لحظات جديدة من الخوف، أنين من الرعب، قلوب باتت لا تعرف النوم، تواصل ليلها نهارها تنتظر الجديد، وأمل يبعث لهم الحياة، إنه لسان حال وأسلوب حياة، لثلاث أسر مصرية في محافظة الدقهلية، فقدوا الاتصال بأبنائهم في ليبيا. "محمد وعبد الله وحامد"، ثلاثة شباب من مدينة دكرنس بمحافظة الدقهلية، ضاقت بهم حياتهم في أم الدنيا، قرروا وسافروا وجازفوا، تجاهلوا الأوضاع التردية في ليبيا، والمعارك الدائرة هناك، وما تمارسة التنظيمات الإرهابية لا سيما تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميًا ب"داعش". الشباب الثلاثة لم يحققوا أحلامهم بل سقطوا في غياهب الفوضى في ليبيا، واختطفتهم الميليشيات المسلحة هناك، فانقطعت اتصالاتهم مع أسرهم، ليدخل الأبناء نيران الاختطاف، ويلحق الأهالي بعذاب المجهول. والد الشاب محمد رضا، صاحب ال 21 ربيعًا، قال إن ابنه سافر، في شهر ديسمبر الماضي، للعمل بمدينة طرابلس، وبعد سفره بثلاثة أيام انقطعت كافة وسائل الاتصال بينهم، فسأل أسرتي صديقيه، وهما من سافرا معه، إلا أن الجواب جاء أيضًا لا نعمل عنهما شيئًا. الأهالي أكدوا أنهم اطَّلعوا على مقطع فيديو، بثَّته عبر إحدى القنوات الفضائية الليبية، تفيد باختطاف أبنائهم من قبل الميليشيات الليبية. "عزمي"، والد الشاب المختطف عبد الله عزمي عبد الله، لم يتخطَ عمره 27 عامًا، قال إنه تلقي اتصالاً هاتفيًا من شخص ليبي يدعي "أبو عبيدة" أحد قادة الميليشيات الليبية، وينتمى لجماعة الإخوان، ويطالبهم بالإفراج عن بعض المصريين المحتجزين بالسجون، مقابل تحرير الشباب الثلاثة. أهالي المختطفين، ناشدوا المسؤولين في الدولة، بسرعة التحرك والتدخل، لإنقاذ ذويهم من يد المليشيات الليبية، قبل أن تقتلهم أو تفتك بهم، مطالبين بالتحرك والحفاظ على حياتهم. المخاوف والرعب ازداد لدى الأهالي من أن ينال أبناؤهم مصير 21 مصريًا ذبحهم تنظيم الدولة، وبثَّ مقطع فيديو لذبحهم، مساء الأحد، ما ردَّ عليه الجيش المصري بشن ضربات جوية على مواقع تابعة لتنظيم الدولة، أسقطت عشرات القتلى.