تتمتع محافظة الوادي الجديد بطبيعة خاصة، حيث تعتمد على مياه الآبار والعيون، لذا تمر المياه على محطات تنقية عالية الجودة، كي تكون صالحة للشرب، وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الحديد والأحماض والمنجنيز والأملاح الزائدة، التي تصيب الإنسان بالفشل الكلوي. إلا أن قرى جنوب الوادي، "القرية الثالثة بقرى الأربعين، والجاجا، وعين دخاخين، والطرفاية، وعين همام، وجورمشين 7"، لا تحتوي على محطات تنقية مياه، ما يضطر الأهالي إلى شرب مياه الري الزراعي المحملة بالسماد الكيماوي والأحماض، وكذلك العديد من الملوثات الصناعية التى يستخدمها الفلاحين لري أراضيهم. أُجبر الأهالي على الشرب من مياه الآبار الزراعية، التي يستخدمها أهالي القرية لري زرعهم، إلا أنهم يشتكون من رائحة وطعم ولون مختلف للمياه، وهو ما يفسره محمد محمود، أحد أهالي القرية الثالثة: "مياه الصنابير دائمًا ما يكون لونها أحمر، لعدم وجود محطات تنقية بالقرى لتنقية مياه الشرب، ما يدفعنا لشرب مياه الآبار الزراعية، والتي نستخدمها في الري". وأضاف: "المياه مخلوطة بالسماد الكيماوي وأحماض الفوسفوريك تركيز %80، وأحماض النتريك، وأحماض الكبريتيك التى يتم خلطها جميعًا في حوض التسميد استعدادًا لضخها في خراطيم الري بالغمر". وصدق على الكلام ذاته، منصور زيد، أحد الأهالي: "المياه الصالحة للشرب تبعد عنا حوالي 160 كيلومترًا بين القرية الثالثة وصولًا إلى مركز باريس، فمن المستحيل أن يقوم الأهالي، بقطع تلك المسافة لملء جراكن المياه الصالحة". سم قاتل قال أحد أهالي قرية الجاجا، ويدعى "محمد دياب": "القرية كلها تعتمد على بئر مياه جوفي واحد فقط تم حفره من قبل الحكومة منذ 28 عامًا تقريبًا، وكان المصدر الرئيسي في تلبية احتياجات أهالي القرية وقيام الزارعة وتربية المواشي". وتابع: "منذ حوالى 6 أشهر فوجئنا بعطل حدث بالبئر وتوقفه تمامًا عن العمل، وفشل الفنيون في إصلاحه، وبدأت الذرائع في الظهور إلى السطح وكل جهة تحاول الإلقاء بالمشكلة على غيرها، ما اضطر الأهالي إلى اللجوء للآبار السطحية الخاصة بالزراعة، لشرب كوب مياه، نثق في أنه سيجلب لنا الأمراض".