فترة الحمل من أصعب الفترات التي تمر على الأم في حياتها، تكون مليئة بالأحداث الغريبة عليها مما يجعلها تشعر كثيرًا بالحيرة والتوتر من بعض الأعراض التي تطرأ عليها والتي قد تجد بعض الحرج في سؤال الطبيب عنها. طبيب النساء والولادة هو المتخصص الوحيد القادر على إجابة كل تساؤلاتك في هذه الفترة مهما ظننت أن أسئلتك غريبة، فالحمل فترة غير اعتيادية لذلك يصحبه دائما أعراض غير اعتيادية أيضًا، فشعورك بالإحراج من وصف بعض المشاكل المصاحبة للحمل للطبيب فكرة غير جيدة حيث أنك لست الوحيدة التي تعاني من ذلك فآلاف من الأمهات الحوامل يشعرن بنفس أعراضك، وتصريحك بها للطبيب يجعله على علم بكل المشاكل التي تواجهك مما يجعله قادر على توجيهك للطريق الصحيح للتعامل مع هذه الأعراض بشكل سليم، أو يكتب لك بعض الأدوية التي تساعدك وتخفف أعراضك أو على الأقل يطمئنك أن هذه الأعراض عادية ولا داعي لشعورك بالخوف. لذلك نقدم لك بعض الأسئلة التي قد تدور في ذهنك في هذه المرحلة وبعض الردود عليها من طبيبة النساء والولادة ماري روسر لعلها تشعرك أنك لست وحدك في هذا. 1- هل ستتحرك أمعائي وأحتاج لدخول الحمام أثناء الولادة؟ تشعر بعض الأمهات بالقلق من فقد القدرة على التحكم بالأمعاء أثناء مرحلة الدفع لإخراج الجنين، حيث أن المستقيم يقع أسفل الرحم مما يجعل انقباضات الرحم ودفع الأم يضغط على المستقيم كثيرا، لذلك يقوم بعض الأطباء في المرحلة المبكرة من الولادة بعمل حقنة شرجية للأم أو على الأقل يطالبها بدخول الحمام ومحاولة تفريغ أمعائها تماما من أجل توسيع منطقة أسفل البطن ليسهل خروج الجنين وأيضا لتجنب خروج الكثير من البراز قبل الطفل فيلوث منطقة الولادة، ولكن إذا حدث وخرج شيء أثناء الدفع فلا تقلقي فالأطباء معتادون على ذلك ويوجد متخصصون لمساعدتك، فلا داعي للشعور بالإحراج. 2- بعد ولادة الطفل هل ستظل منطقة الولادة متسعة هكذا؟ ببساطة الإجابة هي: لا خلق الله منطقة الولادة بنسيج عضلي قابل للتمدد ويحتوي على الكثير من الثنيات يتمدد جدا ليخرج منه طفلك ثم يعود لحجمه الطبيعي بعد الولادة بالتدريج. إذا كنت قلقة يمكنك القيام بتمارين كيجل لتقوية عضلات هذه المنطقة في فترة قبل وبعد الولادة لتعود لشكلها المعتاد بسرعة وتكون عن طريق بسط العضلات كأنك تتبولي عن قومي بقبضها كأنك توقفت عن التبول 10 مرات متتالية، وتكرري هذه المجموعة 4 أو 5مرات يوميا وأنت جالسة على المرحاض. 3- هل ازداد وزني كثيرًا؟ من الطبيعي أن يزداد وزنك أثناء الحمل، لكن بعض الأمهات تشعر بالحرج من ذلك وتخشى أن تسأل الطبيب عنه، وهذا خطأ كبير فمناقشة زيادة وزنك أمر هام للغاية لكي يقوم الطبيب بتوجيه النصح لك حول إذا كان زيادة وزنك في المعدل الطبيعي أم أكبر أو أقل من الطبيعي مما له تأثير كبير على صحتك وصحة جنينك. 4- لقد سمعت أنني لن أستطيع السيطرة على مثانتي بعد الولادة.. هل هذا صحيح؟ الضغط الكبير على عضلات أسفل البطن ومنطقة العجان أثناء الولادة يؤثر يقلل بالطبع من قدرتك على السيطرة على مثانتك بعد الولادة، لكن لا تخافي، فخلال من6أسابيع وحتى 3أشهر يتحسن الأمر كثيرًا، كما أن مواظبتك على تمارين كيجل السابق ذكرها يقوي العضلات في هذه المنطقة خاصة عضلة التبول مما يقلل من الأثار السيئة للولادة على التحكم في المثانة. 