ماذا بعد الضربة الجوية الناجحة على معاقل داعش فى ليبيا؟ والتى أنعشت قلوب المصريين بعد يوم طويل من المعاناة والمهانة بعد الجريمة البشعة لذبح المصريين ال21 التى شاهدناها عبر فيديو التنظيم الإرهابى. هذا السؤال مطروح الآن أمام الدولة بما فيها الرئاسة والحكومة. فهل تستمر الضربات الجوية هناك أم هناك تطوير العمليات العسكرية؟! لقد حظيت الضربة المصرية لمعاقل داعش فى درنة القريبة من الحدود المصرية ارتياحا داخليا وترحيبا خارجيا. لقد أجمع كثير من دول العالم على حق مصر فى ضرب ذلك التنظيم الإرهابى الذى ينشر الفوضى والإرهاب ويذبح المصريين. بل ودعت الحكومة الشرعية الليبية إلى تدخل مصر ومساندة الجيش الوطنى الليبى الذى يقوده اللواء حفتر من أجل التخلص من الميليشيات المتطرفة التى تنشر الإرهاب داخل ليبيا وخارجها. وأجمع سياسيو ليبيا ومثقفوها على تلك الدعوة منذ زمن.. بل قابلوا مسؤولين مصريين كبارًا وطالبوا باستعادة الدور المصرى.. وتلقوا كلاما معسولا.. لكن لم يحدث أى شىء فى النهاية . وأصبح السؤال مطروحا وبقوة ماذا عن القادم؟ فهل تستمر مصر فى ضرباتها ضد داعش فى ليبيا وغيرها من المنظمات والجماعة الإرهابية التى تهدد أمن مصر؟ لقد بحت أصوات القوم من أن ليبيا هى امتداد لمصر وأمنها القومى.. ولا بد من الوجود هناك بأى شكل ما دامت أصبحت فى حالة فوضى وسيطرت عليها الجماعات الإرهابية. إى نعم هناك مجموعة أزمة الآن.. وكل ما يطرح سؤال عن الحل فى ليبيا وعلاج مشكلة المصريين هناك.. يكون الرد أن هناك مجموعة أزمة لكن لا أحد يعرف ماذا تفعل؟ أيضا فى بيان الرئيس السيسى أكد أن مجلس الدفاع الوطنى فى اجتماع دائم منذ إعلان التنظيم الإرهابى ذبح المصريين. وبالطبع هو أمر مهم.. ولكن الأهم أن يكون هناك استراتيجية ورؤية واضحة فى التعامل مع تلك القضية الأكثر أهمية الآن لأمن مصر والمصريين. ولا بد من اتساع الحوار مع شخصيات وطنية وسياسية وثقافية لاتخاذ موقف موحد فى تلك القضية ولا يقتصر الأمر على العسكريين. لقد دعا الرئيس السيسى إلى تحالف جديد لمحاربة تطرف وإرهاب داعش فى ليبيا بغطاء دولى وبموافقة مجلس الأمن والأمم المتحدة. ولقد بات واضحا أن هناك موافقة غريبة على التدخل المصرى فى ليبيا. وآن الأوان لوضع تصور ورؤية لمساندة الشعب الليبى للتخلص من التطرف والإرهاب وحالة الفوضى المسيطرة الآن، وتقسيم ليبيا إلى دويلات تسيطر على كل واحدة منها ميليشيا متطرفة تدعى الحكم باسم الله. لقد سكتنا كثيرا على ليبيا منذ ثورة 25 يناير فى مصر.. وثورة فبراير فى ليبيا.. رغم أن الليبيين كانوا فى حاجة إلى دعم مصر.. وتركنا الساحة للغرب وحده ودول أخرى نعانى من مساندتها للإرهاب الآن مثل تركيا وقطر.. وتركنا الأسلحة يتم تهريبها من ليبيا عبر الحدود لتصل إلى الإرهابيين والعصابات داخل مصر. .. فآن الأوان أن نهتم بليبيا الآن.. وأن نستجيب لدعوات إخواننا فى ليبيا.. ونحافظ على المصريين وكرامتهم. فالمصريون والليبيون فى انتظار السيناريو القادم.. فنرجوا أن لا يتأخر كثيرًا.