"عيش .. حرية.. عدالة اجتماعية" كانت هذه حناجر ثوار 25 يناير المجيدة عندما خرجت إلى الميادين تطالب بمثلث الثورة، إلا أن يناير الثورة ومتطلباتها باءت جميعها بالفشل، على الرغم من قيام ثورة تصحيح في 30 يونيو التي قالوا وأجمعوا على أنها ستعدّل مسار سابقتها من تحقيق للمطالب، ليأتي الرئيس عبدالفتاح السيسي على سُدّة الحكم ويختار إبراهيم محلب رئيسًا للحكومة التي شكلها محلب على الفور من ثلة وزراء لا همّ لهم إلاّ أن تؤرق الشعب من خلال تصريحات كفيلة بخلق حالة من السخط العام على الحكومة التي وصفها بعض الإعلاميين بأنها فشلت في تحقيق مطالب المصريين. «التحرير» ترصد في هذا التقرير تصريحات 5 وزراء في حكومة المهندس إبراهيم محلب أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب تصريحاتهم ومواقفهم وأدوارهم المكلفين بها والتي أرهقت كاهل المواطنين وأساءت لبعضهم جرّاء ما تلفظوا به من "كلام مسؤول" قد يؤدي لحالة ضيق تجاه السيسي ورئيس حكومته إبراهيم محلب الذي قال في تصريحات سابقة إن مستعد للرحيل عن مجلس الوزراء". 1- وزير العدل.. "والمستشار الملاكي" أثار تصريح المستشار محفوظ صابر، وزير العدل، موجة من السخط العارم في الشارع المصري جراء تصريحه المتلفز الذي قال فيه إن ابن عامل النظافة لا يمكن له أن يُصبح قاضيًا أو يعمل بمجال القضاء، لأن القاضي لا بد أن يكون قد نشأ في وسط بيئي واجتماعي مناسب لهذا العمل»، متابعًا:" ابن عامل النظافة لو أصبح قاضيًا سيتعرض لأزمات مختلفة منها، الاكتئاب، وحينها لن يستمر في المهنة». وبرّر صابر تصريحه بإلتماس العذر لابن عامل النظافة بالقول: «كتّر خير عامل النظافة إنه ربى ابنه وساعده للحصول على شهادة، لكن هناك وظائف أخرى تناسبه فالقضاء لديه شموخ وهيبة مختلفة». الدكتور محمد البرادعي، المدير العام السابق للوکالة الدولية للطاقة الذرية، رد على موقف وزير العدل الأخير بالقول إنه لكل شخص بالتساوي مع الآخرين حق تقلد الوظائف العامة في بلده، مؤكدًا أنه عندما يغيب مفهوم العدالة عن وطن لا يتبقي شيء،مستندًا ومستشهدًا في ذلك بنص الإعلان العالمي لحقوق الانسان. 2 - وزير الكهرباء.. "اقلع يا شعب" وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، المهندس محمد شاكر، قال إنه لم يفتح جهاز التكييف الموجود بمكتبه طوال الصيف الماضي: "صدقني أنا طول الصيف اللي فات لم أفتح التكييف ولا مرة، كنت باشغل المروحة"، مضيفًا في تصريحات تلفزيونية: "اللي عنده تكييف له دخل معين، وشوفي سعر الفاتورة بالنسبة لدخله، وبعدين إحنا شغلنا التكييف من إمتى، أنا والدي توفى ولم يكن عندنا تكييف في البيت". وأضاف : "النور ينقطع في الوزارة مثل كل الأماكن في الجمهورية، وبافتح الشباك شوية، ولما باقعد كنت بقلع الجاكت لما باحس بالحر". تصريحات وزير الكهرباء المتكررة خلقت حالة من الضيق لدى قطاع عريض من المصريين خاصة مع دخول فصل الصيف والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في غالبية محافظات الجمهورية الأمر الذي دفع رئيس مجلس الوزراء للاعتذار للشعب المصري عن رداءة انقطاع الكهرباء بشكل مستمر والتي كان آخرها أول أمس السبت، عقب "ظلام" مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو"، وتوقف البث عن قنوات النيل والأولى والمصرية، وساد السواد شاشاتها لنحو 25 دقيقة، حيث كلف محلب، عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بإحالة المتسببين في انقطاع التيار الكهربائي عن القنوات التليفزيونية ووقف البث إلى النيابة العامة. رئيس الوزراء أجرى مداخلة مع نشرة أخبار التاسعة بالتليفزيون المصري معتذرًا بالقول: «أعتذر للشعب عن انقطاع البث، والواقعة لن تمر مرور الكرام ولن يسمح بتسويد شاشات التليفزيون الرسمي ولو للحظات، نظرًا لكونه أمنًا قوميًا لا يمكن بأي حال من الأحوال التهاون فيه». 3 - وزير الغلاء.. "التّموين سابقًا" في كل فضائية يصرح، مع الشباب والرياضة يكشف، مع الصحف اليومية والأسبوعية يقسم، إلا أن محال البقالة وسوق الخضار فضح وزير التموين الدكتور خالد حنفي، الذي يقول مرارًا وتكرارًا إن القول بغلاء الأسعار أمر مبالغ فيه. الأمر نفسه الذي ينفيه وزير التموين، صرح به مؤخرًا كاشفًا عن كواليس لقاء الرئيس السيسي معه لسؤاله بشأن زيادة وغلاء لأسعار قائلاً: السيسى مهموم، وأن رئيس الجمهورية سأله: ليه الأسعار مرتفعة؟ فأجبت بأن المشكلة في ارتفاع تكلفة معيشة المواطن وليس في السلع نفسها، إضافة إلى انخفاض الدخول، ونحن نحتاج إلى رفع دخل المواطن علشان يقدر يعيش حياة أفضل، وذلك يتطلب إنتاجاً واستثماراً يسهم فى رفع مستوى الدخول». وبصوت وصورة كربونية، خرج حنفي ليقول إن الوزارة تعتمد على خطة قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى للقضاء على ارتفاع أسعار السلع الغذائية، لافتًا إلى أنه خلال اجتماع مع كبار المستثمرين تم الاتفاق على تشكيل أسطول للنقل من أجل نقل السلع من المزارع إلى المناطق اللوجيستية. 4 - وزير الثقافة.. "عندي مشكلة مه التُّخان» كشفت عزة عبد المنعم، أمينة متحف محمود سعيد بالإسكندرية، أن وزير الثقافة عاملها بعنصرية، ساخرًا من وزنها الزائد قائلاً: "أنا بقى عندي مشكلة بخصوص الموظفين "التخان". جاء ذلك خلال تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" قائلة: "لغاية ما أعيش فى بلد أعرف أسترد كرامتى فيها لما أتهان ويتم تعاملى بعنصرية عشان وزنى، من السيد وزير الثقافة شخصيا، فأنا هنشر البوست ده بشكل يومى، رجاءً من كل إنسان تعاطف مع كلامى أو مر بلحظة قهر وعنصرية يعمل شير لكلامى ده، لأنى مش ناوية أتنازل عن حقى حتى لو هافقد وظيفتى.. كرامتى وأنسانيتى أهم". وتابعت عبد المنعم قائلة: "اللى حصل أنه فى يوم الأحد 12 إبريل كنت فى مقر عملى كأمينة متحف بمتحف محمود سعيد بالإسكندرية، وقام السيد الوزير الدكتور عبد الواحد النبوى بزيارة مفاجئة للمكان بدون الإعلان عن شخصيته وسألنى عن المكان ومواعيد العمل ولو فى طلبات أو مشاكل خاصة بينا وجاوبت على الأسئلة.. واتنقل سيادته لاستكمال الجولة". وواصلت حديثها "ولما مر سيادته تانى قررت إنى أكلمه عن مشكلة مهمة جدا تتعلق بأن أى اقتراح أو مشكلة خاصة بالمكان أو بأحد الموظفين لازم تتحل بأن الموظف نفسه يسافر بورقة مرة واتنين وتلاتة للقاهرة عشان المركزية اللى قايم عليها النظام. وسردت حوارها مع الوزير كالآتى: "يافندم فى مشكلة بتواجهنا ف المكان بتعطل أى إجراء، بخصوص المركزية أنا بعت طلب بخصوص علاوة الماجيستير وتعديل الدرجة من شهر 9 اللى فات وضيعوا الورق وبعته تانى ومفيش أى شىء تم يا فندم"، فرد على قائلا: أنا بقى عندى مشكلة بخصوص الموظفين "التخان"، ملتفتاً إلى مديرة المركز قائلاً:" خليها تطلع وتنزل السلم كل يوم عشرين مرة عشان تخس، وبعدين أنا دخلت كان المكتب مقفول لا تكون كانت بتأكل جوا ولا حاجة". وأضافت عبد المنعم أن رد مديرة المركز على حديث الوزير كان: "اوعى تكونى جايبة بطاطس محمرة جوا"، مشيرة إلى أن النقاش كان يصحبه وصلة من الضحك بين الطرفين، على الرغم من كون مديرة المركز "تخينة أيضا"، متسائلة: "معرفش ليه ما اعتبرتش أن ده كلام مهين لها هى كمان.! ". ولفتت عزة، إلى أن استهزاء الوزير منها دفع الموظفين والأمن والأمن الخاص به إلى الضحك، قائلة:"كنت أنا تسلية الناس اللى واقفين كلهم الصراحة". وأضافت رديت على الوزير: "هو الشكل من شروط وظيفتى هنا ؟ محدش قالى يافندم أنا بقالى هنا أكتر من سبع سنين وأنا من أوائل الخريجين وسيادتك دخلت مكتبى ومالقتش أكل واتفضل فتشه بنفسك، وعلى كل الأحوال أنا عندى مشكلة عن الناس اللى بتتعب ومش بتاخد حقها، قالى : آه.. عشان التمانين جنيه يعنى؟، والتفت لموظف جنبه وقاله: خد اسمها". وتابعت: "سيادته شايف أن التمانين جنيه مبلغ هايف ومش مكسوف أن حامل الماجيستير بعد ما بيصرف دم قلبه ودم قلب أهله عليها، الدولة بتديله 80 ج شهريا !! أنا عن نفسى والدى صرف على ماجيستيرى 15 ألف جنيه"، مضيفة ساخرة: "سيادته وهو ماشى ما نساش ينادى عليا من مسافة تقريبا أربعة أمتار أو أكتر ويقولى: عزة.. يلا بقى، لفى فى الجنينة عشان تخسى زى ما اتفقنا". واستكلمت: "لقيت نفسى باقوله بأعلى صوتى: لا أنا مبسوطة بنفسى كده ومش هخس، ياريت سيادتك كمان تكون مبسوط، نفس الضحك تانى وكأنى أراجوز أو مُسخة !