5- زوجي يخشى كثيرًا من أن ممارسة العلاقة الحميمة أثناء الحمل قد يؤذي الطفل، هل هذا صحيح؟ لا يوجد داعي للخوف على الجنين من العلاقة الزوجية مادمت وزوجك تقومان بها بشكل هادئ وبدون عنف، ومادام الطبيب لم يمنعكما من ممارستها. 6- هل العلاقة الزوجية ستصبح مؤلمة كما سمعت بعد الولادة؟ عملية الولادة تكون بالطبع شاقة على الجسم كله خاصة منطقة الولادة نفسها حيث يحدث لها الكثير من الإصابات والجروح البسيطة أو المتوسطة والتي يتابعها طبيبك بعد الولادة، كما أن مرحلة الرضاعة الطبيعية بعد الولادة تغير من الهرمونات مما يسبب بعض الجفاف في هذه المنطقة، لذلك عليك أولا أن تمنحي نفسك بعض الوقت بعد الولادة لكي تشفى هذه المنطقة بشكل جيد كما يمكنك الاستعانة ببعض المستحضرات الخاصة مثل ky-gel لترطيب وتليين المنطقة أثناء العلاقة الحميمية، لكن إذا مرت شهور ومازلت تشعري بآلام أثناء العلاقة يجب عليك استشارة الطبيب. 7- هل من الطبيعي وجود الكثير من الإفرازات المهبلية أثناء الحمل؟ هذا طبيعي جدا، فهرموناتك الأنثوية ترتفع للغاية أثناء فترة الحمل، كما يزداد تدفق الدم لهذه المنطقة لإمدادها بكل الأكسوجين والغذاء اللازم للجنين ولنمو الرحم بشكل عام، لكن عليك متابعتها فإذا تغيرت رائحتها أو حدث معها أي نوع من الحرقان أو الهرش أو الآلم فهذا يدل على إصابتك بالعدوى ويجب استشارة الطبيب في ذلك، كما أنك لو وجدتها أصبحت سائلة للغاية أشبه بالماء فيجب التوجه للطبيب فورا فربما يكون كيس الجنين انفتح وبدأ الماء حول الجنين في التقطير وهذا في منتهى الخطورة. 8- أشعر بالانتفاخ ووجود الكثير من الغازات في بطني.. هل هذا طبيعي؟ هرمونات الحمل تؤثر على عمل الجهاز الهضمي كثيرا، مما يجعلك في بداية الحمل تشعري بالغثيان الصباحي المعتاد والذي قد يصل للقئ صباحابالإضافة إلى عسر في الهضم والانتفاخ، وتعاني من هذه الأعراض حوالي85% من الأمهات الحوامل، كما أن في نهاية الحمل يضغط الرحم على المعدة كثيرا مما يشعرك بصعوبة في الهضم وارتجاع. 9- أعاني من إمساك مستمر وحرقان في المعدة، كيف أخفف من حدتهما؟ في فترة الحمل تزداد نسبة امتصاص الغذاء لديك مما يجعل البراز صلبا خاليا من الماء فيحدث الإمساك، لتجنب ذلك أكثري من شرب الماء وتناول الكثير من الخضروات والفواكه الغنية بالألياف، كما أن شرب كوب من اللبن قبل النوم يقلل من الإمساك الصباحي كثيرًا، ولتقليل حرقة المعدة حاولي تقسيم وجباتك على 6 وجبات بدلا من 3 فتصغر حجم الوجبة ويسهل هضمها بدون الشعور بالحموضة وأيضًا عليك تجنب الوجبات الدسمة والمقلية والحارة حيث أنها تصعب من عملية الهضم كثيرا، ولا تنامي ورأسك منخفضة عن جسمك بل ضعي وسادة صغيرة أسفل ظهرك ليكون رأسك وصدرك أكثر ارتفاعا من معدتك للتقليل من الارتجاع الليلي، إذا لم تخف حدة الأعراض يمكنك استشارة الطبيب ليكتب لك بعض مضادات الحموضة الأمنة أثناء الحمل. 10- أخشى أن أنام أثناء الولادة.. هل هذا ممكن؟ في بداية عملية الولادة غالبا يكون ماء الرحم انفجر قد يبدأ بالتنقيط أو بالتدفق القوي، في هذه المرحلة يمكنك النوم قليلا، لكن إذا بدأت الانقباضات الفعلية للولادة فلن تستطيعي النوم من الآلم، لا تقلقي فبعد ولادة طفلك يمكنك النوم والراحة.