كشفت وسائل الإعلام الفرنسية، الثلاثاء، عن مقاضاة العملاق الأوروبي في البناء والمقاولات شركة فينسي الفرنسية، من قبل منظمات عمالية وحقوقية بسبب "استعبادها العمالة في المنشآت التي تقيمها الشركة في قطر في إطار المشاريع الخاصة باحتضان كأس العالم لكرة القدم 2022". وأكدت صحيفة لوباريزيان، في عدد الثلاثاء، أن منظمة "شيربا" المتخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان والسكان وقت الأزمات، تقدمت رسمياً بقضية في حق الشركة الفرنسية العملاقة، مطالبة محكمة مدينة نانتير في العاصمة الفرنسية باريس، بإدانة الشركة العملاقة بسبب "تورطها في الاستعباد والسخرة الحديثة" على خلفية مشاريعها في قطر. وأضافت الصحيفة أن المنظمة، تقدمت للمحكمة بملف "موثق ويستند إلى عشرات الصفحات، يلخص العمل الإجباري والقسري، والاستعباد الذي تورطت فيه الشركة" التي يوجد مقرها الرئيسي في ضواحي العاصمة الفرنسية، ما يجعلها خاضعة للقضاء والقانون الفرنسيين. وأضافت المنظمة الحقوقية على لسان رئيستها ليتيسيا ليبرت، أنها تأمل بإقامتها هذه الدعوى، في فتح ثغرة أولى "في جدار الصمت الذي يعزل ملف طرق عمل الشركات الدولية العملاقة في قطر العاملة على مشاريع البنية التحتية إعداداً لبطولة كأس العالم 2022 خاصة". وفي أول ردّ على هذا الاتهام اكتفت شركة فينسي، على لسان متحدث باسمها بالقول: "في قطر كما في غيرها من دول العالم، تعمل فينسي على الالتزام بقوانين العمل المحلية والحقوق الأساسية". وفنّد المتحدث الاتهامات الموجهة إلى شركته، وقال في انتظار قرار النيابة العمومية، يمكننا "تأكيد أن فرعنا في قطر، لا يحرم العاملين لدينا من جوازات سفرهم ولا يجبرهم على العمل أكثر من الساعات القانونية" وذلك رداً على ما أوردته لوباريزيان التي تحدثت عن 66 ساعة عمل أسبوعياً. يُذكر أن فينسي حاضرة في قطر، عن طريق شراكة مع "ديار العقارية" في إطار شركة "فينسي ديار العقارية قطر"، التي فازت بتنفيذ عدد كبير من المشاريع التي تتراوح بين الملاعب والفنادق والنقل والبنية الأساسية من طرقات ومترو وغيرها. ومن جهته قال رئيس منظمة أرباب العمل الفرنسيين "ميديف" بيار غطاس، في تصريح لإذاعة أوروب 1، صباح الثلاثاء: "ليس من العدل تحميل المسؤولية للشركات الفرنسية وحدها". وأضاف: "تدين منظمتنا بكل قوة الاستعباد المهني الحديث، بوضوح وبشدة، ولكني أعتقد أننا في حاجة إلى مكافحته بقوة، ولكنه ليس من العدل في شيء، تحميل الشركات الفرنسية مسؤولة هذا الوضع وحدها".