كتب - أحمد مطاوع : الفنان محمد عيد.. والذى رحل عن عالمنا أمس السبت، أشهر قزم عرفته السينما المصرية، من خلال أدواره الكوميدية القصيرة التى تميز بها فى الأعمال التى قدمها عبر مشواره الفنى الذى ظهر خلاله فى أدوار الكومبارس الناطق، ولكنه برغم هذه المساحة القليلة كان يضفى كثيرًا من البسمة على قلوب المشاهدين فى أى عمل يشارك فيه. من الوهلة الأولى قد يظن البعض أن هيئته التى خلقه الله عليها ربما كانت السبب لتعاطف الجماهير معه وارتباطه بأذهانهم، إلا أن موهبته طغت على هذه النقطة وتجاوزتها تمامًا.. فالإعاقة فى حد ذاتها تحولت لسبب وعامل ثانوى مهم ساعده على الشهرة ومعرفة الجماهير به. هذا الفنان الذي فرض نفسه كوميديًا ساخرًا من نفسه قبل الجميع، استطاع أن يسكن الرعب فى قلوب الكثير من الناس من خلال مشاركاته فى برنامج المقالب الشهير "إدينى عقلك"، قبل أن يتغير اسمه إلى "إلحفونا" فى فى النسخة الثانية منه، والذى كان يذاع فى شهر رمضان، على التليفزيون المصرى، هذا البرنامج الذى كان بطاقة التعارف له مع الجماهير، ليصبح بعدها مطلوبًا فى الأعمال السينمائية. وبعد أن علق فى أذهان الملايين الذين كانوا ينتظرونه وقت كل سحور من كل عام أن يكون هو بطل المقلب فى كل حلقة من البرنامج، الذى كان يذاع غالبًا بعد منتصف الليل، استغل المخرج شريف مندور هذه الشهرة وارتباط الجماهير به، ومنحه فرصة فى فيلم "الرجل الأبيض المتوسط" عام 2001، حيث أسند إليه دور "صابر" شقيق "أوفا" التى جسدته الفنانة نشوى مصطفى، والذى يجرى عليه العالم زغلول الذى قام بدوره "أحمد آدم"، تجاربه فى الصرف الصحى.