أحمد البرماوى: قررت الحكومة المصرية تعطيل التعاقد الخاص بالعدادات الذكية الموقع بينها، وشركة "هواوى" الصينية، على هامش المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ، فى إجراء يعزز مزيدا من الشفافية ويتيح المنافسة بين الشركات. وأرجعت مصادر تعطيل الاتفاقية بسبب وجود محاولات من شركات مصرية الدخول فيها وتقديم عروض مشابهة من العروض التى قدمتها "هواوى"، وتعمل عليها منذ أكثر من 6 أشهر مضت. المصادر أضافت أن الشركة الصينية بدأت فعليا منذ أيام فى تدريب عدد من الموظفين بشركة جنوبالقاهرة على العدادات الذكية الجديدة، وذلك فى حضور رئيس شركة جنوبالقاهرة للكهرباء، بالإضافة إلى بعض المهندسين الذين سافروا إلى الصين لنقل تكنولوجيا العدادات الذكية إلى مصر أثناء المؤتمر الاقتصادى وقالت المصادر إن الصين هى من ستقوم بتمويل المشروع، إلا أنه حتى الآن لم يتم تحديده بعد، مشيرة إلى إن الشركة الصينية تنتظر قرار الحكومة فى تحديد نوع التمويل للبدء فى تركيب العدادات ونقل الخبرات الصينية إلى مصر. حتى يتم التصنيع لتلك العدادات بأياد مصرية، إلا أن هناك شعورا لدى الصينيين بوجود معطلات من قبل مصنعين منافسين يريدون تفتيت الصفقة، وإدخال المنظومة فى دوامة تعطل انطلاق المشروع عن الوقت المحدد له. وكانت وزارة الكهرباء بدأت فى تركيب العدادات الذكية الجديدة للراغبين، ومن المقرر أن تبدأ قريبا فى استبدالها بالقديمة فى كل المحافظات تباعا، على أن تنتهي من الخطة كاملة فى غضون 10 سنوات، ومن المقرر أن تكون الدفعة الأولى التى توردها الشركة الصنيية نحو 10 ملايين عداد. وأضافت وزارة الكهرباء، على لسان أحد قياداتها، أن العدادات الذكية التى تطرحها الوزارة ستقضى تماما على مشكلة قراءة العداد وسداد الفواتير، خصوصا أن المواطن بنفسه سيعيد شحن العداد دون الحاجة إلى تحصيل فواتير منه، كما أنها مبرمجة على أن لا تنقطع الكهرباء فى العطلات الرسمية والليل حتى تتم إتاحة فرصة للمواطن لشحن العداد فى اليوم التالى حال انتهاء قيمة الشحن الخاصة به. وتوقع رئيس وحدة عملاء الصناعة والمجتمع بشركة "إريكسون" بالشرق الأوسط، روتجر ريمان، ربط مليارات الأجهزة بشبكات الطاقة الذكية بحلول عام 2020، لذلك تسخر الشركات جهودها وخبراتها لرفد قطاع المرافق بحلول وخدمات شبكات الطاقة الذكية، والتى تم تطويرها لمعالجة كميات كبيرة من البيانات، ومن شأن هذه العدادات أن تعزز من كفاءة شبكات الطاقة وتضمن توفيرها بسهولة فى الأماكن التى تحتاج إليها أكثر من غيرها. وأكدت وزارة الاتصالات، فى حديث لها حول العدادات الذكية، أن عدة شركات ستشارك في المشروع نظرا لضخامة حجمه، وسيتم تحديد نسبة كبيرة للتصنيع المحلى، بما يضمن منح الفرصة للشركات المصرية للمساهمة بهذا المشروع القومى الذى يساهم فى خفض البطالة ويرفع من كفاءة شبكة الكهرباء ويقضى على أزمة القراءات العشوائية للعدادات والتى يعانى منها المواطنون.