أقل من 100 ساعة تفصلنا عن معرفة الفائزين بذهب الأوسكار، لا يمكن توقع الأفلام التى ستحظى باحتفاء الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون المانحة لجوائز الأوسكار يوم الأحد القادم، مع هذا الكم الكبير من الجوائز المحلية الأمريكية من النقابات والجمعيات الفنية تحاول الأكاديمية أن تبدو اختياراتها مختلفة وغير متوقعة. مزاج الأكاديمية متقلب ويميل إلى التغيير. فوز فيلم عن قضايا السود مثل «12 عاما من العبودية» بأوسكار أفضل فيلم قبل عامين لا يعنى أن مسيرة مارتن لوثر كينج فى «سيلما» ستكون محط احتفاء مماثل. الوصول إلى محطة ترشيحات الأوسكار النهائية إنجاز فى حد ذاته، أن يكون فيلم ما فى قائمة قصيرة تضم ثمانية أفلام فقط متفوقا على مئات الأفلام المستبعدة فهذا دليل على الوصول إلى القمة، لكن غواية التمثال الذهبى تجعل الترشيح دون الحصول على تمثال الأوسكار ناقصا، الترشيح جزء من إنجازات الفنانين وصناع الأفلام، وهم يضمونه إلى قائمة الجوائز التى حصلوا عليها، وهذه توقعات نتائج الأوسكار عن أهم فئات الجائزة. التوقعات النهائية لأهم جوائز حفل الأوسكار رقم 87 أفضل فيلم Birdman أفضل مخرج إيناريتو فيلم الرجل الطائر صاحب الفرصة الأكبر فى الحصول على أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج وأيضا جائزة السيناريو المكتوب خصيصا للشاشة. اليخاندرو جونزاليس إيناريتو مخرج العمل قدم تجربة إبداعية تحتفى بفن السينما، وتنتقد هوليوود وأفلام الجمهور الاستهلاكى الرأسمالى، عناصر اجتمعت فى عمل يتفوق فيه السرد البصرى، والتمثيل، والإخراج، والسيناريو، والمعالجة الموسيقية، يبدو الفيلم إجمالا كأنه لقطة واحدة. الفيلم يحكى قصة ممثل فى منتصف العمر يحاول تقديم عمل مسرحى جاد يشبع حبه للفن الجاد، وفى نفس الوقت يحاول لم شمل عائلته والهروب من حالة الجنون التى بدأت تنهش عقله وأفكاره. المنافس الأكبر للرجل الطائر فيلم صبا الذى يقدم تجربة سينمائية جديدة عن رحلة طفل عمره 12 عاما فى مراحل حياته، الفيلم تم تصويره بنفس الأبطال لمدة 12 عاما، فرصته مع الأوسكار قد تكون كبيرة لكن الأكاديمية قد تفضل اختيار فيلم مختلف. المخرج ويس أندرسون يقدم واحدة من مغامراته الملونة الساخرة التى تروى حكاية تدور أحداثها فى فترة الحرب العالمية داخل فندق مدينة بودابيست حيث يتحرك كثير من الشخصيات بصورة تجمع بين الجد والغموض والكاريكاتيرية. القناص الأمريكى و نظرية كل شىء و ويبلاش و لعبة المحاكاة و سيلما أعمال جيدة فنيا لكنها تفتقد اختلاف وجنون الترشيحات الأخرى. أفضل ممثل مايكل كيتون عن Birdman تنوعت أدوار الممثلين الخمسة المرشحين للأوسكار وجمع بينهم غرابة الأطوار، يقدم مايكل كيتون واحدا من ألمع أدواره وهو على نحو ما يشبه قصته كممثل، كانت شهرته الكبيرة مع تجسيده شخصية بات مان فى التسعينيات، تهاوت شهرته بعد رفضه بطولة المزيد من أفلام السوبر هيرو، فى الفيلم تصل الشخصية إلى حافة الجنون، مايكل كيتون هو صاحب أكبر فرص الفوز بالأوسكار. المنافس الأكبر الممثل الشاب إيدى ريدماين الذى بشخصية عالم الرياضيات الشهير ستيفن هوكينج، لأن الشخصية تصاب بالشلل ولاحقا يفقد النطق ولا يتبقى أمامه من أدوات التعبير إلا ملامح وجهه. البريطانى بيندكت كامبرباتش يرشح للأوسكار فى فيلم لعبة المحاكاة عن تجسيده شخصية آلان تورين الذى اخترع آلة لفك شفرة المراسلات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية. هذا العالم المثلى فى زمن كانت بريطانيا تحاكم المثليين وتسجنهم، كارت المثلية قد يكون فى صالحه لأن هوليوود دائمة الدفاع عن حقوق المثليين. الممثل الكوميدى ستيف كارل، هل يجلب الدور الأوسكار له؟ احتمال ضعيف. على عكس جميع الممثلين السابقين يدخل برادلى كوبر قائمة المرشحين للأوسكار بترشيحين سابقين، وهذا هو الترشيح الثالث له عن دور كريس كايل فى فيلم القناص الأمريكى ، حظوظ حصوله على الأوسكار كبيرة لكن الجدل حول شخصية كايل قد تجعل أعضاء الأكاديمية يتجهون إلى مرشح آخر. أفضل ممثلة مساعدة أفضل ممثلة باتريشيا أركيت عن Boyhood جوليان مور عن Still Alice تكاد تكون محسومة لصالح باتريشيا أركيت، بعد حصولها على جائزتى الجولدن جلوب والبافتا عن دور الأم فى صبا ، يبدو تمثال الأوسكار أقرب إليها، عبرت عن تطور ونضج الشخصية، مشهد غضب الأم من ابنها الشاب لأنه سعيد برحيله عن المنزل إلى الجامعة ماستر سين يكفى لمنحها التمثال الذهبى. ينافس أركيت الممثلة لورا ديرن فى البرية أُمّ أخرى تغدق على أبنائها مشاعر الحب رغم الحياة الصعبة التى تعيشها، أداء لافت ومعبر قدمته ديرن. وتقدم إيما ستون فى فيلم الرجل الطائر شخصية فتاة شابة خرجت من مصحة علاج الإدمان، حضور خاص ولكن فرصة حصولها على الأوسكار أقل من أركيت. يتبقى ممثلتان وشخصيتان هما الأقل من ناحية الفرص، ولكن مع الأوسكار لا يوجد مستحيل، ميريل ستريب داخل الغابة ، وكيرا نايتلى فى لعبة المحاكاة . قدمت خمس ممثلات أفضل ما لديهن لكن واحدة فقط ستفوز بالتمثال الذهبى، المريض بمرض لا شفاء منه من الكروت المضمونة الربح فى الأوسكار، رفع درجة الوعى بالمرض والاهتمام به ستكون فى بال أعضاء اللجنة وهم يصوتون لصالح جوليان مور التى تقدم فى فيلم لا زلت أليس واحدا من أروع أدوارها حول أستاذة جامعية فى منتصف العمر تصاب بحالة مبكرة من مرض فقدان الذاكرة الزهايمر. أما ماريون كوتيلار فى يومين وليلة فهى تقدم دورا إنسانيا معقدا حول فتاة عاملة تقاوم حالة اكتئاب حادة بعد تعرضها للفصل من عملها، أمامها فرصة أخيرة للعودة إلى عملها إذا استطاعت إقناع زملائها بالتنازل عن زيادة مرتباتهم لتوفير أجرها، دور وأداء مضمون التعاطف أيضا. روزاموند بايك فى فتاة ضائعة تجسد دور زوجة اختفت وبدأ زوجها والبوليس اكتشاف أسرار حياتها المعقدة، أداء ممتاز لكن تظل جوليان مور عقبة فى طريق الفوز. الترشيحات الأخرى رغم تميزها فإنها أقل فرصا للفوز، فيليستى جونز فى فيلم نظرية كل شىء فى دور زوجة العالم العبقرى ستيفن هوكينج المصاب بالشلل، أما ريس ويذرسبون فتجسد فى البرية شخصية فتاة تذهب فى رحلة تأملية خلوية مشيا على الأقدام مسافة طويلة تستعيد فيها ماضيها. أفضل ممثل مساعد جيه كيه سيمنس عن Whiplash هذه الجائزة تكاد تكون محسومة لصالح الممثل جيه كيه سيمنس الذى جسد دور أستاذ الموسيقى شديد الصرامة وعلاقته بتلميذه عازف الدرامز الشاب مايلس تيرل، حضور شخصيته المخيفة ورهبتها واضحان فى كل مشهد يظهر فيه، إنها المرة الأولى التى يرشح فيها سيمنس 60 عامًا للأوسكار، جائزة السيناريو أيضا قد تكون من نصيب هذا الفيلم. المنافس القوى لسيمونز هو إدوارد نورتون فى الرجل الطائر الذى يجسد دور ممثل مسرحى موهوب سيئ الطباع، شخصية الممثل مايك شاينر الغريبة جذابة للأوسكار. إيثان هوك الأب فى فيلم صبا ، شخصية رجل انفصل عن زوجته بعد زواج مبكر، أداء جيد وفرصة متوسطة للحصول على الأوسكار. مارك روفالو فى فيلم صائد الثعلب يجسد شخصية ديف شولتش البطل الأوليمبى، أداء جيد ولكن الترشيح للأوسكار كافٍ جدا. لا ينتظر روبرت دوفال جائزة الأوسكار بلهفة رغم أنها قد تكون المرة الأخيرة فى مسيرته (84 عاما)، هذا هو الترشيح السابع له، إذ فاز بالأوسكار مرة واحدة، يجسد فى فيلم القاضى شخصية قاضٍ عجوز ملتزم بالقانون.