افتتح رئيس مجلس الوزراء، إبراهيم محلب، اليوم الخميس، المرحلة الثانية من مستشفى 185 طوارىء قصر العيني للحوادث والحروق، بحضور عدد من الوزراء، ومحافظي القاهرة والجيزة، وعميد كلية طب قصر العيني، والدكتور علي جمعة، رئيس مؤسسة مصر الخير. وتضمنت المرحلة الثانية تطوير أقسام الرعاية الجراحية، عبر توفير 25 سريرًا، وأقسام الجراحة العامة، ب 50 سريرًا، وأقسام جراحة التجميل والعظام بمثل العدد السابق. وخلال جولته بالمستشفى، كلف محلب مسئولي وزارة الداخلية، بإزالة ما تبقى من أكشاك الباعة في مدخل المستشفى على الفور، خاصة أنه علم بأنها غير مرخصة، كما عقد رفقة الوزراء اجتماعًا مع أعضاء مجلس كلية طب قصر العينى، بحضور عميد الكلية. وقال وزير التعليم العالي، السيد أحمد عبدالخالقن في كلمته: "معنيون بتطوير منظومة التعليم الطبى، والرعاية الطبية فى مستشفياتنا الجامعية، وفى القلب منها قصر العينى، التي تعد علامة مميزة فى الخدمة الطبية الفائقة". ووصف وزير الصحة، عادل عدوي الافتتاح باليوم تاريخى، مؤكدًا قيمة المستشفى كصرح علمي وطبي، ومكانته لدى كل المصريين، مشيرًا إلى العمل حاليًا على الارتقاء بمعايير تقديم الخدمة في المستشفيات الحكومية والجامعية، وأكد لاهتمام بمنظومة التدريب والتعليم الطبي المستمر. وأبدى محلب سعادته بالمشاركة في الفعالية، معقبًا: "شرف لي أن أجلس مع خيرة أبناء مصر، وأرقى وأكثر أبنائها علمًا، مضيفًأ: "لماذا نهتم بقصر العينى؟، أولًا لقيمته الكبرى". وتابع: "وثانيًا أتذكر ثاني يوم لي بعد حلف اليمين كرئيس للوزراء، وكانت الساعة العاشرة مساءًا، فقلت لنفسى:"هتروّح بدرى كده"، وقررت الذهاب إلى طوارىء قصر العينى، وحدثت لي غصة في قلبي، ورأيت مرضى فى الطرقات، وسمعت صراخًا، وشكاوى، وسألت، قالوا: مفيش فلوس، وقررت أنه لن توقفنا أى مشكلة، فأنا أن أصارع المشاكل وأغلبها، وهذا أجمل شىء فى الدنيا، وقصر العينى كان بالنسبة لى تحديًا كبيرًا، ومارست فيه هوايتى، وكل مشكلة قابلناها هزمناها، حيث وفرنا التمويل من وزارتي التخطيط والمالية، والتمريض من القطاع الخاص". وأردف: "القصر العيني كان بالنسبة لي قصة تحد، واستكملنا بعد ذلك فى المستشفيات الجامعية الأخرى، فلدينا اقتناع بأن التعليم الطبي الجامعي دوره تعليمي وبحثي وعلاجي، ورغم ما يقابلنا من تحديات، بل شياطين يحاولون تعطيلنا، سننجح، وأذهبوا إلى مستشفى الدمرداش، لتروا كيف تم تطويرها". وجه الشكر للمجتمع المدني الذى ساهم فى أعمال التطوير، قائلًا: "لو احتجنا مليارات سنأتى بها، فقد حضرت إلى هنا 10 مرات، ولم أيأس أبدًا، تغلبنا على تحدى البلطجة فى المستشفى، وما كانوا يفعلونه في المستشفى، وكذا مشكلة التمريض، وغيرهما" وأكمل محلب: "جئت اليوم ليس لافتتح فقط الادوار الجديدة التى تم