"مصر وطن يعيش فينا، وليس وطنٌ نعيش فيه"، كلمه سطّرها السياسي والمفكر المصري الكبير مكرم عبيد باشا، 25 أكتوبر 1889 - 5 يونيو 1961، ليدلّل على أنه كقبطي يعشق تراب هذه الأرض التي لا ينفصم عراها وحدة أهلها مهما غار عليها الزمن واشتدت الضربات، إلاّ أن العقد انفرط في وقت من الأوقات ليأتي على الوطن زمن توجّع فيه من سهام الأعداء سواء استقلال بعض المناطق كجمهورية زفتى، التابعة لمحافظة الغربية، شمال مصر، عن المملكة المصرية المحتلة من قبل بريطانيا في 23 مارس اثناء ثورة 1919، أو منطقة إمبابة، ذلك الحي الشعبي المكدس بالسكان، التابع لمحافظة الجيزة، الذي شهد حالة إنفصال جزئي عن مصر من خلال الشيخ جابر، زعيم جمهورية إمبابة. في 8/10/1981 فتحت الجماعات الإسلامية لهيب نيرانها على رجال الشرطة في محافظة أسيوط، جنوب البلاد، لتقتل المئات من الجنود والقادة، وتحتل مديرية الأمن وتعلن منها الإمارة الإسلامية. "التحرير" ترصد مسيرة 3 مناطق أعلنت إنفصالها واستقلالها عن مصر، إما بدافع وطني كالذي حدث في جمهورية زفتى، أما ما حدث من اقتحام لمديرية أمن أسيوط وما شهدته منطقة إمبابة فكان بوازع شيطاني تحت راية رفعها تيار الإسلام السياسي لتفتيت أواصر الوطن، والتي كانت بدايتها من أسيوط، جنوب مصر. اقتحام مديرية أمن أسيوط في فجر 8 أكتوبر من عام1981، خرج وزير الداخلية النبوي إسماعيل من صلاة العيد وتوجّه إلى مكتبه في الوزارة بصحبة وزير الإسكان حسب الله الكفراوي، وفجأة دخل عليهما مساعد الوزير لمباحث أمن الدولة منزعجًا وأخبر النبوي إسماعيل بأن أفرادًا من تنظيمات الجماعات الإسلامية اقتحموا مديرية الأمن بأسيوط وقتلوا عددًا من الضباط. فرد عليه وزير الداخلية قائلاً:" لا تنزعج..يبقى كده دخلوا المصيدة برجلهم بدلاً من تعقبهم في الجبال والمغارات". اتصل النبوي بمدير أمن أسيوط وكلّفه بتصفية الموقف، كما كلف اللواء زكي بدر، وكان آنذاك مساعدًا للوزير لشؤون المنطقة الوسطى في المنيا، بالانتقال إلى أسيوط للإشراف على الموقف. وفي الساعة الثانية بعد ظهر ذلك اليوم، كلف وزير الداخلية مساعده اللواء حسن أبو باشا بالانتقال إلى بؤرة الأحداث بطائرة نقل خاصة ومعه معدات ومجموعة من الفرق الخاصة عالية التدريب للإشراف على الوضع في المحافظة وإعادته إلى طبيعته. توجه أبو باشا إلى مطار ألماظة حيث استقل الطائرة ومعه مدير التفتيش اللواء عبد الله جمال الدين، ومدير الأمن العام اللواء عبد الله كوهية إضافة إلى العميد أحمد شعراوي، مدير مكتب أبو باشا في الأمن العام. الداخلية تنتفض وفى الساعة الخامسة وصل أبو باشا إلى أسيوط في الساعة الخامسة بعد الظهر واتضح له أن الوضع متأزم للغاية حيث كان صوت إطلاق الرصاص يسمع في كل مكان، وفي مديرية الأمن اكتشف حالة الانزعاج التي عليها القيادات والضباط بعد احتلال المديرية وحوادث القتل التي تعرض لها الجنود، ووجد