حالة من اليأس والإحباط يعيشها أهالي مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، بسبب تدني مستوى الخدمات الطبية بمستشفى منيا القمح المركزي الذي يعد المأوى الوحيد للعديد من أهالي المركز غير القادرين على العلاج بنفقاتهم الخاصة. حيث طالت يد الإهمال والتقصير المستشفى حتى تحول إلى ما يشبه الخرابة، فالأطباء غير موجودين، والعناية المركزة مغلقة، والأدوية ناقصة، والمعدات يعلوها الصدأ، والحشرات تنتشر في كل مكان، وعلى الرغم من زيارة المحافظ لتلك المستشفى من قبل لكن ظل الوضع متدهورًا من سيء إلى أسوء. وقد رصدت "بوابة التحرير" إحدى المعدات الطبية الهامة بغرفة عمليات قسم الجراحة معطلة داخل الغرفة، وعدم اتباع أساليب التعقيم السليمة، ورصدت وجود ملابس الأطباء والمرضى بأحد الأحواض دون تعقيم. كما رصدت، غرفة داخل العمليات بها معدات قديمة وتالفة مخزنة، وإغلاق العناية المركزة لعدم وجود أطباء، ووجود بعض القصور في المعدات، فضلًا عن استخدام أكياس حمراء بدلًا من السوداء. وفي سياق متصل، التقت "بوابة التحرير" اليوم السبت، بالمرضى، حيث قال محمد قطب، إن المستشفى لا يقوم بصرف الأدوية لجميع المرضى إلا بالوساطة والمحسوبية أو ببيعها بأجر أعلى من ثمنها أو إعطاء ورقة بالأدوية المطلوبة للمريض وإرغامه على شرائها من الخارج بالإضافة إلى سوء المعاملة والإهمال لجميع الحالات الموجودة الداخلة أو الخارجة من المستشفى . ومن جانبه، أوضح خالد مهدي، أن المستشفى يعاني من حالة إهمال شديدة للغاية ويوجد نقص حاد في الأدوية، وقسم الأشعة يعمل خلال النهار فقط، وقسم الاستقبال يتعامل مع المواطنين بمعاملة سيءة. وأضاف مهدي، أن معظم الأطباء حديثي التخرج وحضَّانات المستشفى لا تعمل، واصفًا إياها ب"الخرابة" لافتًا الى أن أطباء قسم العظام وأطباء قسم القلب لا يلتزمون بالتواجد داخل المستشفى كما أن هناك نقصًا شديدًا في عمال النظافة، مما أدى إلى تدهور حالة المستشفى على جميع المستويات . وبدوره، أكد سامح صبحي، أن المستشفى عمره الافتراضي انتهى حيث لا توجد صيانة للأجهزة، بالإضافة إلى غياب الأمن، وعدم انضباط بعض العاملين بما فيهم الأطباء والتقصير من البعض . ومن جهته، أشار عبد الخالق عصام، إلى أن المستشفى يعاني من نقص شديد فى الأجهزة الطبية وبعض التخصصات، مما جعله غير مهيئ لاستقبال الحالات المرضية، حيث يتم تحويلها إلى مستشفى الزقازيق الجامعي، مما يتسبب في وفاة العديد من الحالات بسبب بُعد المسافة، موضحًا أنهم طالبوا مرارا وتكرارا بتطوير المستشفى، ولكن دون جدوى. فيما قال أبو عيسى الحملاوى، إن المستشفى يمتلئ بالحشرات، والقطط تجوب أرجاء المستشفى، كما أن المشاجرات والاشتباكات دائمة الحدوث ما بين المرضى والأطباء وطاقم التمريض بسبب الإهمال واللامبالاة واستمرار الواسطة والمحسوبية على حساب المريض. وأكد علي صدقي، أنه تعرض لحادث فتم نقله للمستشفى، ليفاجأ بأحد الأطباء يخبره بأن علاجه غير موجود هنا، وإذا أراد أن ينظر في أمره فعليه الانتظار حتى يتم توفيره. وأضاف صدقي، أن الأطباء داخل المستشفى نائمون ولا يعلمون أي شيء عما يحدث داخله، بالأضافة إلى عدم وجود أي إسعافات أولية على الإطلاق.