أعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين، رفضها لهجمات العملية العسكرية "عاصفة الحزم"، حيث انتفضت الجماعة في أول رد لها تنفيذًا لتعليمات قائدها عبد الملك الحوثي، فقامت بإغلاق عدة مواقع إخبارية إليكترونية وهاجمت قناتي "سهيل" و"السعيدة" الفضائيتين اليمنيتين ومكتب قناة "الجزيرة " في صنعاء بهدف إخماد الاصوات التي تنتقدهم، في ظل تهديدات وزارة الإعلام اليمنية لوسائل الإعلام التي تقوم بالتحريض ضد مؤسسات الدولة . وتأتى هذه الهجمة بعد أن سيطرت الجماعة على وسائل الإعلام الرسمية التي لم تنشر أى شىء عن الغارات التي تشهدها العاصمة إلا بيانات الإدانة التي تصدر من الحوثيين وتعليقات الدول الخارجية عن الأوضاع في اليمن خاصة التي تدعو إلى وقف القتال والعودة إلى المباحثات مثلما هو الحال مع موقف روسيا وإيران . وجاءت تطورات الأحداث عقب استيلائهم على دار الرئاسة وإجبار الرئيس والحكومة على الاستقالة فحاولوا إخضاع الأحزاب اليمنية لتوقيع اتفاق لتشكيل مجلس رئاسة وبرلمان وحكومة جدد يهيمنون عليهم، وكادوا أن ينجحوا في ذلك لولا توجه الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن وإعلانه أنه الرئيس الشرعي فتوقف تنفيذ الإعلان الدستوري الذي أصدروه في 6 فبراير الماضي. إلى أن ساء الأمر وحدث تطور مأساوي على الساحة اليمنية بتفجيرين انتحاريين في مسجدين تابعين لجماعة "أنصار الله" أسفرا عن مقتل 142 من المصلين الأبرياء، فاستغلت الجماعة هذا الحادث الإجرامي خاصة بعد إعلان تنظيم "داعش" مسئوليته عنه، فحملت الرئيس عبد ربه منصورهادي المسئولية عن ذلك واتهمته بأنه يقدم الدعم للجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش وقررت اجتياح محافظات الجنوب تحت ذريعة استئصال الإرهاب . واستمرت الغارات على صنعاء بصورة أكبر فى اليوم الثانى واستهدفت مواقع ومراكز سيطرة للحرس الجمهورى وتمركز الحوثيين ومواقعهم فى المحافظات التى يدور فيها قتال بينهم وبين القبائل فى مأرب والبيضاء والضالع - وسط اليمن - بينهم واللجان الشعبية الجنوبية فى لحج وأبين وعدن لاضعافهم حتى اذا جاءت المفاوضات لحل الازمة لا تكون تحت سيطرة الطرف القوى الذى ظهر منذ ستة أشهر وهم الحوثيون وحليفهم على عبد الله صالح . أما الحوثيون فقد بدا زعيمهم في موقف ضعيف في خطابه أمس، خاصة وأن الغارات وصلت إلى "صعدة" معقله التي لم تشهد مثلها منذ نهاية الحروب الستة التي شنها عليه "علي عبد الله صالح" عام 2010، ولم يقدم أى خطة لمقاومة "عاصفة الحزم"، داعيًا إلى وقف القتال وإلا فإن جميع الخيارات مفتوحة أمام اليمنيين بدون تحديد أى خيار يمكن أن يؤدي إلى وقفها لينتظر اليمنيون ما ستؤول اليه هذه التطورات التي تحمل في طياتها مخاطر كثيرة لليمن والمنطقة .