على رأس القيادات هناك زكي بدر. وقبل الاجتماع مع قيادات المديرية سأل أبو باشا عن وجود خطة لحراسة مديرية الأمن في ضوء الهجوم الذي وقع عليه ففوجيء بأنه لم توضع خطة، فطلب إعداد أكمنة سريعة ووضع خطة لتأمين المديرية باعتبارها مقر قيادة الشرطة، وعقد اجتماعًا سريعًا تبين له خلاله وجود موقعين لتنظيم الجهاد يواصلان تبادل إطلاق النار مع الشرطة، فضلاً عن سرقة كميات من الأسلحة من جهاز الشرطة، وعلم أن الخسائر البشرية حتى تلك اللحظة تجاوزت مئة وستة قتلى بين ضابط وجندي وحوالي مئة وخمسين جريحًا. وذكر اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة سابقًا، في إحدى كتبه قائلاً:" بعد اغتيال السادات "حدثت محاولة احتلال مديرية أمن أسيوط وتم قتل مجموعة من العاملين فيها، وكان مسؤول أمن الدولة في أسيوط في هذا الوقت ممدوح كدواني الذي أصبح محافظًا لسوهاج، واتصل بي واستنجد بي، وكنت في بيتي بلا عمل، لأنهم كانوا يحاصرونه، وبين الحين والآخر يهجمون عليه ليقتلوه، وهو يستنجد بالمسؤولين ولا أحد ينقذه، فاتصل بي وحاولت أن أكلم كل المسؤولين والجهاز وخارج الجهاز لدرجة أنني اتصلت بحسن أبوباشا وكان في هذا الوقت مساعد الوزير للأمن العام. ويشدد اللواء علام على وجود ترهل كامل في الأداء الأمني علي كل المستويات خلال تلك الفترة، ويضيف أن ما علمه بعد ذلك أن أبو باشا اتصل بوزير الدفاع محمد عبدالحليم أبوغزالة وتدخلت القوات المسلحة في أسيوط وتمكنت من احتواء الأزمة، وأكد الكدواني في أحاديث صحفية وتلفزيونية أنه واجه موقفًا عصيبًا ولحظات حرجة خلال تلك الأحداث، وكان أيامها مفتشًا لمباحث أمن الدولة في أسيوط. بدأت الداخلية المصرية تشعر بالفزع والخوف من تكرار سيناريو أحداث أسيوط في محافظات أخرى، ولذا سارعت إلى استخدام القوة لإجهاض الهجوم على قوات الأمن في المحافظة، وعندما احتمى عناصر الجهاد بمنازل مهجورة وتبادلوا إطلاق النار مع رجال الشرطة، أمر أبو باشا باستخدام سلاح الآر بي جي في قصف تلك المنازل. وفي اليوم التالي اتصل أبو باشا هاتفياً من أسيوط بوزير الداخلية وقال له إن أفراد القوة متأثرون لمقتل زملائهم، فرد عليه النبوي بالقول إنه سوف يكون عنده فورًا في أسيوط. انتقل النبوي إسماعيل إلى أسيوط على متن طائرة، واتجه من المطار مباشرةً إلى معسكر الأمن المركزي حيث كان هناك حشد كبير من الجنود، فاجتمع بهم وألقى فيهم كلمة حاول خلالها استنفار مشاعر الحماس والجدية والتضحية في نفوسهم، كما عقد اجتماعًا مع الضباط بمبنى مديرية الأمن وطلب منهم المواجهة بجدية لتصفية ما تبقى من جيوب، مع التزام الحذر حتى لا تقع خسائر بين القوات نتيجة الاندفاع غير المحسوب، وأصدر النبوي قرارات بصرف حوافز فورية سخية لأصحاب الجهود البارزة في التصدي لعناصر تنظيم الجهاد في المواجهات الأولى قبل وصول التعزيزات إليهم. وبعد نحو عشرين عامًا، طوت