مجموعة من الضباط المصريين الذين شاركوا في التخطيط لثورة يوليو 1952، سعوا لتخليص مصر من سيطرة العائلة الحاكمة من سلالة محمد علي باشا، "الضباط الأحرار" من أبرزهم جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وأنور السادات وعبد اللطيف البغدادي وحسين الشافعي وكمال الدين حسين وعلوي حافظ وغيرهم. بدأت تلك المجموعة في تنظيم نفسها طيلة السنوات السابقة، وشارك قسم من أعضاءها في حرب 1948، وعلى رأسهم قائد المجموعة جمال عبد الناصر، تقلد أغلبهم مناصب قيادية بالدولة بعد الثورة، وأتجه بعضًا منهم لكرسي البرلمان ليكون ممثلًا عن الأمة، وحصد بعضهم منصب رئيس المجلس. الرئيس الراحل أنور السادات: اختاره عبد الناصر عضوًا بالهيئة التأسيسيه لحركه الضباط الأحرار، شارك السادات في ثورة يوليو 1952 وألقى بيانها، وكانت مهمته يوم الثورة الاستيلاء على الإذاعة، كما حمل مع محمد نجيب إلى الإسكندرية الإنذار الذي وجهه الجيش إلى الملك للتنازل عن العرش. ترشّح السادات لانتخابات مجلس الأمة عن دائرة تلا محافظة المنوفية في عام 1957، وفاز فيها وأصبح عضوًا بمجلس الأمة، وربما أدائه البرلماني زكّاه لأن يفوز بالعضوية لثلاث دورات متالية، تولّى خلالها رئاسة مجلس الأمة مرتين، الأولى في الفترة من عام 1960 إلى 1961 أثناء الوحدة بين مصر وسوريا. ثمّ تولى السادات مرّة ثانية رئاسة مجلس الأمة في الفترة من 1964 إلى 1968، وكانت تلك الفترة مرحلة عصيبة في الداخل والخارج المصري، داخليًا بدأ الصدام مع جماعة الإخوان المسلمين وإعدام سيد قطب عام 1965. أمّا خارجيًا كان خوض مصر حرب اليمن ضد حكم الإمام محمد البدر ودخولها في خلاف كبير مع السعودية، وحدوث نكسة 1967 التي أدّت لتنحي الرئيس جمال عبد الناصرعن الحكم، والذي تراجع عن تلك الخطوة بإرساله خطابًا لرئيس مجلس الأمة أنور السادات يشرح فيه أسباب تراجعه عن التنحي تلبية لرغبة الشعب المصري المطالب ببقاءه، وبدأت مرحلة أكثر خطورة وهي إعادة بناء الجيش بعد الهزيمة. ونتيجة لثقة الرئيس عبد الناصر في أنور السادات، قام بتعينه نائبًا لرئيس الجمهورية تاركًا رئاسة مجلس الأمة للدكتور محمد لبيب شقير. علوي حافظ: أحد الضباط الأحرار في ثورة يوليو 1952، ولكنه اختلف معهم، وفضل الاتجاه إلي العمل السياسى والاحتراف فيه. كان نائبا عن دائرة الدرب الأحمر والباطنية في ستينات القرن العشرين، وظل في العمل البرلماني لمدة 30 عامًا، صاحب أشهر استجوابات وطلبات إحاطة وأسئلة في تاريخ مجلس الشعب، والتي يعتبر أخطرها علي الإطلاق تلك المتعلقة بشركة نقل الأسلحة الأمريكية إلى مصر، قدم حافظ هذا الاستجواب في ديسمبر 1988، وتمت مناقشته في 5 مارس 1990. خالد محي الدين: أحد الضباط الأحرار، وعضو سابق في مجلس الشعب المصري، ذو فكر يساري، وهو مؤسس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي حتى اعتزاله العمل العام. وصفه جمال عبد الناصر بالصاغ الأحمر في إشارة إلى توجهات محيى الدين اليسارية، حدث خلاف بينه وبين عبد الناصر ومعظم أعضاء مجلس قيادة الثورة استقال على إثرها من المجلس بعد مطالبته بعودة الجيش لثكناته العسكرية لإفساح مجال لإرساء قواعد الحكم، -ربما تحت ضغوط من جمال عبدالناصر- الابتعاد إلي سويسرا لبعض الوقت. بعد عودته إلى مصر ترشح في انتخابات مجلس الأمة عن دائرة كفر شكر عام 1957 وفاز في تلك الانتخابات، وشغل منصب أول رئيس للجنة الخاصة التي شكلها مجلس الأمة في مطلع الستينيات لحل مشاكل أهالي النوبة أثناء التهجير. اتهمه الرئيس السادات بالعمالة لموسكو، وهي تهمة كانت توجه لعديد من اليساريين العرب في حقبتي السبعينيات والثمانينيات. استمر عضوًا في مجلس الشعب المصري منذ عام 1990 حتى عام 2005 حينما خسر أمام مرشح الإخوان المسلمين.