات العليا، إضافةً لمؤسسة الرقابة على الإذاعة والتليفزيون، وخاصة بعد نقل هيئة الإذاعة والتليفزيون التركية "تي.آر.تي" الرسمية 12 خطابًا للرئيس أردوغان، على الهواء دون انقطاع، وهذه الخطابات انحاز فيها الرئيس لصالح حزبه الحاكم مقابل نقل مقتطفات من خطابات رؤساء أحزاب المعارضة. وتضمَّنت الشكوى وقائع مشاركة رئيس الجمهورية فعليًا في الحملة الانتخابية، ودفاعه عن حزبه، فضلاً عن انتقاداته وتهجمه اللاذع على أحزاب المعارضة ومطالبته بشكل علني منح الناخبين أصواتهم لحزبه الحاكم، وهو ما يمثل انتهاكًا واضحًا للمادتين الدستوريتين 103 و104 وخلافًا لأحكام قانون الانتخابات رقم 298 رغم أنَّ رئيس الجمهورية أدَّى اليمين الدستورية في ضوء هذه المواد والقوانين. وأكدت عريضة الشكوى أنَّ أردوغان فقد حياديته ويتحيز بشكل واضح لحزبه في خطاباته تحت غطاء افتتاح مشروعات "خيالية" في بعض المدن التركية، ورفع خلال هذه الخطابات نسخة من القرآن الكريم مستغلاً الدين وخداع المواطنين باسم الدين من أجل حماية مصلحة حزبه. من جانبه قال فكري صاغلار، مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، عن مدينة ميرسين بجنوبي تركيا، أنَّ الرئيس التركي يستغل الدين لمصلحته ومصالح حزبه السياسية. ونقلت صحيفة "يورت" اليسارية التركية، اليوم السبت، عن صاغلار، وزير الثقافة الأسبق، قوله في تصريحات خلال اجتماع نظم بمقر الرابطة الشعبية في مدينة "ميونيخ" الألمانية، إنَّ أردوغان في معظم خطاباته يؤكد أنه نشأ مع القرآن الكريم، ولكنه غض الطرف عن المقربين له من المتورطين في قضايا الفساد والرشاوي، واستغل الدين والإسلام لمصلحته ومصالح حزبه السياسية. وقال الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطية الكردي إنه لا يمكن لحزبه أن يتحدث بأسلوب مشابه للأسلوب التحريضي الذي يتبعه رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان.