التبرك بمقامات الأولياء والقديسين والتقرب إليهم عادة درج عليها المصريون منذ القدم، ولا يخلو مقام من وجود المريدين وذوي الحاجات الذين يرجون قضاء حاجاتهم. ففي مدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا، يقع مقام الشيخ عمران الأنصاري، وهو أثر تاريخي يتبع هيئة الآثار الإسلامية جدده ووسعه الأمير البرنس يوسف كمال مابين العامين 1939و1940. احتفل أبناء الطرق الصوفية، في مدينة نجع حمادي، اليوم الإثنين، بالليلة الختامية لمولد الشيخ عمران، مستعينين ب 50 جملًا وهودجًا، ومن المقرر أن يستمر الاحتفال لمدة 3 أيام. تضمنت الاحتفالات، "المدح والإنشاد الديني، والمزمار البلدي ولعبة التحطيب، و"طلوع التوب" والذي يقدم فيه الأهالي كسوة للمقام تبركًا به، فضلًا عن الألعاب الترفيهية للأطفال. يقول أحمد عبد الستار نقيب مقام الشيخ عمران، إن "هذا الولي الجليل ينتمي إلى أنصار رسول الله (ص)، ولهذا لقب بالأنصاري، وقد استقر في المكان الذي بني فيه مقامه بنجع حمادي في وقت غير معلوم لنا، وعندما انتقل إلى الرفيق الأعلى قرر الناس بناء هذا المقام له. وأضاف: "وعندما جاء أحمد باشا كمال والد الأمير يوسف كمال إلى هنا وبنى القصر كان هذا المقام موجودًا بالفعل ولكن لم يكن بهيئته المعروفة الآن، فقد كان مبنيًا بالطوب اللبن وعلى مساحة محدودة للغاية". وتابع: "الأجداد كانوا يروون حكاية شهيرة تقول إنه في عام 1939 قرر الأمير يوسف كمال أن يتوسع في قصره ويزيل هذا المقام الذي يشوه صورة قصره الفخم ولم يكن أحد يستطيع الاعتراض بالطبع ولكن حدث شيء غير مسار الأمر برمته فقد ذهب الأمير في رحلة للصيد وتعرض لحادث عجيب فقد ظهر له أسد (وفى رواية أخرى ذئب) فلم يستطع التخلص منه، وفجأة يظهر شخص ملثم فيقتل هذا الأسد أو الذئب ويخلص الأمير من شره، ولما تساءل الأمير عن شخص الواقف أمامه والذي دفعه لإنقاذه كشف له عن هويته، وقال له إنه هو الشيخ عمران الذي يريد الأمير أن يهدم مقامه". وأردف: "رجع الأمير إلى قصره وقرر الإبقاء على المقام بل وتوسعته وتجديده فأعاد بناءه مرة أخرى وبنى فوقه قبة عالية وبجوارها مبنى يشبه المئذنة ليتعرف قاصدو المقام عليه، كما بنى بجواره مصلى صغير ومكان لمعيشة نقيب الشيخ المسئول عن المقام".