تطويرها، ولكن لأطمئن على الادوار الثلاثة التى سبق افتتاحها" وتوجه بحديثه لأطباء المستشفى الحاضرين: "أكلم أشخاصًا يحملون الأمانة، والأمانة كبيرة، والله سيحاسب كلًا منا، فتخيلوا لو أدى كل منا عمله سنقهر كل التحديات، وبلا شك قصر العينى لا منافس له فى المنطقة، وهذه الروح هى ما أريده". واستطرد: "اتفقنا في مجلس الوزراء على عدم وضع استثمارات فى إنشاءات جديدة، فلدينا الكثير منها لا يستغل، وهو ما أسميه الاقتصاد الغارق، الذي تم بناؤه من أموال الشعب، وعلينا الاستفادة من هذه المنشآت". وأضاف: "إنني أكلم أخوتي، فأنا أشعر بالناس، ولا أنفر عندما يشد مواطن جاكتة بدلتي، ويقول لى أسمع، بل أقول لنفسي، كان من الممكن أن تكون مكانه، وأشكر ربي على ما أعطاني من نعم، وأسمع لشكاوى أهلي ومشاكلهم، فلو ذهبتم الى الصعيد سترون الفقر، وستتعبون، احدثكم عن ذلك لتدركوا النعم التى من الله بها علينا، وعلينا ان ندفع ضريبة ذلك لبلدنا، ولاهلنا، مضيفا: كلمة آه توجعنى كثيرا واحاول التخفيف عن اى مواطن يئن، ويجب ان نراعى الله، ونحب وطننا، وهذا هو ما نحتاجه اليوم". وأشار إلى افتتاح تطوير مستشفيات الدمرداش وقصر العينى، والعجوزة بتبرعات أهالي الخير، إضافة إلى افتتاح مستشفى طنطا قريبًا، بعد أن تأخر افتتاحها ما يزيد على 20 سنة واختتم: "لو احتجنا فعلا مليارًا سيأتي، ووالله لا أعلم من أين، ولكن سيأتي، ما دام هناك أخلاص، سنطلب من الدكتور علي جمعة، وسيعطينا، ليجيب جمعة: "تحت امركم". وطلب من جمعة تطبيق نموذج، كشك الرحمة، الذي تم تنفيذه فى مستشفى الدمرداش، الذى يتكفل بعلاج المحتاجين، فى قصر العينى، أيضًا. وكانت المرحلة الأولى التي تم إفتتاحها في يوليو 2014 قد تضمنت أقسام الاستقبال والإسعافات وتضم (22) سريراً، و جناح عمليات، و 25 سريراً في أقسام الرعاية الحرجة الجراحية، و 50 سريراً في أقسام الجراحة العامة وجراحة الصدر. وتجدر الإشارة إلى أنه منذ إفتتاح المرحلة الأولى وحتى 31/1/2015 ، كان أعداد المترددين بالإستقبال الجديد 36.474، وتم علاج 922 مريضا بالرعايات الحرجة من هؤلاء المترددين، وتم إجراء عمليات لعدد 3925 مريضا من المترددين. ومن المقرر أن تتضمن المستشفى مرحلة ثالثة سوف تضم، 100 سرير لأقسام الرعايات المختلفة، ووحدة للمناظير، ووحدة للحروق تضم 40 سريراً. ويتسع مستشفى 185 قصر العيني للحوادث والحروق ل 400 سرير للإقامة والرعايات المركزة وعلاج الحروق، بالإضافة إلى تسع غرف عمليات، ويعمل المستشفى على مدار الساعة في إتاحة مختلف خدمات الطوارئ والعناية المركزة وعلاج الحروق لعشرات الآلاف من المرضى والمصابين، ويقوم قصر العيني بخدمة 165 ألف مريض طوارئ في العام، والمستهدف زيادة هذه الخدمة كما ونوعا عند اكتمال تشغيل مستشفى 185 للحوادث والحروق.