«60 دقيقة حياة»، «ولاد النهاردة»، «أنا أنثى».. هى عناوين ثلاثة ألبومات طرحتها أصالة، آمال ماهر، زيزى عادل، خلال موسم الربيع، قدمن خلالها مجموعة من الأغنيات بعد اختيارات وتسجيلات مختلفة لأغنيات كثيرة، حتى أصبحن يمثلن الصوت النسائى فى هذا الموسم، والمنافسة بينهن صعبة بين تاريخ أصالة ومحاولاتها للاحتفاظ بمكانتها، واجتهاد آمال ماهر لإثبات نفسها بعيدا عن عباءة أم كلثوم، وعودة المطربة الشابة زيزى عادل إلى الساحة بعد غياب 6 سنوات. المطربات الثلاث قدمن فى ألبوماتهن أغنيات متنوعة بين الاشتياق للحبيب ولومه والبعد عنه والندم على اتخاذ هذا القرار بعد وقت طويل، وتشابه بعضها فى الألحان والتوزيع. «التحرير» تحدثت مع متخصصين استمعوا إلى الألبومات الثلاثة، ويقيمون مميزات ونقاط ضعف كل ألبوم منها. الدكتورة ياسمين فراج، رئيس قسم النقد الموسيقى فى أكاديمية الفنون، قالت إن قصة شعر زيزى والتى تم طبع صور ألبومها بها تتناقض مع عنوانه «أنا أنثى»، مشددة على أنها ملفتة إلى النظر من الوهلة الأولى، وهى تتشبه بالنموذج الذكورى من خلال طريقة تصفيف شعرها، كما لو كانت بقصتها هذه تصرخ «أنا أنثى»، وأضافت: كون أغلب أغنيات الألبوم قام بتوزيعها موسيقى واحد هو محمد شفيق جعل روح الأغنيات واحدة، كذلك تتميز الأغنيات بأنها «لايت»، مع وجود موضوعات جريئة فى عدد منها مثل «سلمتك نفسى» والتى لم يتناول أحد من قبل موضوعها فى أغنيات سابقة، وأيضا «شايلاهالك» التى تعد تجربة جيدة فى حد ذاتها، ففكرة قيام المطرب بتأليف الكلمات وتلحينها هى معتادة فى الغرب، وإن كانت زيزى كملحنة ليست محترفة بالطبع، وإنما أقحمت قدرتها على التلحين فى ألبومها الذى أنتجته، ولكن هذا الإقحام ليس سيئا. رئيس قسم النقد الموسيقى أكدت، أن أصالة فنانة مخضرمة، وتناولها لموضوع الذكريات فى علاقتها بحبيبها فى «خانات الذكريات» مميزا، خصوصا أنها منذ فترة تكرر موضوعاتها، لذا تبين فى ألبومها «60 دقيقة حياة» براعتها فى تقديم أفكار جديدة، يتم استعراضها بصيغة مختلفة، موضحة: «رغم أن موضوع ألم الحب تم تناوله سابقا، فإنها قدمته بشكل جيد فى أغنية (على إيه) مثلًا، أيضا اللوك الذى ظهرت به على غلاف ألبومها مميز بين الأبيض والأسود الذى يتناسب مع موضوع الذكريات، والألوان المبهجة الملائمة لحالة العشق فى (60 دقيقة حياة)». ياسمين أشارت إلى أنه لا يجوز المقارنة بين المطربات الثلاث قائلة: ليس هناك وجه مقارنة بين الثلاث، وإن حدث سيكون هناك ظلم لآمال ماهر، وزيزى لأن أصالة متفوقة عليهما باختياراتها السليمة، بينما لم تفلح آمال فى ذلك لكون صوتها أكفأ وأقوى من اختياراتها، كما أنها لا تنجح إلا فى الأغنيات الوطنية والطربية مثل «فى إيه بينك وبينها»، كذلك اللوك الذى أطلت به على جمهور لا يختلف كثيرًا