كثيرة هي الأحاديث التى كان يشير فيها أحمد زكي إلى أنه سوف يقدم فيلما عن الضربة الجوية وبالطبع السيناريو سوف يحصر فقط انتصار 73 في حسني مبارك، كانت تلك هي القضية وهذا هو الهدف الذي بدأ يتنامى لكي يُصبح انتصار أكتوبر مرادفا للضربة الجوية والضربة تساوي مبارك. أحمد زكي قدم ناصر 56 في عام 96 الذي تناول 101 يوما في حياة عبد الناصر، وكانت الذروة هي تأميم القناة، الفيلم كتبه محفوظ عبد الرحمن وأخرجه محمد فاضل ،وبعدها بنحو خمسة اعوام قدم فيلمه عن حياة السادات، لاشك ان هناك من تسأل وقتها وتبعا للتسلسل الزمني اين مبارك ؟سؤال سياسي من الدرجة الأولى، ويشبه ملامح وتركيبة حسني مبارك النفسية ، لو عدت إلى الارشيف ستكتشف ان أحمد زكي في البداية كثيرا ما كان يعلن انه سيقدم حياة حليم والمشير عامر والشيخ متولي الشعراوي وطلعت حرب وغيرهم ولم يأت أبدا على ذكر مبارك، كان لديه دائما نهم لتقديم عشرات من الشخصيات في تاريخنا المعاصر لأن هواية أحمد زكي هي التقليد فكان يجد في ذلك فرصة لتفريغ تلك الشحنة التى كانت تلقي صدى طيب لدي الصحافة والجمهور وكثيرا ما أشادوا به رغم اني ارى ان ذرى احمد زكي الابداعية ناضجة وناضحة أكثر في أدواره مثل أحمد سبع الليل في " البرئ" أو عبد السميع في " البيه البواب" أو ضابط المباحث هشام في " زوجة رجل مهم " وغيرها، تتوهج موهبة أحمد زكي في الشخصيات الدرامية أكثر لأنها تمنحه القدرة على الخروج بعيدا عن محددات الشخصية التاريخية في الصوت والحركة إلا أن أحمد كان على العكس يرى نفسه في ناصر والسادات اللتين حققتا له نجاحا جماهيريا طاغيا . span lang="AR-AE" style="font-family:"Simplified Arabic","serif"; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-hansi-font-family:Calibri;mso-bidi-language:AR-AE"لم يكن أحمد يشير لرغبته لتقديم حياة مبارك ولكنه في سنواته الاخيرة كثيرا ما كان يكرر ذلك و لا يخلو حوار إلا وتجد هناك اقحاما للسؤال ولا يجد حمد زكي امامه سوى أن يقول نعم ويشيد بصاحب الضربة الجوية. span lang="AR-AE" style="font-family:"Simplified Arabic","serif"; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-hansi-font-family:Calibri;mso-bidi-language:AR-AE"لم أسأل أحمد ولم تكن لدي مساحة لكي أعرف حقيقة الأمر من مصادرها السياسية ولكن ما سوف تقرأوه هو مجرد تحليل للموقف ، انبهر مبارك باداء أحمد زكي لشخصية السادات وقرر منحه وسام الجمهورية من الطبقة الاولى و طبقا لحال الدولة في السنوات العشر الأخيرة من حياة مبارك تتدخل دائرة الرئاسة لتصحيح المسار وتتم اضافة أسماء المخرج محمد خان والكاتب احمد بهجت و أيضا ميرفت أمين واحمد السقا وهكذا تم منحهم أوسمة الجمهورية ليصبح الأمر لائقا بالرئاسة ، ومن بعدها كان يقول لنفسه وليه لأ ما هو يقدر يقلدني أنا أيضا. span lang="AR-AE" style="font-family:"Simplified Arabic","serif"; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-hansi-font-family:Calibri;mso-bidi-language:AR-AE"تركيبة مبارك كانت تميل إلى ضرورة الحصول على جرعات من الطبطبة والدلع وهكذا من الممكن أن أرى أنه ليس بمستبعد ان يكون صفوت الشريف أو ربما زكريا عزمي او الاثنين معا قد لعبا دورا في توصيل تلك الرسالة لأحمد وهي لا تنسي أن تذكر الرئيس والضربة في جملة مفيدة وظلت الجملة تتكرر حتى رحيل أحمد ، ومن بعدها بدأ جهاز السينما التابع لوزارة الاعلام يُعد فيلما عن مبارك والضربة الجوية ،اسندوا كتابته الى عاطف بشاي واخراجه لعلى عبد الخالق والبطولة لأحمد شاكر ،والغريب انهم بعد 25 يناير قرروا تقديم فيلما يفضح فساد مبارك فوجدوا ايضا ان احمد شاكر هو الذي تنطبق عليه المواصفات. span lang="AR-AE" style="font-family:"Simplified Arabic","serif"; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-hansi-font-family:Calibri;mso-bidi-language:AR-AE"لا ينبغي ان نطلب من فنان ان يواجه دولة تملك الكثير من الأسلحة وننتظر مثلا أن يقول أحمد زكي لا لن أقدم حياة مبارك أو لن اختصر انتصار أكتوبر في مبارك، لدي احساس أن أحمد كان يعلم ان هذا مجرد تصريح يجنبه شر الدخول في معركة غير متكافئة مع الاجهزة السيادية في البلد. بعد ثلاثة أيام تحل الذكرى العاشرة لنجمنا الراحل الكبير ووجدت نفسي أفكر معكم بصوت مسموع عن إجابة لسؤال يؤرقني وربما يؤرقكم !!