مصر صفحة أحداث أسيوط بالإفراج التدريجي عن معظم القيادات التي أدينت بالتورط في تلك الأحداث الدامية، من بينهم: كرم زهدي، عاصم عبد الماجد، عصام دربالة، علي الشريف، ناجح إبراهيم، أسامة حافظ، وفؤاد الدواليبي الذين أعلنوا توبتهم عما مضى في مراجعات فقهية اعترفوا فيها للدولة أنهم كانوا على خطأ، وأن السجن أعاد رجاحة فكرهم وهذّب أفكارهم حماية لدينهم ووطنهم. هنا مدينة "نبابة" يعتبر حي إمبابة واحدًا من أهم أحياء محافظة الجيزةبالقاهرة وأكثرها كثافة سكانية ليست على مستوى الجيزة فحسب، لكن على مستوى الجمهورية بأكملها، حيث يعد هذا الحي مركزًا للنازحين من الريف إلى القاهرة خاصة أبناء الوجه القبلي لقربه من العاصمة ورخص القيمة الايجارية به وانخفاض مستوى المعيشة وتناسبها مع امكانيات ودخول المهاجرين. وتقع إمبابة على الضفة الغربية من النيل في مواجهة جزيرة الزمالك في الجزء الواقع بين كوبري الزمالك وكوبري إمبابة وصوامع الغلال. حي إمبابة من القرى القديمة واسمها الأصلي "نبابة" كما ورد في كتاب «جني الأزهار من الروض العطار»للمقريزي، الذي ذكر أيضًا أنها كانت تقع بين شطي النيل ولذلك يسمى جزء منها حتى اليوم جزيرة إمبابة. شعبية وعشوائية وتتميز جميع شياخات وشوارع امبابة بالشعبية والعشوائية بسبب الهجرة غير المنظمة اليها مثل شياخة المساكن الشعبية التي أنشأتها الدولة بعد الثورة وملكتها لأصحابها وشياخة المنيرة التي انشئت في بادئ الأمر على أرض فضاء مساحتها عشرون فدانا وكانت عبارة عن أرض زراعية قسمت وبيعت للأهالي وحتى عام 1949 كانت المنيرة لا تزيد على شارع المنيرة الرئيسي وبعض الشوارع الصغيرة الضيقة وابتداءًا من عام 1950 بدأ العمران يعرف طريقه لهذه الشياخة وزادت المباني به بشكل ملحوظ وأخذ العمران يزحف على الأراضي الزراعية المحيطة بها وأقيمت عليها منازل صغيرة ذات طابع شعبي وبالرغم من ازدياد العمران بهذه الشياخة بشكل كبير الآن فإن شارع المنيرة الرئيسي ظل هو الشارع الوحيد الذي اهتمت به الدولة، أما باقي الشوارع فعيبها عدم الاهتمام بالطرق وبالمرافق العامة. جمهورية إمبابة تعود القصة المثيرة إلى ثمانينات القرن الماضي، عندما ظهر شخص يدعى الشيخ "جابر" وتحوّل بفعل الصحافة وقتها إلى أسطورة الجماعات الإرهابية في تلك الحقبة التى نصّبته أميرًا لها، وبَسط "جابر" سطوته وحوّل المنطقة إلى دولة داخل الدولة. ذاع صيت إمبابة كمنطقة غير آمنة، وتتناول الصحافة المصرية القصة لنتقل إلى الغرب عبر الصحف البريطانية التي أطلقت بدورها على المنطقة العشوائية "جمهورية إمبابة الإسلامية" حتى انتفضت الدولة نهاية عام 1992، وحشدت أكبر عدد استخدمته فى تاريخ المواجهات الأمنية مع الإرهابيين، ودخلت فى حرب شوارع استمرت 7 أيام انتهت بالقبض على الشيخ جابر ومعاونيه وسقوط جمهورية إمبابة. «زفتى».. الجمهورية التي كسرت كبرياء الإنجليز في 