صرح الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، بأن الخلافات في وجهات النظر فيما يتعلق بقضية سد النهضة الأثيوبي أمر وارد، ولكن لا يمكن أن تفسد لغة الحوار القائم على الود والصداقة التي اخترناها أساسًا لعلاقاتنا مع الأشقاء الأفارقة، والتي نسعى من خلالها لتقريب وجهات النظر وحسم الخلافات أيا كانت، مؤكدًا أنه لا بديل للحوار رغم صعوبة المفاوضات. جاء ذلك في تصريحات لوزير الري، اليوم الخميس، على هامش اليوم الثاني لمفاوضات اختيار المكتب الاستشاري المنفذ للدراسات الفنية لسد النهضة الأثيوبي، الذي شهد عددًا من اللقاءات الثنائية والثلاثية بين الوفود الرسمية لدول مصر والسودان وأثيوبيا في محاولة من الجميع لتقريب جهات النظر لاختيار مكتب استشاري. كما عقد مغازي، 3 اجتماعات بالوفد المصري المفاوض قبل بداية الجلسات، أكد خلالها صعوبة المفاوضات رغم أنها تستهدف التوافق حول اختيار المكتب الاستشاري، مشيرًا إلى نجاح الجهود الدبلوماسية في إزالة آثار الماضي والانتقال إلى أولى خطوات بناء الثقة. وكشف مصدر بوزارة الري، أنه تم مخاطبة المكاتب الاستشارية المرشحة للوقوف على بعض النقاط الفنية المتعلقة بمدة تنفيذ الدراسات، متوقعًا حسم عملية الاختيار نهاية الاجتماع في ختام الجلسة المسائية التي قد تستمر لساعة متأخرة الليلة. وأكد وزير الري، أن وفد مفاوضات سد النهضة يمثل الحكومة المصرية وليس وزارة الري فقط، وأنه يعمل على قلب رجل واحد، على المسارين السياسي والفني، ولا يألوا جهدًا في الدفاع عن مصالح الوطن. وأضاف مغازي، أن المفاوضات المضنية والشاقة التي تجريها مصر والسودان وأثيوبيا حول القضايا الخلافية والتعاون المائي تتعلق ب 3 مراحل زمنية في الماضي والحاضر والمستقبل. وقال الوزير "نقوم حاليًا ببناء قواعد متينة لعلاقات تعاون شاملة، انطلاقًا من وثيقة المبادئ التي وقع عليها زعماء الدول الثلاث في العاصمة السودانية الخرطوم مؤخرًا". وأوضح مغازي، أن نتائج هذه الجهود والمفاوضات والمشاورات التي تجرى في الحاضر سوف تؤثر على مستقبل دولنا وأبنائنا في المستقبل ولا يمكن تصور أن تسعى دولة إلى تحقيق مصالحها الخاصة على حساب دولة أخرى، أو أن تجني فوائد لشعبها على حساب شعب آخر. وأكد الوزير أن الوزرة ستسعى بعد حسم الخلاف حول سد النهضة الإثيوبي والقضايا المائية العالقة إلى الانطلاق بآفاق التعاون بين البلدين إلى شتى المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية وإقامة شراكة حقيقية تحمل الخير والنماء مع مياه النيل إلى كل الشعوب. وأوضح مغازي أن مصر تفتح قلبها وذراعيها وتضع خبراتها الفنية تحت تصرف الأشقاء الأفارقة، وخاصة دول حوض النيل العشر. ولفت الوزير إلى أنه قام بزيارة للسودان وجنوب السودان وسيقوم بجولة أخرى قريبًا في باقي دول الحوض، مشددًا على حرص مصر على التواصل المستمر مع دول حوض النيل، في إطار الإستراتيجية التي وضعها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لعودة مصر إلى أحضان أشقائها الأفارقة وعودة إفريقيا إلى مصر، وأنها لم ولن تقبل بأية محاولات للوقيعة فيما بينها وبين هذه الدول، وأن أي خلافات سيتم حلها بالطرق الدبلوماسية والودية.