عن مثيله فى الألبومات السابقة، وفى النهاية تصبح صاحبة اللوك الفازع والمبهر زيزى ثم أصالة وآمال ماهر. بدوره قال أشرف عبد الرحمن، الناقد الموسيقى، إن وجود المطربات الثلاث فى موسم واحد يقوى المنافسة دون قصد منهن، وهو أمر يستحق تشجيعهن عليه، مؤكدا أن أغنيات آمال ماهر بحاجة إلى ألحان أعمق من تلك المقدمة فى ألبومها «ولاد النهاردة»، لذا ينجذب الجمهور إلى الاستماع إليها فى أغنيات أم كلثوم التى تظهر فيها حالة الشجن بشكل أكبر من أغنيات آمال نفسها، لافتا إلى أن أصالة وآمال ماهر تعرفان بالانتماء إلى نفس مدرسة الطرب الغنائى. وأشار إلى وجود بعض الموضوعات المتشابهة فى الألبومين منها الذكريات فقدمت أصالة أغنيتها «خانات الذكريات»، وآمال ماهر أغنية «ذكرياتنا»، مع اختلاف المضمون، كذلك الألحان الحالمة فكلتاهما تبعت السكة ذاتها، منها أغنيات أصالة «بُعدك عنى»، و«على إيه»، وأغنيات آمال «أنا حبيتك»، و«ماهونتش عليا»، وتابع: «تشابه الموضوعات وألحانها يجعل من الصعب على المستمع التمييز كونها تخص آمال أم أصالة، لذا يصبح هذا التشابه فى غير صالح المطربتين، وهو ما سيؤثر على نسبة تذكر الجمهور لأغنياتهما فى المستقبل، خصوصا أنها متشابهة فى الكلمات والألحان». وذكر من الأغنيات المميزة لهما «الورد البلدى»، و«عايشة على اللى فات» لأصالة، مشيرًا إلى أن «60 دقيقة حياة» أغنية عادية، واختيارها لتكون عنوانا للألبوم ليصبح اسما غير تقليدى، كذلك من الأغنيات المميزة لآمال «أنا حبيتك»، و«سكة السلامة»، ويرى الأخيرة تستحق أن تكون الأغنية الرئيسية للألبوم لأن أيمن بهجت قمر أبدع فى كتابتها. وأوضح أن زيزى عادل صوت جيد يحتاج إلى ملحن واع ولديه خبرة ليقدمه إلى الجمهور، ورغم أنها قد تكون قدمت ألبوما متميزا فإنه سيتلاشى بين ألبومى أصالة وآمال ماهر، مشيرا إلى أن أزمتها أنها أطلقت ألبومها وسط اثنين من كبار الأصوات النسائية فى العالم العربى، كذلك تحتاج إلى دعاية كبيرة، خصوصًا أن ألبوماتها السابقة لم تحقق النجاح الهائل، كما كان متوقعًا لها بعد خروجها من برنامج المواهب «ستار أكاديمى». أما الموسيقار حلمى بكر، فأشاد بالمجهود الذى بذلته المطربات الثلاث فى ألبوماتهن، وقدرتهن على تحريك المياه الراكدة، موضحا أنه يتوجب عليهن معرفة المطلوب تقديمه فى الوقت الحالى لجذب الجمهور، بدلًا من وجود أغنيات تشبه بعضها. وذكر أن آمال كان ينقصها اهتمامها بتقديم حملة إعلانية جيدة لألبومها بدلًا من وجود إعلان وحيد يقتص من الأغنيات ليتم تقديمها كل فترة على الشاشات، ونصح أصالة بأن تحذف العند من شخصيتها الغنائية لأنها صنعت حاجزا بينها وبين الناس بظهوره فى أغنياتها حتى الرومانسية منها، مشيرًا إلى نواحى سيكولوجية فى علم النفس تؤثر على حالة المطرب فى أثناء غنائه.