8 مارس 1919 أعتقل سعد زغلول ومرافقية وهم أحمد باشا الباسل ومحمد باشا محمود وإسماعيل صدقي وسينوت حنا ومكرم عبيد وفتح الله بركات وعاطف بركات وتم نفيهم إلى جزيرة سيشل وخرج المصريون مسيحيون ومسلمون في مظاهرات صاخبة لتسجيل غضبهم ضد هذا الأجراء التعسفى ولأول مرة في تاريخ مصر خرجت سيدات مصر في مظاهرات وكان ذلك في 16 مارس 1919 م. ولأن خروج سيدات مصر في مظاهرات كانت مفاجئة مدوية في هذا الزمان، لهذا كان لها أثر بالغ الأهمية عند جموع المصريين في ربوع مصر، ولكن كان هناك في بلدة صغيرة على ضفاف النيل تدعى زفتى مجموعه من الشباب الجامعي والفلاحين والتجار تفكر في عمل شئ يساعد في الإفراج عن سعد زغلول ورفاقه، وكان من ضمن أفراد تلك المجموعة يوسف الجند وأبن عمة عوض الجندي المحاميان وكان معهم الشيخ عمايم والكفراوى والفخراني ومحمد أفندى عجينه، صاحب مكتبة للأدوات المدرسية ومطبعة، وسويلم وكانت تلك المجموعة تلتقى في مقهى مستوكلى بميدان بورصه القطن. واتفق الجميع على الانفصال عن المملكة المصرية وإعلان الاستقلال وإنشاء جمهورية زفتى كان المقصود من هذا العمل هو لفت أنظار العالم لمدى التأيد الشعبي لسعد زغلول ورفاقة، وبعد أن تبلورت الفكرة بدءوا في التحضير لاعلان الاستقلال صباح يوم 18 مارس 1919 حيث تجاوب معهم جميع أهالي البلدة من فلاحين وأعيان وشباب ووصل الامر لتوسل رجل من الخارجين عن القانون للانضمام. طلب "سبع الليل"، وكان يتزعم عصابة مسلحة تروع البلدة والقرى المجاورة، من أهل البلدة المشاركة معهم وإعلان توبته لرغبته في قتال الإنجليز فان مات، فسيصبح بطلاً وأوصى منشد البلدة أن يتغنى ببطولاتة لو قتله الإنجليز، وذهب يوسف الجندى ومعة بعض أهالى البلدة إلى ضابط النقطة في البلدة وكان يدعى حمد أفندي، ولأنه رجل وطني انضم لهم وفتح لهم السلاحليك (مخزن السلاح) وشارك معهم في التخطيط. ولأول مرة يجتمع رجل الشرطة وزعيم العصابة على هدف واحد وهو محاربة الإنجليز. وفى صباح يوم 18 مارس كونوا المجلس البلدى الحاكم برئاسة المحامي الشاب يوسف الجندى وأعلنوا الاستقلال وكان عوض الجندى المحامى ابن عم يوسف هو من ذهب للقاهرة وأبلغ الصحف لنشر الخبر. وفى تلك الأثناء كوّن المجلس البلدى الحاكم عدة لجان منها لجنه التموين والإمداد وكانت مهمتها حصر الموادالتموينية وحسن توزيعها على أهالى البلدة ولجنة النظافه وكانت من أنشط اللجان حيث كانت تنظف كل شوارع البلدة وترشها بالماء وإنارة الطرقات ليلا ولجنه الاعلام وتولاها محمد أفندي عجينة وكانت تقوم بطبع المنشورات السريعة لتوضيح الوضع العام في البلدة، كما قامت اللجنة بإصدار جريدة يومية وكان اسمها جريدة جمهورية زفتى، ولجنة الأمن والحمايه وتولى الإشراف عليها الضابط الشاب حمد أفندى وبمعاونة سبع الليل فجمعوا الرجال من الخفر ورجال سبع الليل والأهالى من القادرين عى حمل السلاح وقسموهم إلى مجموعات كل مجموعة تتولى حماية إحدى مداخل البلدة. وعندما علم الإنجليز في مساء يوم 18 مارس قرروا إرسال قوة للاستلاء على البلدة عن طريق كوبرى ميت غمر ولكن تصدى الاهالى لتلك القوات فرجعت وتمركزت في بلده ميت غمر. وفى الصباح علموا في البلدة بأن هناك قطار قادم إلى البلدة محمل بمئات الجنود والعتاد العسكري، فما كان من سبع الليل ورجاله الا أن قطعوا قضبان السكة الحديد على مسافة من خارج البلدة تقول بعض الروايات 15 كيلو متر وتقول روايات أخرى إن القضبان قطعت من أمام قرية (سعد باشا)، فعجز الإنجليز عن دخول البلدة للمرة الثانية، ولخطورة الموقف أعلنت أنجلترا خلع السير ونجت لتهدئة حالة الهيجان والثورة في مصر. في 21 مارس 1919 عين الجنرال اللنبى معتمدًا لبريطانيا في مصر ولم تزل حالة عدم الاستقرار سارية فقد لجأ المصريين في مختلف محافظات مصر إلى تخريب الطرق وقطع خطوط الأتصالات وأسلاك التلغراف وأعمدتها، كما فعل أهالي جمهورية زفتى، فتريث الإنجليز حتى تهدأ الأمور في أنحاء مصر وفى فجر يوم 29 مارس 1919م فوجئ أهالى زفتى بعشرات المراكب التي تحمل جنود الإرسالية الأسترالية تقوم بعمليه إنزال الجنود على شاطئ النيل بالبلده وقيامهم اطلاق النار في الهواء أو على كل من يحاول عرقلة استلائهم على البلدة وقاموا بالتفتيش عن يوسف الجندى وأعلنوا عن مكافأة مالية لمَن يرشد عنه، ولكن عندما تأكد للجميع أن الأمر أنتهى قاموا بتهريب يوسف الجندى ورفاقه إلى عزبة سعد باشا والواقعه في قرية مسجد وصيف واستقبلتهم أم المصريين السيدة صفية زغلول وقامت باخفاءهم في أماكن مختلفه حتى أفرج عن سعد زغلول ورفاقه يوم 17 إبريل من عام 1919. سقوط الجمهورية كان النظام الملكي وكبار الملاك وسلطات الاحتلال يعيشون رعبًا حقيقيًا ليس من انتفاضة زفتى وحدها، بل من الانتفاضات الأخرى أيضًا، وللتخلص من هذا المأزق عمدت سلطات الاحتلال الإنجليزي إلى إرسال فرقة من الجنود الأستراليين للقضاء على هذه الانتفاضة فما كان من «لجنة الثورة» إلا أن طبعت منشورًا بالإنجليزية ووزعته على الجنود. وجاء في المنشور: «أيها الجنود، أنتم مثلنا، وإننا نثور على الإنجليز لا عليكم أنتم، إننا نثور من أجل الخبز والحرية والاستقلال، والإنجليز الذين يستخدمونكم في استعبادنا يجب أن يكونوا خصومكم أيضًا». وفي الأثر أحجم الجنود عن اقتحام «الجمهورية»، واكتفوا بالانتشار في محيطها، وعند ذلك الحد أرسلت السلطات المحتلة تعليمات لتسوية الأمور بشروط منها أن يسلم أهالي زفتى 20 رجلاً منهم كي يتم جلدهم، حفاظًا على هيبة «الدولة»، وبعد نقاش طويل قررت «لجنة الثورة» تسليم 20 رجلاً، واختارتهم من الوشاة وعملاء الإنجليز، حيث قامت سلطات الإحتلال بجلد عملائهم أمام أعين المواطنين وسط زغاريد كل أهالي المدينة الباسلة التي كسرت شوكة الإنجليز بتمرد أبطالها لنصرة قضيتهم في خروج سعد زغلول من منفاه.